مدخل القرية الرئيس& طريق ترابى ضيق قصير يبدأ من رصيف المحطة الصغيرة& يصطف على جانبيه صفين من أشجار الكافور السامقة ويفضى إلى ساحة محاطة ببيوت قديمة أحدها من طابقين مقام على شبه تل يواجه امتداد الطريق ويكشف مباشرة القادم من رصيف المحطة ودائما ما تظهر نوافذه المستطيلة وكأنها مفتوحة دائما، وعندما& يطلق قطار الغروب صفارات اعلان دخوله المحطة أنزل أنا مسرعا درجات سلم الرصيف عندها& يلوح نصفها الأعلى –إلا قليلا- من الشباك& تنعكس عليه أشعة شمس الغروب البرتقاليه& كلوحة مرسومه& من العصور الوسطى& لرسام شهير ،وبينما طيور الكروان تحيى المشهد بدعائها المحبب ورائحة& أشجار الكافور تعبق المكان الهادئ& أقترب أنا مصوبا عيناى ناحية المنظر& الاسطورى&& الذى تبدأ ملامحه تتضح بالاقتراب، أبطئ من خطواتى وأقصرها قدرما استطيع حتى أستطيل عمر اللحظة وأستمتع بالمشهد قدر الامكان، وعندما تتقلص المسافة لاقصى قدر أرفع راسى&& وتتلاقى العيون& وبينما تتكئ هى على حافة الشباك المح مفرق صدرها فتسرى فى أوصالى موجة اشتهاء عارمة يعقبها موجة خجل& أزيحهما بسرعة كما تزيح هى خصلة شعر انسدلت فجأة على جبهتها& ثم تنهمر علىّ زخات من رائحة عطر رقيق& تختلط برائحة أشجار الكافور مع دعاءالكروان المتكرر& وندف غيامات ناصعة البياض متناثرة فى السماء الرائقة مصطبغة بلون قرص الشفق الأحمر& ولحن محبب يتصاعد ــ لاأعرف من أين ــ وأحيانا قوس قزح وكنت أحس ساعتها أن الزمن قد كف عن السريان وأن الارض كفت عن الدوران .
لم اعد استطيع استعادة بقية التفاصيل فالذاكرة وهنت
آه تذكرت الآن
تذكرت أنه غربت شمسان ولم اتناول اى طعام
والالم يتصاعد بشدة من قدماى المتورمتان
لايهم يجب أن أبدأ رحلتى اليومية المقدسة
عندما يطلق قطار الغروب صفارته مغادرا& أنزل درجات سلم الرصيف مسرعا عندئذ يظهر نصفها الأعلى -إلا قليلا- من الشباك المستطيل تنعكس عليهأشعة شمس الغروب البرتقاليه& كلوحة مرسومه& من العصور الوسطى& لرسام شهير.وبينما طيور الكروان تحيى المشهد بدعائها المحبب ورائحة& أشجار الكافور تعبق المكان الهادئ..........
كنت أتمنى أن تغرب الشمس مرتان أو ثلاث فى اليوم حتى أكرر رحلتى المقدسة فالالم يذهب عنى وقتها فقط
وما ان يحل المساء وأهجع بجوار هذا الحائط البارد حتى ينفجر الالم فى كل خلاياى،فقط يهدأ قليلا عندما تأتى أحيانا هذة السيدة ذات العينين الدامعتين دائما وتدس بجوارى بعض الطعام وأحيانا يكون ساخنا،& بعدها يسود الظلام واستريح من مضايقات هؤلاء الصبية الاشقياء.
تشرق الشمس وافتح عيناى على صوت الفتية والفتيات& بزى المدرسة متضاحكين مسرعين لركوب قطار الصباح الباكر،
&آه أمسكت الآن ببعض التفاصيل...&& كان قد ولد بيننا شيئا ونحن بعد صغار لم نعرف كنهه وقتها فى أيام المدرسة الابتدائية فى قريتنا الصغيرة الهادئة، ثم بدأ هذا الشيئ فى النمو بسرعة وبراءة عندما انتقلنا الى المدرسة الاعدادية فى المدينه نركب معا قطار الصباح الباكر طيلة الاسبوع نتجاور احيانا جالسين وأحيان أخرى واقفين فى الزحام الشديد، وكنت ألحظ عن قرب التغير المتسارع فى تضاريس جسدها بينما كنت انا استجدى بالمتابعة اليومية فى المرآه استطالة بعض الشعيرات التى نبتت خلسة اسفل انفى لكن أشياء أخرى سرت فى جسدى كانت تؤجج مشاعر لم تتبلور بحكم السن وكان يوم الاجازة الذى لانتقابل فيه يوما بائسا.
آه عاودنى الالم اللعين ،& لم اعد استطيع القيام برحلة الغروب المقدسة عشش الالم فى جسدى كله والسيدة ذات العينان الدامعتان دائما لم تعد تأتى إلا قليلا حتى الصغار الذين دأبوا على مداعبتى قوسوا الطريق من حولى لتجنب موقعى بجوار هذا الحائط البارد أسفل المنزل العتيق ذى الشبابيك المفتوحة دائما. الآن أقبع ساكنا أرقب المارة الذين بدلوا نظرة الاشفاق القديمة الى نظرات اخرى لم استطع تفسيرها عدا السيدة ذات العينين الدامعتين لم تتبدل نظرتها لكنها لم تعد تاتى الا قليلا وأحيانا كان يأتى بصحبتها صبية جميلة وكنت الحظ جفولها عندما تتطلع إلى وجهى
تذكرت الان بعض التفاصيل...& جرت الايام سريعا وافترقنا فى المرحلة الثانوية واقتصر التواصل على مناسبات القرية والخطابات الملتهبة، ولا اعرف لماذا كانت النهاية مبهمة دائما فنحن لم نتطرق لاحلام ابعد من يومنا& الحاضر لم نتحدث يوما عن زواج أو أشياء من هذا القبيل والغريب اننى كنت اخجل من شعور اشتهاء كان يراودنى احيانا وكنت اطرده بسرعة
الذاكرة اللعينة تتوقف عند هذا رغم أننى اعرف ان هناك شيئ غائم شيئ& متحوصل فى عظام جمجمتى& تمدد& مع& الزمن يضغط على كل خلايا جسدى المنهك آه لو تذكرته.&&&&&&&&&&&&&&
كان الوقت قبيل& الغروب عندما جاءت سيارة بها خطوط حمراء تطلق اصواتا عالية وضعونى على ما يشبه سرير وربطونى باحزمة وادخلونى الى جوف السيارة، وكانت السيدة ذات العينين الدامعتين دائما& تقف على مقربة منى متشحة بالسواد لكن هذه المرة كانت دموعها تنهمر بغزارة وتوقف المارة مهمهمين بعبارات مبهمة.
&&&&&&&&&&&&&&&& من خلال النافذة الخلفية وانا مضطجع على ظهرى ومربوط بالاحزمة رايت المشهد كله للمرة الاخيرة وهذه المرة كان بكل التفاصيل الغائبة وجه السيدة ذات العينين الدامعتين& تنعكس عليه اشعة الغروب البرتقالية& واشجار الكافور السامقة وطيور الكروان وقوس قزح وعندما وضعوا قناعا على فمى وانفى تسربت الى روحى نسمات عطرها الرقيق المختلط برائحة عبق اشجار الكافور وذهب الألم وسمعت صفير مغادرة قطار الغروب ودعاء الكروان المحبب الملك لك لك لك

&