بغداد: يستعد مجموعة من الادباء والفنانين لتقديم عمل فني بانورامي امام بوابة مديرية (الطب العدلي) ببغداد، يحمل عنوان (القيامة هنا).
&& يعتزم مجموعة ادباء وفنانين تقديم عرض بانورامي احتجاجا على الموت المجاني الذي يتعرض له المواطن العراقي يوميا، يجسدون فيه رؤاهم بمزيج من القصائد والموسيقى والغناء، ومبدئيا سيكون في مقدمة المجموعة الفنان عزيز خيون والشاعر سلمان داود محمد والموسيقار& سامي نسيم والمطرب جواد محسن والشاعر ركن الدين يونس والشاعر رياض الغريب والروائي شوقي كريم حسن..، العمل سيكون تحت اشراف شوقي وسلمان والتنظيم الاخراجي بحسب السيناريو سيكون للفنان عزيز خيون، وكما يؤكد اصحاب الفكرة أن هذا العمل لا يندرج في لائحة الأعمال المسرحية... هو ربما بانوراما تتجسد عبر المشاركين فيه.

عمل خارج التجنيس
&&&& فقد الشاعر سلمان داود محمد،ان العمل يتجانس مع الحياة العراقية المطرودة من المنطق،& وقال: أراها رداً جمالياً على القبح المميت الذي يحيط بحياتنا على مدار الساعة والبوصلات، من هنا كانت الفكرة امتزاج رؤى واحساسات بين ما رأيته وما رآه صديقنا المبدع شوقي كريم حسن، فقام بدوره مفاتحة مبدعينا من شعراء وفنانين فتفاعلوا مع الفكرة، وسنحدد في الأيام القريبة موعداً للتمارين على فحوى هذا العمل، وسنعلن قريباً بدء العرض أمام بوابة " الطب العدلي " وما يتضمنه هذا المكان من معنى ودلالة في حياة العراقيين.
&&& واضاف: العمل برمته يسعى الى ردم القطيعة بين أبراج الثقافة العالية والشارع العراقي المكتظ بالشؤون الغرائبية والشجن..، أستطيع أن أقول: إن هذا العرض يقع في منطقة ( خارج التجنيس ) تناغماً ربما مع حياتنا المطرودة غالباً من المنطق والتبويب والتسمية كما ترى.
وتابع: العرض مزيج من القصائد والموسيقى والغناء لا ينصاع الى عقلانية العرض المسرحي مثلاً أو أي نمط آخر من العروض والفعاليات.... يقترب من العفوية أكثر منه الى الترتيب..، كما تجدر الإشارة الى أن هذا العرض شخصي تم ترتيبه بيننا نحن المشاركين فيه من دون رعاية من جهة حزبية أو أي شيء من هذا القبيل...
&وأوضح سلمان: في العرض كل الأنواع من الشعر ستكون حاضرة في العرض.. ومن جهتي ستكون قصائدي كما تعرفها ( قصائد نثر ).. خذ مثلاً هذه القصيدة: وضعتُ رأسي في كيس أسود واستعصى بعدئذ عليّ الخروج.. أنا مصوّر شمسي في مدينة كلها ليل...
وختم حديثه بالقول: هذه الفعالية ليست ( تمثيلاً )،& وربما يندرج هذا العمل على غرار (ورشة عمل ) أو ( ركضة بريد ) أن أحببت هذا،وكان لجهود صديقنا شوقي كريم حسن العلامة المهمة في مفاتحة الأصدقاء المشاركين في هذا العمل وتم الإتفاق عليه.

قيامة الموت المجاني
&& اما الروائي شوقي كريم حسن، فقد اكد ان العمل ادانة للموت المجاني، وقال: الفكرة بدأت منذ زمن طويل وهي اننا جميعا مؤهلون الى ان نصل هذا المكان الذي يشع برائحة الموت وكنا نفكر بالكيفيات التي يمكن من خلالها ادانة هذا الموت المجاني، وكانت فكرة ان يزيج الجمال هذه الروائح التي ازكمت الانوف واوقفتنا على حافات الانتظار حين زرت الطب العدلي ورأيت الموت هو الاول، هناك لاشيء يشعرك بالوجود غير هذا الموت ولهذا ضاعت الحياة حتى بالنسبة لاولئك الذين ينتظرون الخروج بتوابيت موتاهم، كل منهم يتصور او موقن انه الآتي يوما ما الى حيث هذا الانتظار والفكرة هي ان قيامتنا الحقيقية ستقام عند هذا المكان ولاقيامة غيرها ابدا وقد قامت فعلا والجمال بكل انواعه هو الحساب الافضل لممارسة الحياة عنادا بهذا الموت الذي يسحلنا عنوة اليه.
&واضاف:كتبت سيناريو العرض بالتعاون مع الشاعر سلمان داود محمد واتصلت بالجميع والذين ابدوا مسرتهم في تجمع كهذا واعتقد اننا بعد العرض الاول سنقوم بزيارة الامكنة الشبيهة في المحافظات، واود هنا ان اشير لا يمكن ان نعتمد على جهة سياسية ولن نفكر بدعم مادي ابدا من احد، وكل ما طلبناه من اتحاد الادباء هو كتاب الى مكتب وزير الصحة والاخر الى مدير الطب العدلي، ونحن من سيقوم بطبع الدعوات وتحضير كل ما يلزم من امور العرض الذي سيغدو& تقليدا والجماعة ستظل قائمة واود ان ادعو& كل من يرغب مشاركتنا الى الانضمام من اجل مناصرة الحياة وترميم ذواتنا الوطنية

&سيناريو العرض:
ينفذ العمل عند بوابة الطب العدلي في بغداد.
يخرج تابوت من بوابة الطب العدلي ملفوفاً بعَلَم.. عند البوابة يرفع الغطاء فيخرج عزيز خيون ليقرأ قصيدة بصحبة عزف عود للفنان سامي نسيم.
إنزال التابوت..، جواد محسن يغني.. حين ينهض عزيز
سامي نسيم وصلة موسيقية قصيرة... يخرج سلمان داود محمد من داخل المشرحة..وكأنه كان يبحث عن ميت يحمل مجموعة اوراق حين يبدأ القراءة ينثر الأوراق واحدة تلو أخرى.
جواد محسن في موال قصير، يدخل معه رياض الغريب في القراءة
موسيقى سريعة... حداء لعزيز خيون، ثم مدخل ركن الدين يونس
سلمان داود محمد يكمل القصيدة... مصحوباً بعزف لسامي نسيم
جواد محسن عزيز خيون يتداخلان بالغناء سوية
ركن الدين... سلمان داود... رياض الغريب.... تتداخل أصواتهم
عزيز... رياض.ركن الدين يحملون التابوت من ثلاث جهات فيما يبقى الركن الرابع فارغاً
سلمان داود محمد ينثر ألواناً من مسحوق الأصباغ على المشاهدين،
جواد محسن يغني بصحبة عزيز
شوقي كريم... يقرأ مقطعاً من قصة..
صورة الختام:
الجميع يهتفون.... القيامة هنا.... لامكان غير هذا المكان... لهذا قررنا الكفر بالمغادرة...
أن نبقى بأنتظار موتنا الآتي...
عزف لسامي نسيم..
&