بغداد: بدأت في احدى قاعات المسرح الوطني ببغداد التدريبات على العمل المسرحي الجديد الذي يحمل عنوان (خرابيط) بقيادة المخرجة الدكتورة عواطف نعيم التي تعد المخرجة العراقية الوحيدة التي ما زالت تتوهج بنشاطاتها.
العرض المسرحي الجديد للفرقة القومية للتمثيل في دائرة السينما والمسرح كتبه شوقي كريم ودراماتورج واخراج الدكتورة عواطف نعيم، وتمثيل نخبة من فناني المسرح العراقي :عزيز خيون، حسين سلمان، بهاء خيون، سمر محمد وميلاد سري في اول عمل لها مع عواطف نعيم،ادارة المسرحية سلام السكيني والازياء المكياج عماد غفوري والسينوغرافيا سهيل البياتي والصوت والموسيقى والمؤثرات صالح ياسر، الذين يأملون ان يكون العرض اضافة جيدة للمسرح العراقي.
وقد اكدت الدكتورة عواطف نعيم في حوار مع (ايلاف) انها لا تعرف السكون وما ان تنتهي من عرض حتى تبدأ العمل في عرض اخر لان احلامها كثيرة والعمر قصير وعملها المتواصل يمثل تحديا للسكون وللموت المجاني في العراق.

* الى ماذا ينتمي عرضك المسرحي الجديد؟
- هذا العرض لا ينسلخ عن هموم ومعاناة المواطن العراقي بل هو يتمثل همومه ومعاناته من خلال صرخة الشخصية الرئيسية في العمل التي تحلم بالنهوض من اجل عراق نحلم به جميعا، عراق موحد من شماله الى جنوبه،عراق ليست فيه طائفية ولا تحزبية ولا تكتلية وانما يعيش فيه كل الوان الطيف بسلام ودعة وامان، وهو دعوة لنبذ كل الخلافات وللنهوض والعمل والبناء من اجل عراق نحبه ونحترمه.

*ما الحكاية التي تعتمدها عليها المسرحية؟
- تقوم من خلال (حمام) ومن خلال من موجود في الحمام، ونحن نعرف ان في الحمام يغتسل الناس ويذهبون ولكن تبقى فيه شخصية تسكنه ولا تغادره وهي شخصية (قدوري) المعوق الذي تزداد اعاقته حينما تزداد هموم الناس حتى انه يصرخ في اخر المطاف انه لابد من النهوض ورمي هذه الاعاقات ولابد من البدايات الصحيحة لوطن عليه ان ينهض من جديد.

* لماذا العنوان (خرابيط)؟
- لانها (خرابيط) من ازمنة مختلفة ومتداخلة وشخصيات متباينة متداخلة، ما بين الماضي والحاضر والمستقبل الذي نحلم به، فتداخلت الاشياء، فهناك نوع من خرابيط واحلام وهناك نوع من تداعيات ونوع من انثيالات كثيرة في هذا العرض المسرحي.

* لماذا هذه المجموعة من الممثلين معك دائما؟
- هذه مجموعتي التي افخر بها، ينتمون لي ويحترمون جهودي وخطابي الانساني المسرحي وخطابي الثقافي، يثقون بي، وهذه مهمة جدا بالنسبة للمخرج، ان تكون لديه مجموعة تفهمه وتتعاون معه وتنتمي له وتعمل مهع وتؤمن بخطابه، وربما الاضافة الجديدة هي السيدة ميلاد سري التي كنت افكر بها دائما، وعندما جاء الوقت المناسب والعرض المناسب والشخصية المناسبة،جاءت لتكون ضيفة عزيزة بين زميلاتها وزميلاتها في المسرح العراقي.

* ماذا تقولين في ينتقد اعتمادك على الممثلين انفسهم في اعمالك؟
- عندما يكون هؤلاء الاشخاص برؤى جديدة وحلة جديدة وشخصيات جديدة ويتماهون مع هذه الشخصيات ويفاجؤون الاخرين فلماذا لا يكون هؤلاء؟، ليكن هؤلاء، لانك تتعامل مع خبرات مدربة وخيرة وهي بالاساس متفرغة ومنتمية للمسرح العراقي وهذا مهم.

* ما ان تنتهي من عرض حتى تستعدي مباشرة لعرض اخر، ماذا تقولين في هذا لاسيما ان البعض يراها عيبا؟
- العيب عندما نسكن، لكن عندما تكون هناك رؤى ونشاط فهذا تميز، نص (خرابيط) منذ سنة اهداني اياه الاستاذ شوقي كريم، منذ سنة وهو يدور في فكري، فكل عمل اقدم عليه يكون عمره سنتين او ثلاث سنوات او اطول، ويظل يدور في فكري الى ان يختمر في ذهني وينضج ويتجسد في فكري، انا لا اعمل آنيا ولا اجتهد آنيا ولا افكر بالنفع، بل افكر كيف اضيف وكيف اقدم واجدد، وكيف اكون متواجدة ومتجددة من خلال العمل، انا لا استطيع ان انتظر لان المفخخات والكواتم والمتفجرات والاحزمة الناسفة تجعلني اسابق زمني لان احلامي كثيرة والعمر قصير وهو لا يمنح لشحيح، لذلك علي ان اجتهد وان اناضل، وليسكن الاخرون ولينتظروا، انا لن انتظر، بل انا اصنع حلما.

* ما زلت المخرجة الوحيدة في العراق التي تعمل، ما الذي يمثله لك هذا؟
- هذا يمثل تحديا لذاتي وللسكون الموجود ولكل الموت المجاني الذي يدور في العراق، انا اخلق حياة احلم بها، حياة جميلة انيقة راقية من خلال الفن والثقافة والمسرح الذي هو حضارة وطن، انا احلم، ولانني احلم تجدني دائما اعمل واجتهد ولا اتوقف لانني اعتقد ان التوقف هو اعلان موتي وانا لا اريد ان اعلن موتي مبكرا.