نعى الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق الروائي الدكتور سعدي المالح الذي توفي مساء يوم الجمعة في اربيل اثر جلطة قلبية.
&&& ويعد المالح الذي هو مدير المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية، كاتبا واديبا وصحفيا واكاديميا& اثرى& المشهد& الثقافي العربي والسرياني بالعديد من المؤلفات والمجموعات القصصية والروايات& ابتداء من مجموعته القصصية الاولى (الظل الآخر لإنسان آخر)& الى العديد من الكتابات السردية مثل حكايات من عنكاوا، مدن وحقائب، في انتظار فرج الله القهار، وروايتي الاخيرة "عَمْكا"، وهناك كتبه في الثقافة والتاريخ مثل : في الثقافة السريانية، وفي الأصل والفصل، الكلدان من الوثنية الى الاسلام، ومن& ترجماته الأدبية الغنية: ويطول اليوم أكثر من قرن لجنكيز آيتماتوف، ناموس الخلود لنودار دومبادزه، رواية السيل الحديدي آ. سيرافيموفيتش الى جانب& ترجمة قصائد& من الشعر الكردي، و ترجمات عن الانكليزية مثل ادب الاطفال السويدي والادب السويدي، ولديه كتاب بالإنكليزية عن "التراث الثقافي للاقليات في العراق"&& عن إحدى دور النشر في روما بإيطاليا.
وهو واحد من الأدباء السريان الذين يكتبون بالعربية ومنذ أقدم الأزمنة ولهم دور كبير في إغناء المدوّنة الأدبية العربية، وان كان يؤكد في احاديثه عن مستقبل الادب السرياني (أدبنا مهدّد لكنّه لا يزال موجوداً في المخطوطات القديمة"، مشددا على انه يكتب "حتّى أعلن جرس إنذار أنّ هذه الحضارة في خطر).
&ويؤكد المتابعون لنشاطاته ان الراحل المالح، وعلى الرغم من الرحلات الكثيرة التي قام بها على مدى 28 عاماً بين عدة دولٍ إجباراً واختياراً، إلا أن مدينة عينكاوا بقيت حاضرة في مخيلته، ثقافة وفلكلوراً وخيالاً، فكتب عنها أكثر من قصة،
يذكر أن الروائي سعدي المالح من مواليد عام 1951 عين كاوة في أربيل بإقليم كردستان، وقد تخرج من دار المعلمين الابتدائية في أربيل عام 1970، قبل أن ينال الماجستير في الإبداع الادبي (النثر الفني) من معهد غوركي للآداب بموسكو، بينما حاز على شهادة الدكتوراه في فقه اللغة والأدب من معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم السوفيتية سابقاً، عمل استاذا للأدب في أكثر من جامعة عراقية وعربية وأجنبية، وقد عين عام 2007 مديراً عاماً للثقافة السريانية التابعة لوزارة الثقافة والشباب بحكومة إقليم كردستان،أنجز أكثر من 25 كتاباً في القصة والرواية والدراسات الفكرية والأقليات العراقية، فضلاً عن ترجماته من اللغة الروسية والإنكليزية والفرنسية والكردية، أحب اللغة العربية وكتب فيها، على الرغم من أنه يقول إنه أجبر عليها في بداية الأمر لأن السلطات الحاكمة لم تكن لتسمح للسريان الكتابة بهذه اللغة، ومع هذا بقي محافظاً على لغته الأم، فأنتج فيما بعد بعض المقالات والدراسات التي نشرت في المجلات والصحف السريانية.
&&& صدر عنه كتاب بعنوان (أسرار السرد من الذاكرة الى الحلم)، يضم قراءات لثمانية نقاد أكاديميين في سردياته& من إعداد وتقديم د. محمد صابر عبيد، والكتاب من مقدمة وفصلين وجاء بـ 269 صفحة من القطع المتوسط .
&يقول عن كتاباته الناقد الدكتور محمد صابر عبيد : ما يميّز تجربة المالح السردية في روايته وقصصه أنه يعتمد الاختزال السردي الموجب في لغته السردية، على النحو الذي يمزج بين مستويات التعبير والتصوير والتشكيل في سياق كتابي واحد، فضلاً على أنه يحسن توظيف المرجعيات بطريقة جديدة تعبّر عن فهم متقدّم في حساسية الإفادة من الموضوعي وتشغيله في الفني، ولغته السردية على عفويتها وبساطتها الثرية خالية من الزوائد والاستطالات، فهو يذهب مباشرة إلى بؤرة الممارسة السردية وجوهرها، ويعنى عناية لافتة ببناء الشخصيات وعرضها بطريقة ذات طبيعة سرد ـ درامية، ورؤيته للأشياء في مقولاته السردية الروائية والقصصية متقدمة ومتحضرة وخالية من التعصّب
&