بغداد:تحت شعار (تشكيليات عراقيات)، اقامت جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين مهرجانها النسوي السنوي، شاركت فيه اكثر من 100 فنانة اكتظت بهن وبالحضور النخبوي قاعة الجمعية في مدينة المنصور.

تكريما.. للمرأة العراقية،الفنانة التشكيلية تحديدا، احتفت جمعية الفنانين التشكيليين بالفنانات البغداديات حيث نظمت لهن احتفالا بهيجا يتمثل في معرض شامل يحتضن ابداعاتهن بمؤازرة الفنانين الذين اثنوا على المهرجان وعدوا دليل عافية لاسيما انه يقام في ظروف ليست بالجيدة، فيما عدنه الفنانات نوعا من الاهتمام بالمشهد النسوي.
فقد قال الفنان قاسم حمزة، امين سر جمعية التشكيليين العراقيين: من نشاطات الجمعية اقامة معارض جماعية ومنها معرض المرأة حيث المشاركات اكثر من 100 فنانة والاعمال منتقاة من قبل لجنة من اعضاء الجمعية ولكل فنانة عمل واحد فقط، فالمعرض رائع وفيه اساليب مختلفة ومتنوعة، هناك نحت وسيراميك ورسم باساليب ومدارس مختلفة، وهذه ظاهرة جيدة ان نشاهد في الحركة حراكا نسويا جميلا.
واضاف: الجمعية دأبت على اقامة وانا اراها دليل عافية ان نسبة الفنانات عالية على الرغم من ان مجموعة من الفنانات حجبت اعمالهن لكونها ضعيفة، فالكم ليس مهما بقدر النوع لذلك ارتأينا ان تكون مساهمة كل فنانة بعمل واحد جيد ولكي يكون الاخراج العام للمعرض جيدا.
اما الفنانة المميزة نبراس هاشم فقالت: اخراج المعرض لطيف وهناك اهتمام به وانتقاء للاعمال بطلب خاص من عندنا كي يكون بالمستوى العالي الذي يليق بالجمعية والفنانات بشكل عام ولكنني ضد ان تكون هناك معارض للفنانات وللفنانين وأحب الجهد المشترك لاننا في الوسط التشكيلي العراقي قليلون، وجود هذا العدد من الفنانات دليل على الاهتمام وهناك منجزات لطيفة ومنجزات اتمنى لها الدراسة والتوفيق، فاتجربة المتغيرة لها خصوصيتها ولكن التجربة الواقفة لن تستمر.
واضافت: لوحتي تمثل الحوار ما بين الرجل والمرأة، وانا اعمل على التعبيرية بشكل دائم.
وقالت الفنانة منى مرعي: هناك مشاركة كبيرة من الفنانات التشكيليات باليوم السنوي الذي تقيمه الجمعية بشكل دوري احتفاء بالتشكيليات العراقيات، هناك فنانات اعرفهن وهناك من لا اعرفهن، لان العدد ما شاء الله كبير وهو ان دل على شيء فإنه يدل على ان العراق يتطور فنيا وثقافيا وان المرأة تأخذ مكانها الحقيقي سواء في الفن التشكيلي او الثقافات الاخرى، وانا احب معارض الجمعية لانها تختار بشكل راقي ولا تعرض الاعمال اعتباطا ولا السيئة، لذلك معارض الجمعية يحضرها الكثيرون وهذا يدل على صحة عملها.
واضافت: مشاركتي تمثلت بعمل يحكي عن عيد الحب العراقي وهو من ضمن سلسلة لوحات لكنهم اختاروا واحدة فقط،عبرت فيه بشكل تعبيري تجريدي ربما عن التعب الموجود في العراق والاشياء السيئة ولكن مع ذلك نحن نحتفي بشيء اسمه عيد الحب.
اما الفنانة ضحى محمد فقالت: اقامة هذا المعرض اسعدتنا جدا وهو ما يؤكد لنا وجود اهتمام بالفن العراقي وخاصة بالفن النسوي، ومعناه لا يوجد تهميش وصوتنا صار مسموعا وهناك اقبال على المعرض وهناك نقد وافكار متنوعة واراء طرحت وهذا مؤشر جيد على تطور حركة الفن التشكيلي العراقي.
واضافت: انا شاركت بلوحة عنوانها (طرود) من خامات متعددة، فيها رسالة اتحدث بها عن طرود السلام التي جاءتنا من الغرب واميركا، واللوحة ما بين التجريد والواقعي لانني استخدمت فيه رموز واقعية والرسالة.
اما الفنانة مها فقالت: نحن نتمنى ان تستمر النشاطات الفنية في بغداد ونتمنى ايضا ان تكون متنوعة تخدم الفنانين والفنانات، واقامة معرض للفنانات شيء لطيف جدا ولكن احب ان يكون الفصل بين المرأة والرجل موجود دائما، واتمنى ان تكون النشاطات مختلطة، فيقال هناك معرض للفنانات بينما لا يقال هناك معرض للفنانين الرجال، ومع ذلك هو معرض مسلم به، فأتمنى ان تكون المعارض شاملة ومتنوعة وان يكون الحضور الفني للفنانات اكثر، وعلى الرغم من هذا الكم من الفنانات في هذا المعرض الا اننا لم نر فنانات جديدة بل الاسماء نفسها ولكن نتمنى ان تكون المعارض على مدى واسع وان يكون هناك دعم من الدولة للمعارض وحضور فاعل لها وليس شكلي او صوري.
واضافت:لوحتي التي شاركت فيها قدمت فيها الاسلوب التعبيري وهي تمثل بورتريه لامرأة غيبت عناصر معينة من شكلها وركزت على عناصر معينة بدوافع جمالية من ناحية اللون والشكل واحببت ان اركز على البساطة في الشكل والهدوء ليطغي على اللوحة وايضا من ناحية حركة الفرشاة والشكل العام للمرأة.
من جهتها قالت الفنانة ليزا الخير الله: المعرض يمثل دافعا كبيرا جدا بالنسبة لنا نحن الفنانات الشابات لا سيما في ظل الاحداث التي نمر بها في المدة الاخيرة، دافع يحفزنا على الشغل والابداع ان نتواكب في مجالنا واختصاصنا، وكما تعرف ان المرأة بصورة عامة مقيدة، فهذا المعرض متنفس بالنسبة لنا للتعبير عما في داخلنا وعن الذي نحس به.
واضافت: مشاركتي تمثلت في لوحة اسمها (بغداد) رسمتاها بالالوان الزاهية وهي تعبر عن بغداد وما تضم من اطياف مختلفة من المجتمع والجمال، عبرت عنها بصورة مختصرة عن الجمال وان تبقى بغداد حبيبتي حلوة وملونة بنظري، فالبشر الذين في اللوحة هم اهل بغداد على اختلاف موناتهم.
اما الفنانة استبرق شوكت فقالت: معرض جميل والاعمال ممتازة واغلبها امتاز بالتعبيرية والحداثة وباسلوب معاصر، بعض اللوحات تميزت باسلوب التراث العراقي وبعض اللوحات تميزت باسلوب المدارس الاوربية، واعتقد ان مشاركة هذا العدد من الفنانات يمثل تقلة تطورية في المجتمع العراقي في انه يوجد فن ويوجد تطور وهناك اهتمام بالفنانات التشكيليات بالاخص وهذه شيء جميل ان يتابع الشباب مستقبلهم عبر كل ماهو جديد.
واضافت: اشارك بالمهرجان بلوحة (المرأة العاشقة) ادخلت فيها اللوحات البغدادية والحروف والحمامة والوردة كرسالة من العاشق المتلهف وادخلت القباب البغدادية على شكل حروف وفيها اسلوب تعبيري.
الى ذلك قال الناقد الدكتور جواد الزبيدي: بالتأكيد مناسبة جميلة نحتاجها كمناخ ثقافي وبالتالي ينتعش الفن، خاصة ان القاعات الاهلية تضاءلت وبالتالي كان هناك تراجع في كمية المعروضات، وهذا المعرض متخصص ونحن نحتاج الى معارض للنحت والرسم بمعزل عن الفنون الاخرى لكي نتلمس طبيعة اشتغال هذه الفنون، المعرض هذا تخصص من نوع اخر وهو تشكيل نسوي، بعض هذه الاسماء شكلت حضورها وكرست تجاربها ولكن نتلمس هنا ايضا تقنيات واشتغالات واجتهاد ايضا ومثابرة من قبل الفنانات الشابات على مستوى النحت او الرسم، وبالتالي نستطيع ان نحصي عدد الفنانات اللواتي داخل المشهد التشكيلي في بغداد.
واضاف: بشكل عام المعرض يبشر بخير واعتقد ان هناك اسماء جديدة ستضاف للمشهد التشكيلي.
اما الناقد قاسم العزاوي فقال: يأتي هذا المعرض الشامل اضافة نوعية لهذا الفن البصري الجميل جدا، وقد تنوعت الاساليب والاجيال فيه، الاساليب تنوعت وانتقلت من اسلوبية الى اسلوبية، ولكل فنانة اسلوبيتها الخاصة، منها اعمال راكزة جدا ترتقي الى الاعمال التي استطيع ان اقول انها ممتازة جدا وتحسب للمشهد التشكيلي البصري وهناك اسماء ما زالت مستجدة ولكن رغم هذا هناك جهد نوعي موجود في هذا المعرض، ونتمنى للفنانات التألق خاصة وانهن يمر بهذا الظرف الصعب جدا وانا احسدهن وهن يقومن بأعمالهن الجميلة.