&كلُّ الأمسياتِ تأتي وتنتظرْ
كلُّ الأمسياتِ تمضي دون أن يأتي أحد
هكذا بعثرتهُ الأمسيات في صخبِ الليل ِ دون كللّ
رُبَّما خلـَّف وراء انتظارهِ أرجوحة روحهِ الساكنة
رُبَّما بقدومهِ مع المساء ينتظرهُ حتى يرحل
ويرحل هو إلى حيث لا ينتظرهُ أحد
قلـَّما يـُكلـِّم العدمْ
ويطرقُ باب المجون
ويعودُ إلى حيث عـَدم ِ نسيانه
من نسيانهِ يشدُّ أوتار قيثارةٍ تلجُ متنَ الجمادِ فتـُحـِّركهُ
يرنو بنغماتها فوق السحاب ليسهر:&&&&&&
& مع الرعدِ هدوءًا ومع البرقِ أمسية إلهية
هرب إلى شقيقِ الموتِ لينسى
فينسى الحلمُ هروبهُ راسمًا دمع خطواتهِ
ومواضِعَ أناتهِ
كلُّ الأمسياتِ تأتي وتنتظر
وكلُّ الأمسياتِ تمضي دون أن يأتي أحد
وهو كشحاذٍ يلمُ كلَّ الأمسيات دون ذكرى
يصيحُ: لكلِّ ذكرى أنة
ولكلِّ سفر ٍ مكان
لكلِّ كلمةٍ صدىً خفيٍّ
هكذا يقذفُ بأنفاسهِ مـُرَّة ً يشمئزُ الهواءُ منها
يـُسِرعُ الخُطى دون اتـّجاه
يصرخُ على اللاشيء
يهدأ دونما سبب
والأمسياتُ في ذهابٍ وإيابْ
في انتظارٍ ورحيلْ
حتى نسيت من يـٌشفـِقُ عليها وعلى النسيانْ.