صدرت حديثاً عن دار فضاءات في عمّان رواية "بوح الذاكرة.. وجع جنوبي" للروائية المغربية البتول محجوب. وهي رواية بوليفونية (متعددة الأصوات)، يشترك في سرد أحداثها الراوي العليم والشخصيات، التي تحكي كل واحدة منها حكايتها، من خلال سياق وجودي إنساني مشترك يربط بينها يتمثل بـ& (الوجع والفقد والمنافي)، ويشد بعضها إلى بعض عبر الذاكرة، وقصة حب كبيرة، والمدينة المجاورة للبحر والصحراء، التي تشتبك باللاوعي، بوصفها فضاءً يقسو على أبنائه، فيفارقونها مكرهين، حاملين معهم ما تخزن في الذاكرة فقط ليعيدهم إليها كلما اشتدت وطأته واستبد بهم الحنين.
أهدت الكاتبة الرواية إلى مدينة الطنطان الصحراوية الجنوبية التي تصفها بـ "مدينة مسكونة بالوفاء"، في حين يصفها الكاتب لمجيد حسين بأنها "مدينة لها طعم الملوحة.. حزينة و قاسية، مدينة التناقضات.. حاضنة الثورة في السبعينيات.. واللصوص منذ التسعينيات".
الطنطان المحتفى بها في الاهداء أنثى دافئة القسمات تسكن الكاتبة وتسكنها، تتقاسمان الوجع والحب والفرح بلغة الوجدان، لغة صوفية عميقة تشي بنوع من الحلول والاتحاد الرمزي، فالوجع الذي تئن من وطأته الكاتبة يوازيه أو يضاهيه وجع الطنطان التي غادرها أخوها حسن المحجوب& ذات فجر ضبابي ، وتوارى في الغياب".
&يقول الكاتب بشر حيدار في تقديمه للرواية "حين تقتحم هذا النص الروائي فأول ما يثيرك فيه هو حكاية الارض، أو المدينة الجنوبية الجريحة، ومعاناة شخوصها في مكان جنوبي القسمات، ظل من ألم الوجود والهوية إلهة منفية قسراً. وللوهلة الاولى تجد نفسك مهيأ لقبول إملاءات بوصلة التموقع في متن خرائظ الوجع وتضاريس الخوف الرهيب الموغل بشدة في المكان الروائي".
يُذكر أن البتول محجوب سبق أن صدرت لها مجموعتان قصصيتان، الأولى "مرثية رجل" عن مطبعة سجلماسة/ مكناس 2007، والثانية "أيام معتمة" عن دار فضاءات 2013.
&