ترجمها عن الألمانية أنطونيوس نبيل

1.
قِف مُنتصباً في زخم المطر
آمن بما في قطراتِها مِن بركاتٍ سابغة
في صخبِ انهمالها ابدأ رقصتَك
وحاول أن تصيرَ إنساناً جيداً

2.
قِف مُنتصباً في خضم الريح
اجعلها عقيدتَك وكُن طفلاً
دَع العاصفة الطهور تقتحم أحشاءك
وحاول أن تصيرَ إنساناً جيداً

3.
قِف مُنتصباً في أوج النار
آمن بما لها من أريجٍ وحشيٍّ
يُمازجُ النبيذَ القاني للقلب
وحاول أن تصيرَ إنساناً جيداً

ملحوظة شخصية: بورشِرت ليس -بالنسبة لي- مجردَ قاصٍّ نابغةٍ قَضَى نحْبَه في مُستهلِ العمر؛ فما أكثر النوابغ الذين يطفح بهم تاريخُ البشرية فيما يَخُصُّ صنعة إعادة تدوير المخلفات اللغوية (الصنعة التي ندعوها على سبيل المجاز النرجسي: الكتابة) بل هو إحدى الأزهار الشحيحة التي ظلت تقفُ شامخةً في وجهِ صحراء السُلطة وجدبِها الزاعق، مُثقلةً بزهو الألوان تشرئبُ باسمةً نحو المشنقة. بورشِرت الزهرةُ التي ليس لها من عَتادٍ في معركة الخيول الفولاذية سوى بلاغةُ الجمالِ وحكمةُ الحزنِ. بينما الصحراءُ لا تني تواصل زحفَها الأفعواني الحثيث صوب القلاع الأخيرة التي تستجير بها روحُ الإنسان، كان بورشِرت زهرةً تصنع من موتِها البطيء رحماً حصيناً للربيع يقيه لفحةَ البلادة وقرَّ سُعار القوةِ. بورشِرت كان quot;إنساناً جيداًquot; لدرجة أنني أتخيَّله وسطَ الحشودِ المنتشية بأفيون الأناشيد العسكرية يبكي في صمتٍ لكآبةٍ أصابت سلسلةَ مفاتيحِه، ويبسمُ وسطَ حُطامِ الغارات لأرجوحةِ أطفالٍ لم تخدشها الشظايا.