(محاطة بسوريالية الأنا وفق ما يؤتث فضاء الحكي بالناغم بين الدال والمدلول...)

نعم للجمال كمذهب حسي، يولد شقيقا للحلم، بين الإغفاءة والصحو، ليعيد صياغة وإنتاج مشاهد الروتين والرتابة، محولا إياها إلى حالات إنسانية وكونية..
المجد للجمال حيثما تناسل، وتدلى شهي الينع، إنساني الزرع، متمردا على التقاليد البالية، وكل قيد معرقل لفتح آفاق جديدة ورهانات مستقبلية، وإن متاهات للخطو، المهم أنها إلى الأمام..
أوريكا.. أوريكا .. أوريكا..
وكأن الأشياء الجميلة والمميزة/ السبق إلى منجز من إفرازات العبقرية والنبوغ/ الإكتشافات العملاقة، ينحصر زمن حدوثها في الإنجذاب إلى سرير للروح في برزخيتها.. البرزخية إذن بوابة إلى تاريخ العظمة وجنون الفكرة والتأسيس لقوانين الخلود ولقواعد البصمة الأبدية..
وكأن التجربة لا تنضج، لا تكتمل، بسوى سمو الروح وتألقها، تزامنا مع ارتخاء جسدي، غطسه في ماء معتدل إنشادا لا شعوريا للتخلص مما يثقله من خطايا وأدران..
حماما بخاريا منعشا، هنا، في حالة العالم الفزيائي أرخميدس، مكتشف قوة الدفع باتجاه علوي تعادل شدتها قوة الجاذبية والتي هي من اكتشاف إسحاق نيوتن..
من منطلق شخصي، لست أستطيع البوح بخلاف الوارد في الطرح أعلاه، وفعل ذلك إنما يعد خصلة من النفاق إبداعيا، الأجدر تفادي السقوط في خيوط سمها مبيد عروق الإنتماء إلى شجرة الإنسانية...
يستحسن البدء بالطفولة كمرحلة غاية في الحساسية والخطورة، لآعتبارات كثيرة لعل أبرزها متبلور في فحوى الدراسات المستفاذة من علماء الإجتماع والقاضية بكون الطفولة المتحكم الرئيسي وإلى حد بعيد في بناء الشخصية المستقبلية...
طفولة خالية من العقد أو بالأحرى منعتقة إلى أقصى حدّ من الضغوطات وما يخيم غير مرغوب فيه ليملأ المساحات المخصصة للعب بلا حدود و تقمص أدوار تمثيلية عبر مسرح لمحاكاة بريئة وفضولية لكل ما يربط الطفل بمحيطه في تلك المرحلة المبكرة من العمر.. يعني ذلك الترويض اللا شعوري ــــ إذا جاز التعبير ــــ للذات وتدريبها على الإكتساب التدريجي للجرأة والشجاعة كأداة ناجعة الإستخدام في اقتحام المحضور ومكامن غير الممكن والمتعارف على قدسيته بناء على اعتقادات رجعية وتصورات مغلوطة تحد من الحرية وتخنق دائرة الإبداع والتأويل وتفجير ردود الإفعال حسب التفاوت في الإنطباعات المتولدة من قبل الصور ونفاذها إلى المخيلة بعد أن تلتقطها العين .. تأثر الطفل بالصورة فوق ما سواها من آليات الخطاب الأخرى، يعزز ويقوي إبداعه كمقلد ماهر لما هو حركي بالدرجة الأولى ويحكم عالم الكبار من حوله...
طفولة متزنة الغذاء العاطفي الوجداني والمادي، بحيث لا إفراط ولا تفريط في توفير ما يلزم منحه للطفل من رعاية وحنان وتربية و احتياجات جسدية، من منظور استثارة فهمه بخصوص ما يغلب لديه النمو المنتظم باتجاه الإنفصال الإيجابي و الإستقلالية و بناء عالم المرايا الخاص به .. يعني ذلك بداية تشكل النواة المحدد ة للشخصية النموذجية مستقبلا، انطلاقا من سن المراهقة وعلى امتداد ما يعقبها من مراكمة تجارب حية عبر جملة من المفارقات والتناقضات والتقلبات والآلام والأحلام ..
الطفولة فانطازيا ملائكة
ثلجية الخاطرة
واللدغة،
مرمرية صفحات القلب ..
جنونية التجاوب مع الأقران
حين يفرج عما في جعبته الريفي
قنفد السهل والتل،
حين يصهل القصب
وتجريدية اللوحات تشي
بملامح طفل ذاكرة
مستقل باللحن
عن رسميات خريف العمر.
مملكة من الدمى وخرائط
لأثر شيطنة مقبولة
كم لهونا. كم أشهرنا في حق الأنانيين منا
إصبع القطيعة المذيل باللعاب ممتزجا
بملح نبيذ الجلد
هي القيامة، لهاث، هرج، براءة سنابل
هي لحظة الركض
المتعثر ترفسه أقدام حلم
يموت
&حين على الصدر المتوحش المألوف
ينام
أقصد يغيب
ليغدو في اليوم التالي
ذئبا
أجمل ما يذخر
محطات للذكرى/ لعبة " الغميضة " و " سب سبوت "
وصولة خدروف
يرسم لعنة خشبية
تطفئ شفق وجه المنهزم...
ما قبل الطفولة
رؤوسا تسبح في سراب
مقلوبة
&تتدلى
ترنو إلى طفولة كاملة.
من الإرهاب تهرب
و الإغتصاب..
ترتشف أثداء الشرف
ليسكن عروقها
كبرياء النبض
ولذة الجريمة متى...
أنهت عريها المغري الورقة..
ما بعد الطفولة
أيضا قصيدة
ومنبر تصوف خرافيّ العصافير
وتكرّر وجوه وأمكنة
تنعي
وصف الدجال
كما صورته الكتب المقدسة .
لا أحد يضمن لي أن يمهلني العمر
لحين تفشي عبق روحي
ملامسا
أقصى نقط المكنون.
لا تنتظرو الدجال حيث توهمتم
وهيأته ها هنا/ هنالك
معسكرة
متجلية في الوطن المطعون،
مسلوب الهوية
المغتالة فيه
ومضة " إذا جادك ...
جادني الغيث "
المصلوبة منه
كل أنانية سعيدة..
منذ البدء، منذ الولادة
يحتل الكون
يؤجج فيه شهوة الفتك
دم هابيل.
الطفولة سيرة من الألوان على شفة ناي
ما قبلها إخوة و لا ذئاب ..
ما بعدها إخوة ذئاب ..

*الغميضة / أن يطارد الطفل أترابه معصوب العينين وكأنه يلعب دور الأعمى في تحسس من حوله.
* سب سبوت/ أن ينحني الطفل متخذا وضعية أشبه بزاوية قائمة متيحا لأصدقائه القفز فوقه بحيث تقع بطون أكفهم على ظهره مع انفراج ارجلهم ويتعين تجاوز خط يتفق الجميع على رسمه،والفشل في المحاولة يعني اتخاذ الوضعية المذكورة وهكذا..


/شاعر مغربي/22/09/2014

&