إقتلعت نباتات السعدى الناعمة من حافتي جدولها
مَضغتْ جُذورَها
نفثتها على ثيابها وعلى ثيابي لنتعطر
قالتْ أزرع مكانها أقلامَ الدفلى
إسقيها من مائك لتصبح أشجاراً تكبر
وإسبح في جدولي
ليفيض الماء ويسقي الأشجار لتُزهر
قلتُ دَعيني أرى رَبوَتكِ
أ صعدُ الى قمَتها وأرى منابع الجدول
أومأتْ برأسِها إفعلْ ...
تَسَلقتُ القمةَ
لامستُ أعلاها بيدي
ضَغَطتُ عليها بأصابعي
فحدث زلزالٌ وثار بركانٌ قذفَ حمماً تَسعرْ
وفاض الماء
أصبحَ الجدولُ نهراً
يجرى عسلاً
يجري لبناً
يجري خمراً يُسكرْ
تًذوقتُ العَسلَ
شَربتُ لبناً
إحتسيتُ كؤوسَ خمرٍ
سبحت في النهر
غطستُ الى قاعهِ
كان لبداً فيه اللؤلؤ والمرجان الأحمر
إرتعشتْ
إنتَشَتْ
سَكَرَتْ فَقدتْ وعيها
أخذتِ تَهذي:
اليوم أصبحتُ إمرأةً
شَعرتُ أني أُنثى
الاّن عَرفتُ الحُبَ
أنتَ حبيبي
أنتَ الصانعُ الأمهر
أحتضنتُ وجهها بيديَّ
قبلتُ شَفتيها
قبلتني
مَدتْ يَدها الى يدي
تَشابكتْ أيدينا
هَمَسَتْ : قُل لي شيئاً يُذكَر
قُلتُ: يا لونً القمحِ وطعمُ السُكر
منذُ عَرفتُكِ أحببتك أكثر...