لندن: كشف الروائي مارتن ايميس انه اختصم مع الأمير تشارلز لرفض ولي العهد البريطاني التضامن مع الكاتب سلمان رشدي بعد الفتوى التي اصدرها آية الله الخميني بهدر دمه.
وقال ايميس في مقابلة مع مجلة فانيتي فير انه دخل في مشادة كلامية مع الأمير تشارلز quot;خلال حفلة عشاء صغيرةquot; بعد الزوبعة التي اثارها نشر رواية رشدي quot;الآيات الشيطانيةquot; في عام 1989. وكان الخميني اصدر فتوى اتهم فيها رشدي بالتطاول على الاسلام داعيًا الى استخدام أي وسيلة متاحة لقتله.
ويتذكر ايميس ان الأمير تشارلز قال ما معناه إن على من يهين معتقدات الآخرين ان يتحمل النتائج. ورد ايميس على ولي العهد البريطاني قائلا quot;ان الرواية لا تريد اهانة احد بل غايتها إمتاع قرائهاquot;. وحاول ايميس ان يُفهِم الأمير بأن رواية رشدي quot;رواية عابثةquot;. وقال quot;ان الأمير اقتنع ولكني افترض انه كان سيقول الشيء نفسه الليلة التالية في حفلة مختلفةquot;.
ولم يكن الأمير تشارلس الوحيد الذي انتقد رواية الكاتب البريطاني المسلم ذي الأصل الهندي بل كتب الروائي البريطاني جون لو كاريه في صحيفة الغارديان وقتذاك quot;لا احد له حق موهوب من الإله لإهانة دين عالمي عظيم، ويُنشَر عمله بمنأى من العقابquot; في حين ان الكاتب رولد دال وصف رشدي بانه quot;انتهازي خطير لا بد وانه كان يدرك تماما المشاعر العميقة والعنيفة التي سيثيرها كتابه بين المسلمين المؤمنينquot;.
وكان ايميس كتب كيف ان صديقه رشدي quot;اختفى في عالم من الحروف الطباعية وتبخر في الصفحة الأولىquot; بعد صدور الفتوى.
وبمناسبة مرور 25 عاما على صدور فتوى الخميني اجرت مجلة فانيتي فير مقابلات مع كتاب وروائيين استعادوا تلك الفترة. وقال الروائي ستيفن كنغ انه تدخل مدافعا عن رشدي عندما قررت شركة اميركية لبيع الكتب، الامتناع عن عرض quot;الآيات الشيطانيةquot; في متاجرها. واتصل كنغ بمدير شركة بي دالتون، التي تملك سلسلة من متاجر بيع الكتاب لينذره قائلا quot;إذا لم تبع الآيات الشيطانية لن تبيع روايات ستيفن كنغquot;. فتراجعت الشركة عن قرارها. وقال كنغ انه لا يمكن السماح للترهيب بمنع الكتب quot;فالكتب هي الحياة نفسهاquot;.
وتذكر الكاتب ايان ماكيوان مأدبة عشاء اقامها في منزله الريفي لرشدي الذي كان مختفيا. وإذ وقف معه في المطبخ quot;ذات صباح انكليزي رمادي كان رشدي الخبر الرئيسي على البي بي سي باعلان شخصية أخرى في الشرق الأوسط انها ستحكم عليه بالموتquot;. واضاف ماكيوان quot;كانت لحظة حزينة جدا أن استمع الى تلك الرسالة الفظيعة وأنا ادهن الزبدة على قطعة من الخبز المحمصquot;.
وقال رشدي لمجلة فانيتي فير quot;بالنسبة لي كانت هناك تهديدات كهذه كل يوم، احيانا تهديدان أو ثلاثة... كنتُ مخضوضا ولكن ايان رجل حبيب واعتقد انه اختض أكثر مني بعنف الاعتداء على صديقهquot;.
كما تذكر رشدي ان غراهام غرين اتصل به خلال غداء في احد اندية لندن عام 1989 قائلا quot;رشدي ، تعال اجلس هنا وقل لي كيف أفلحت في اثارة هذا القدر من المتاعب! أنا لم أثر قط ولو جزء ضئيلا من ذلكquot;. وقال رشدي ان تحية غرين quot;كانت مواساة بطريقة غريبةquot;.