صدرت عن دار الحكمة بلندن كتاب للباحث العراقي نبيل الحيدريquot;التشيع العربى والتشيع الفارسىquot; الذى يمثل دراسة علمية عميقة متخصصة فريدة فى دراسة ما تم إدخاله إلى التشيع خصوصاً الغلو فى الأئمة (لاهوت الإمامة) لتضعف النبوة كثيرا أزاء الإمامة بل ترتفع الإمامة إلى مقام الأوهية والربوبية فتنال من القدسية والطقوس والبدع إلى درجة التكفير واللعن والشتم وغيرها لكل من يتَوهّم عدائها وبغضها ونصبها. تأليف الباحث الأكاديمى نبيل الحيدرى المولود فى بغداد (التى كانت رمزا للتعايش والتزاوج والمحبة)، وجدّه المرجع الشيعى العربى مهدى الحيدرى قائد الثورة ضد الإستعمار الإنكليزى فى العراق. المؤلف مقيم بلندن محاضرا وباحثا وكاتبا، حيث استطاع أن يغور فى البحث لسنين طويلة عميقة فى أكثر من ألف ومائتى مصدر ومرجع أهمها الكتب الشيعية الأصلية الأولية لدراسة أوائل تلك الظواهر الغريبة وأصحابها الأصليين ثم المراحل التراكمية والتطورية لهذه الظواهر فى أكثر من ثلاثين مرحلة فى أخطائه وأخطاره وآثاره فضلا عن تناقضاته مع القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ومدرسة آل البيت السليمة التى ترفض الغلو والتكفير والطقوس والبدع. يثبت الكاتب إن التشيع العربى يلتقى مع التسنن المحمدى فى الأصول الإسلامية وأركان الدين الحنيف والمبادئ القرآنية كما يحترم الخلفاء الراشدين الأربع وأمهات المؤمنين أزواج النبى الكريم (ص) ويؤمن بثقافة المحبة والعفو والتسامح والتعايش والتعاون للعودة إلى الجماعة والوحدة والمحبة والسلام والتعاون.
الكتاب يبحث فى الأثر الفارسى الذى أدخل فى التشيع مختلف الإنحرافات الفكرية والإشكالات العقائدية والبدع الخطيرة على مرّ التاريخ منذ العصور الأولى حيث الإمام على بن أبى طالب وأوائل تلك الظواهر الفارسية ومواقف الإمام المعارضة بشدة وكذلك المراحل اللاحقة لأبنائه الأئمة الأبرار واحدا تلو آخر ثم عصر الغيبة بمرحلتيها الصغيرة والكبيرة وحركات فارسية أيام العصر العباسى ثم المرحلة البويهية والتى ألفت فيها المصادر الحديثية الأربعة التى باتت مرجعا أساسيا لكل ما بعدها ودراسة مؤلفيها الفرس وتاريخهم ومواقفهم. وعدة مراحل لحقتها مثل الدولة العبيدية الفاطمية ثم الدولة الصفوية الفارسية حيث يتحالف الوعاظ مع السلاطين والمصادر الحديثية المؤلفة لاسيما بحار الأنوار للمجلسى ومراحل متلاحقة حتى المرجعيات المعاصرة. ويبحث الأسس العقائدية للمدرستين فى مقارنة للتوحيد والنبوة والإمامة والطقوس وكربلاء والغيبة والتقية وغيرها. كما يتناول مفاصل مهمة مثل مؤتمر نادر شاه والإتفاق بين زعماء التشيع والتسنن وما تمّ الإتفاق عليه وما عقبه. كما لايغفل المؤلف من التوسع فى محاولات الإصلاح العربية لفقهاء عرب متميزين أمثال محمد حسين فضل الله وهاشم معروف الحسنى ومحسن الأمين ومحمد باقر الصدر ومهدى الحيدرى ومحمد شمس الدين ومحمد جواد مغنية ومحمد حسين كاشف الغطاء، ويحاول الكاتب الحيدرى تأسيس مشروع إصلاحى ضخم متكامل فى رؤية فكرية يعالج فيها جميع تلك الإشكالات الفكرية والعقائدية والتاريخية والدينية التى تفرّق بين السنة والشيعة