بغداد:من اغرب غرائب وزارة الثقافة العراقية ان وكلاء الوزراء والمدراء العامين فيها هم انفسهم يدورون في فلك دوائرها منذ عشر سنوات، بغض النظر عن الاختصاص والكفاءة، فيما المثقفون العراقيون دائمو الاحتجاج على اغلب عناصر هذه التشكيلة الثابتة جدا بمسامير المحاصصة الطائفية.
على مدى اكثر من عشر سنوات، ووزارة الثقافة العراقية لم يتغير مسؤول فيها غير الوزير، والوكلاء هم انفسهم وكذلك المدراء العامون الذين يقومون على مسؤولية المديريات التابعة للوزارة، وطالما لم تفعل الوزارة غير ان تداور فيما بينهم، فتأتي بهذا وتضعه هناك، وتأتي بذلك وتضعه هنا، من هذه الدائرة الى تلك، ولا يهمها ان كان هذا المدير العام قد نجح في عمله او فشله، او انه صاحب اختصاص ام لا، فالمهم انها تقوم بنقله من هذا المكان الى ذلك المكان وهي مغمضة العينين،هائمة القلب في فضاءات ميتافيزيقية، ومرهقة الروح لاسباب ، فلم يأت وجه جديد ليكون بديلا جديدا لاحد المدراء او الوكلاء ممن يمتلكون تجربة وخبرة، وحتى المدير العام الذي يثار حوله كلام ما او لغط معين او تتوجه اليه أي اتهامات او ان خرجت تظاهرات تطالب بتغييره، فلن تكون هنالك اية فائدة، وكأن شيئا لم يكن، بل ان الوزارة تحاول ان تربت على ظهور المتظاهرين وتبتسم في سرها ولسان حالها يقول (بطارانين) !!.
ولم يسلم من التنقلات الا عقيل المندلاوي المدير العام للعلاقات الثقافية وحسن الشكرجي، المدير العام لدائرة الفنون الموسيقية، الذي تم نقله الى دار ثقافة الاطفال لكنه لم يقتنع بعمله فيها فأعادته علاقاته،كما يقال، اليها، وعلى الرغم من التظاهرات والاحتجاجات التي قام بها العديد من الموسيقيين لعدة اسابيع الا ان الوزارة لم تأبه، ومثلا: الدكتور شفيق المهدي، كان منصبه الاول في دار ثقافة الاطفال، وهو لا علاقة له بالاطفال ولا بثقافتهم، وبعد ان امضى خمس سنوات تم نقله الى دائرة السينما والمسرح، وبعد خمس سنوات وعلى خلفية عرض مسرحي الماني تم استبعاده الى دار الثقافة الكردية، وعلى الرغم ان مصادر في وزارة الثقافة اكدت ان (اقالة) المهدي كانت بناء على ملفات فساد، الا الامر مرّ هادئا، وتم نقله الى مديرية اخرى بعيدة عن اختصاصه !!، وهي دار الثقافة الكردية !!!، او مثل حبيب ظاهر العباس الذي تنقل من مدير عام دائرة الفنون التشكيلية الى مدير عام دار ثقافة الاطفال الى مدير عام دائرة الفنون الموسيقية الى مدير عام دار المأمون للترجمة والنشر الى مدير عام الثقافة والنشر الكردية، ومن ثم وضع على الهامش لانه لا ينتمي الى حزب، وهو خبير وباحث موسيقي، وكذلك الحال مع الاخرين فهناك من تمسك بمنصبه ولا بديل او شبيه او نظير له وهناك دار على كل الدوائر.
والسؤال الذي يتم طرحه خلال السنوات الماضية والان: الا يوجد في العراق اشخاص من اصحاب الكفاءة من الممكن ان يشغل هذه المناصب؟الا يوجد مثقفون على مستوى المسؤولية قادرون على ادارة دوائر الوزارة بمهنية عالية؟، والاجابة تأتي موجعة للغاية من ان المحاصصة هي السبب، وان أي احد ليس بامكانه ان يقيل احدا او يزيل احدا من مكانه حتى وان فشل في ادارة الدائرة، او اثيرت حوله شبهات، او كثرت عليه الصراخات من كل مكان انه فاشل وأنه دمر الثقافة العراقية،ويأتي ببديل ناجح ومميز، بل انه في مساء اليوم ذاته يذهب لافتتاح مهرجان ويلقي كلمة عصماء

الحلي: المحسوبية على حساب الابداع
فقد اكد الصحافي زيد الحلي، على ان الثبات في الكرسي سمة العراق الجديد،وقال: في غرفة يخيم عليها الظلام، لا يهم ان نقلت مصباحا معطوبا من مكان الى آخر، انا تحدثت عن واقع حال، وهو واقع لايسر، وبين السطور نعرف ان السبب وجود شلة، تتسيد المواقع ذاتها، وهذا هو الخراب يعينه.. فأنا لا يهمني ان استلم طه حسين هذا الموقع، وبعد حين استلمه عباس العقاد، طالما ان شجرة الابداع مستمرة بالعطاء، لكن هنا دعبول يستلم هذا الموقع وارثا اباه من دعبول آخر وهنا مكمن الخلل...
واضاف: لكل دولة سمة، وهذه سمة العراق الجديد، والأمر لا يتعلق بوزارة الثقافة، بل في سائر الوزارات.. ويبدو ان الأمر مخطط له ان يكون هكذا، فمن قراءة الخارطة الثقافية في البلد، اجد ان الحال سيبقى كما هو، طالما ان النظر يحوم حول القرابة والمحسوبية على حساب الابداع، لذلك نرى معظم الاعمال الحالية مجرد نسخ مكرر، وأشباح وظلال لأصوات الآخرين، والكثير من الكلمات التي نقرأها في تلك الاعمال، هي سطور مسلوبة الروح والجسد، وفي قناعتي، ان المبدع لا يُعطى الحرية، بل يأخذها، وإذا انتظر ان تُعطى له ، لاسيما من اشباه المثقفين من المسؤولين، فسيتحول الى قزم من اقزام المحسوبية والبهرجة والنفاق للمسؤولين الذين، لاينظرون للابداع بقدر نظرتهم الى من يطيعهم على تنفيذ اوامرهم...، لقد نسي، بعض مسؤولي الثقافة ان الابداع كالحبر والورق.. فلولا سواد الحبر لكان البياض أصم، ولولا بياض الورقة، لكان سواد الحبر.. اعمى
وختم كلامه بالقول: قلبي على اصدقائي موظفي الثقافة، وهم كُثر... فقد زادت شكاواهم من المزاجية، فالمسؤول الفلاني يفكر بالغد الى اي دائرة سيُنقل، المسؤول العلاني يروج لنفسه ان يوم غد سيصبح وزيرا او سفيرا... وهلم جرا

عالية: نعيش زمن الاستلابات من جديد
اما الروائية والكاتبة عالية طالب فأشارت الى اننا نعيش زمن الاستلابات، وقالت: ملاحظة دقيقة وصحيحة جدا وهي تذكرنا برؤساء تحرير ووكلاء وزارة الثقافة في زمن النظام السابق حيث كانت تجري لعبة الكراسي في تبديلهم من مسؤولية الصحف الاربع الى غيرها وكذلك وكلاء الوزارة، ويبدو ان تلك التجربة كانت ناجحة واثبتت فاعليتها لذا سارت عليها وزارة الثقافة بكل اصرار ومواكبة.
واضافت: سابقا لم تمنح امرأة منصبا مسؤولا كوكيل او مدير عام والان ايضا على الخطى سائرون، نحن لا نؤمن بالتغيير الايجابي للافضل، ولا نؤمن بقدرات المرأة العراقية رغم كل الشعارات الزائفة التي نطلقها هنا وهناك ولا نؤمن ان علينا ان نحسن اختيار المسؤولين ولا نقيم الاداء سنويا ولا نميز جيدا بين الظلمة والضياء وسنبقى على فقدان البصر والبصيرة سائرين مادام المواطن المختص والعام لا يعنيه ان يطالب بالتغيير الذي يحفظ حقوق البلد وحقوقه ومادامت فكرة تأميم الكرسي والمسؤولية فكرة راسخة ومعمقة بالثقافة السياسية والحزبية والتشريعية والتنفيذية، وها نحن نعيش زمن الاستلابات من جديد ولا اعتقد وزارة الثقافة بافضل من غيرها من الوزارات والحمد لله.

احمد: ندفع ثمن خوف المالكي
فيما الشاعر احمد عبد الحسين، فأكد ان المثقف يدفع ثمن خوف المالكي وجماعته من أهل الخبرة، وقال: وزارة الثقافة غير مهمة، هي في عقلية الطبقة الحاكمة الآن سقط متاع، سماها بعضهم على التلفزيون بالوزارة التافهة، الطاغية يخاف الثقافة والتاجر يحتقرها، وشخص السياسي العراقي اليوم مزيج من هذين، يكفيك للدلالة على خشيتهم من الثقافة انهم جعلوا وزير الدفاع وزيراً للثقافة وقبله كان لدينا وزير ثقافة شرطيّ وقبله وزير ثقافة إرهابيّ متهم بقتل أبنَيْ النائب مثال الآلوسيّ.، ليس لدينا وزير ثقافة منذ مفيد الجزائري، الوزارة التي تكون ملحقة بالدفاع، ثم تعطى لشرطي وقبله لإرهابيّ، يراد إذلالها واحتقار الفئة التي تتعلق أعمالهم بها وهم هنا المثقفون، لهذا فان وزارة الثقافة منسية من قبل المتحكم الفعلي بالأمور، أقصد رئيس مجلس الوزراء ومن يحيط به، هؤلاء دأبوا ـ كعادة المتسلطين أبداً ـ على تفضيل أهل الثقة على أهل الخبرة، وهم يحتاجون أناساً سامعين مطيعين ليلجموا الثقافة ـ هذه المنطقة التي يأتي منها النقد المسبب للصداع.
واضاف: أهل الثقة هم الذين هندسوا لنا مهازل فعاليات (بغداد عاصمة للثقافة العربية)، كما ان أهل الثقة في القوى الأمنية أنتجوا لنا هذا الدم والخراب الذي نحن فيه، نحن باختصار ندفع ثمن خوف المالكي وجماعته من أهل الخبرة quot;غير الموثوقين عندهم وغير المطيعين، الاستثناءات موجودة بالتأكيد، أعرف مدراء عامين في الوزارة يعملون بإخلاص وتفان وحب للعراق، أعرف على الأقل وكيلاً هو السيد طاهر الحمود يعمل ما بوسعه للثقافة العراقية، نأمل خيرا بالانتخابات المقبلة إذا تغيّر الرأس الخائف ستتغير الأذرع التي يدفع بها خوفه المزمن، التغيير قادم يا صديقي !!.

شرجي: المحاصصة الطائفية هي السبب
من جانبه اشار الفنان احمد شرجي،الى ان المحاصصة الطائفية هي السبب، وقال: هذا السؤال المهم، يصب في جوهر العملية السياسية كونها قائمة على المحاصصة، ولهذا نجد أناس غير كفوئين يديرون العملية الثقافية، بمعنى الرجل غير المناسب في المكان المناسب، وبرأيي.. تتحمل الاحزاب النكوص الثقافي الذي تعاني منه الوزارة من خلال ترشيحها اسماء ضمن احزابها حتى لو كانت غير مؤهلة ثقافيا واداريا، وهذا لايعني بان كل مثقف بالضرورة ان يكون اداريا ناجحا والعكس ايضا صحيح،لكن على الاقل ان ترشح اشخاص يمتلكون حرية القرار يستطيعون أن يقولوا لا ضد إستراتجية الوزارة، خاصة وأن السيد الوزير يقود الثقافة من غرفة وزارة الدفاع، وبالتالي الوكلاء يتحملون وزر سياسة الوزارة، ولكننا نرى العكس من ذلك، وهذا ما لاحظته اثر تداعيات الممثلة الالمانية، وإصدار بيان مرتبك لايتفق مع سياسة البلد التعددية والديمقراطية وكأنهم يريدون التهرب من المسؤولية حفاظا عن مراكزهم الادراية لأنهم يدركون جيدا بانهم حصلوا عليها جراء توافقات سياسية، وكلهم تبرؤوا من كتابة البيان،بل انهم للاسف الشديد مجرد (راكورات) لمناسبات رسمية، ليس لديها الشجاعة لاتخاذ قرار، ولاتملك مقبولية ثقافية داخل الوسط الثقافي، بل تشكل مجموعة تضادات ومصدات ثقافية بين الوزارة والمثقف ولنا بعلاقتها( الوزارة) مع الأتحاد العام للادباء دليلا على ذلك.
واضاف: والشيء ذاته ينطبق على المدراء داخل هيكلية الوزارة، والاخيرة لاتستمع لصوت المثقف والفنان، بل تصم آذانها امام كل تحرك ثقافي وفني يعارض سياستها في تنصيب بعض المدراء كما حدث مع مظاهرات الموسيقيين في شارع المتنبي، او احتجاجات الفنانيين المسرحيين والسينمائيين الشباب ضد سياسة وبيان الوزارة بعد تداعيات الممثلة الالمانية، رغم إصدارنا لأكثرمن بيان لكن لم يتصل بنا أي شخص من داخل الوزارة وكأننا ننتمي إلى بلد آخر، وهذا ما يؤكد ما قلت في بداية حديثي، ليس هناك من يمتلك الشجاعة باتخاذ قرار أو التصريح برايي أو موقف يتعارض مع سياسة الوزارة، ولن نمتلك وزارة قوية قادرة على دفة الثقافة في العراق إلا بالتخلص من المحاصصة ليست من خلال منصب الوزير فحسب، بل الوكلاء والمدراء العامون، وإلا فليس هناك مكان داخل الوزارة للشخصيات لغير المؤدلجة حزبيا وطائفيا.
مروان: سلالات مدللة تحكم وتظل تحكم
فيما اكد الشاعر مروان عادل ان هؤلاء الثابتون في اماكنهم يمثلون سلالات مدللة تحكم وتظل تحكم، وقال: اذا فشل الوزير في وزارة ما تجعله الحكومة وزيرا لوزارة اخرى عسى ان يوفقه الله !! ! فالله الذي يعرفونه ولا نعرفه يوجب عليهم ذلك !! فعلى الوزير الذي يحبونه ان يبقى وزيرا.. والمدير العام الذي وضعوه ان يبقى مديرا عاما اينما ذهب !! ان إلههم الجديد يفرض عليهم ذلك.. هكذا هو اﻷمر ( واللي تعرفه أحسن من اللي متعرفه ) كل كتلة من كل طائفة..كل اكثرية او أقلية في البرلمان لها وزراؤها ومدراؤها العامون العمون..يتبارون فيما بينهم في ساحة الدم العراقي وهم لاعبون أساسيون لا يستغني عنهم مدربوهم بسهولة!!، تأتي انتخابات وتذهب انتخابات وهؤلاء باقون ما دامت السموات واﻷرض الى ما شاء ربهم.. تصور.. ان رئيس الكتلة يتغير ولا يتغير المدير العام الذي هم منها.. السياسة عندنا ياصديقي عبارة عن سلالات مدللة تحكم وتظل تحكم هي وأولادها واحفادها واولاد احفادها وهكذا يبقون لا يزولون عن عروشهم الا بكارثة تأخذهم وتأخذ معهم دم وراحة الفقراء .
واضاف: رئيس حكومة بيده الحكومة وما حولها!! ووزير يمسك بوزارتين!! ومدير عام يدير دائرتين!! وهكذا وكأن البلد ليس فيه الا هؤلاء العشرة او العشرون او حتى المئة او المئتان، انا استغرب ان الدستور الذي جاء بعد كل هذا العذاب !! جلس واضعوه ليضعوا فيه حلولا لمشاكلنا.. فبدوا وكأنهم فكروا في كل شيء الا في المشكلة اﻷزلية التي هي أساس كل مشاكل الدول العربية ألا وهي ان الرئيس اذا جاء لن يترك السلطة ابدا !!، الا.. بعمليات قيصرية !!، فلا اعرف لماذا تركوا قضية تحديد الولايات لرئاسة الوزراء دون تحديدها!! وانا اقول لك هنا بصراحة ان اي دستور عربي لايحدد عدد ولايات الحاكم فهو دستور ليس له اي قيمة، الحاكم يبقى طوال حياته حاكما لا يتنحى الا بمصيبة !!، الوزير لا يكون الا وزيرا والمدير العام لا يتغير... وهكذا الى ان ( يطيح حظ البلد اكثر واكثر) !!.

ابادة للثقافة والفن فائز:
اما الصحافي فائز جواد، فقد اوضح ان ما يحصل اليوم للثقافة والفن في العراق هو شبه ابادة، وقال: في الوقت الذي تشهد فيه وزارات ومؤسسات اقتحام المحاصصة المقيتة والتي اشعلت الفساد الاداري والمادي لاهم سبب الا وهو اختيار الرجل غير المناسب في المكان غير مناسب اي بمعنى اختيار عناصر بدءا من اعلى الهرم في الوزارات والمؤسسات نزولا الى اسفله عناصر غير كفوءة ولاتمتلك واحد بالمئة من الخبرة الادارية وهذه اهم اسباب المحاصصة.
واضاف: وزاره الثقافة واحدة من الوزارات التي تعاني ما تعاني من اختفاء الخبرات المثقفة والاسماء المهمة عن مناصب مهمة، للاسف استحوذ عليها اناس لايمتلكون اية خبرة في الحياة فكيف يقود ويتحكم بمثقفي وفناني وادباء العراق الذين سطروا انجازات كبيرة في مجالاتهم،وهنا لاانكر قط ان هناك خبرات وامكانات في الثقافة جيدة وتحاول ان تعمل لكنها تصطدم بجدار الجهل الثقافي،واليد الواحدة لاتصفق، الامر الذي جعل من المثقف والفنان الحقيقي يهرب بل ينتقد عمل اقسام ودوائر الوزارة، خاصة ان من يديرتلك الدوائر يحاولون دائما الحفاظ على كراسيهم بالتالي لايتقبلون النقد والنصيحة، ويعدونها تهجما وربما شتيمة بحقهم.
وتابع: نحن على يقين ان الثقافة وباعتراف اسماء مهمة فيها تلكأت منذ العام 2003 ومايحصل اليوم للثقافة والفن في العراق شبه ابادة، ولا اريد ان ابحث بملفات المسارح وصالات العرض السينمائي والكاليرهات والاندية الثقافية والادبية واختفائها، بل ابحث عن الدور الحقيقي لوزارة الثقافة تجاه المثقف االعراقي واتساءل هل انصفته؟ هل حققت له طموحاته؟ ونحمد الله على تفعيل دور شارع المتنبي ومركزه البغدادي وقشلته الذي صار سوقا لتبادل الفنون والثقافات، نعم لاننكر ان هنالك حريات حطمت مقص الرقيب لاعمال المثقفين والفنانين لكن نتمنى ان يفعل دور وزاره الثقافة لتكون راعيا حقيقيا للمثقف وهذا لن يتحقق مادامت الحكومة غير منصفه لميزانية الوزارة واقحامها في خانة المحاصصة، فمتى ما صارت الوزارة وزارة سيادية يديرها مثقفون وفنانون اكفاء ومن الخبرات والاسماء المهمة لاتخضع للمحاصصة المقيتة، ومتى مااحترم مجلس النواب والحكومة المثقف والفنان وتجعله في مقدمه الركب، ومتى ما تيقنت الحكومة مبدأ (ان البلد الذي تهمش وتقمع فيه حريات المثقف والفنان بلد متخلف وجاهل )، ومتى ماحققت الحكومة له الحرية الحقيقية.. ومتى مااحترمت مايحمله المثقف والفنان من افكار وحريات بعيدا عن تحريمها بحجة الدين والمذهب والعقائد.. ومتى ما ازيل غبار الجهل والتعصب والمصالح الشخصية من بعض كراسي الوزارة ليحل بمحلها مثففون حقيقيون.. فاننا نجد المثقف المغترب في اقصى الارض يأتيك مهرولا ليقف الى جنب مثقفي الداخل،هنا فقط استطيع القول ان الارهاب سيندحر، نعم يندحر الارهاب الذي صار كابوس العراقيين، يندحر.. لا بالسلاح بل بريشة تشكيلي.. بقلم كاتب.. بعدسة مصور..بايماءة مسرحية..بوتر عود..بحنجرة فنان.. والامثلة كثيرة لدول خرجت من حروب وعانت ماعانت وبمثقفيها وفنانيها لملمت نفسها وصارت شعوبها تنعم بالامن والامان والعيش بسلام، وحان الوقت لنترك المثقف الوطني الحقيقي ليقود مفاصل اهم وزارة في العراق.

حسين: للمحاصصة فعل كبير
مسك الختام كانت هذه الوقفة مع القاص حسين رشيد، الذي اكد على ان المحاصصة وراء هذا، فقال: طبعا للمحاصصة فعل كبير ببقاء هؤلاء في مناصبهم، ولان السيد رئيس الوزراء لم يعط من اهتمامته شيئا للثقافة، ظل هؤلاء في امكانهم بالرغم من كل الفشل الذي اصاب عملهم خاصة في مشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية، ومع كل ما يكتب ويقال عن البعض منهم الان انه لا توجد اذان صاغية لذلك ناهيك عن الولاء المطلق الذي قدمه بعضهم للسلطة والطائفة مع امور اخرى كثيرة.
واضاف: الشيء الاخر ان الكثير من مثقفي المرحلة دخلوا على خط بقائهم حين عملوا معهم او دخلوا في خانة مدحهم او الاشادة بانجازاتهم المزعومة... ويبقى الامر معقودا ان لا نرى احد من هذه الوجوه التي لا تمت للثقافة بشيء... وان كان هناك كلمة حق تقال فهي بحق الدكتور جمال العتابي مدير عام دائرة الفنون التشكيلة فهو افضلهم واكثرهم استحقاق.