ترجمة: عبد الرحمن الماجدي:&لفتتْ أندرا تيدي (Andra Teede) الأنظارَ إليها عام 2005 كشابّةٍ تواظبُ على كتابةِ ونشرِ القصائدِ والمقالاتِ النقديةِ والمسرحية في الصحافةِ الاستونيةِ ولم تتجاوز الثامنةَ عشر من عمرها (ولدت العام 1988) ثم لتتوجَ هذا النشاطَ بإصداراتٍ شعريةٍ ومسرحيةٍ في السنواتِ التالية، منها "تاكسي تالين السماوي" 2006، "احصل على الكثير" 2007، "أطلس" 2009، "تحولات"2011، "قدمٌ واحدةٌ في القاع"2013.

درستْ العلومَ التربوية والآدابَ في جامعة تارتو، جنباً الى جنبِ المسرحِ والموسيقى في ذاتِ الجامعة. رسّختْ اسمها في مدينةِ تالين وتابعت حياةَ الكتابِ الممتدة جذورهم فيها إبانَ الاحتلال السوفيتي لإستونيا، وتقول إنها تهتمُّ بالمدينة وسكانها خاصةً ماضيهم وقصصهم فيها.&

أقامتْ، بعضَ الوقتِ، في الدنمارك حيثُ تهتم بالثقافة الاسكندنافية مدفوعةً بحماسة الشبابِ للاكتشاف.

يغلبُ على نتاجها الابداعي التشاؤمُ والحبُّ في ذات الآن، مع سخريةٍ في بعض الأحيان وسعيٌ لتجريب مختلف الفنون الأدبية.
نالتْ العام 2013 جائزة مسابقة الدراما الجديدة من قبل دائرة المسارح الإستونية.
هنا ترجمةٌ لعدد من قصائدها:

&

أنا الصامتةُ الوحيدة،
أنا الوحيدةُ الصامتةُ.
لم أقلْ لكَ كلمةً واحدةً
طوالَ سنوات،
لم أقلْ لكَ كلمةً واحدةً
مدى الحياة.

أنا امرأةٌ صَمُوت ،
أنا امرأةٌ صَمُوت.
حاسوبي ليسَ فيه سوى أزرارِ التوقف.
هاتفي للرنينِ فقط.
جرسُ بابي معطّل.
فمي مخيّط.

أنا امرأةٌ صَمُوت ،
أنا امرأةٌ صَمُوت.
أستطيعُ استخلاصَ كلِّ شيء.
سوفَ أتلقى كلّ ضربة،
أبتلعُ كلَّ البحار،
وأقلي كلَّ الأسماك.
لنْ يهطلَ المطرُ على رأسي،
سيتسربُ في الهواء،
ولنْ يصلَ اليّ.
فمي مغلق.

فمي مغلقٌ.
أنا امرأةٌ صَمُوت،
أنا امرأةٌ صَمُوت.

***

المطرُ يعني الدفءُ
إنها نهاية تشرين الأول.
المطرُ ينهمرُ،&
لستُ مضطرة لحملِ الحطبِ أو إشعالِ ضوء.
أشربُ البيرةَ في الصباحِ،
أحبو على السرير،
أستمع لموسيقى روك فنلندية
من هاتفي الذكي.

ليسَ لدينا كهرباء اليومَ.
ليسَ بي رغبة للذهابِ إلى أيّ مكانٍ.
ما من ضوءٍ في الخارجِ حتى.
أشعر كأني غريبة في بيتي،
مثل ضيفٍ ثقيل.
أصغي لما أقولُ
وأرى كيف أبدو.

أنا الآن في الخامسة والعشرين،
وحيدةٌ للغاية.
لا أحدَ يمنحني حباً كافياً،
أو يفعل شيئاً من أجلي.
أنها نهاية تشرين الأول.
المطر ينقزُ من حولي،
يشعرني بالدفء.

***
في الطابقِ الأولِ من المنزل،
حيثُ كان بيرغمان وسترندبورغ* يعيشان،
ثمة مقهى قديم،
في مكانٍ مغبرٍّ ورطبٍ وجميل.
ربما الشيءُ الوحيدُ الذي تغير ها هنا
أن القهوةَ بالحليب صارت تسمى لاتيه،
وباتو يضعونَ في الفطائرِ المحلاة الكثيرَ من الفاكهة الاستوائية.
في الزقاقِ الواسعِ أمامَ المنزلِ،
يمكنك ركن سيارتك،
وسيلامس أنفها، بلطف، سيارة الفولفو المجاورة.

أذهبُ، أحياناً، الى هذه المقهى،
صحفٌ على الطاولةِ وكوبٌ فارغ،
مثلَ رجلٍ عجوزٍ بالكاد يخطو.
من خلف النافذةِ الرشيقةِ
ينزلق، طويلاً، حصانٌ في البلدة.

أنْ تكونَ في ستوكهولم منتظراً،
ومنتظراً في ستوكهولم،
صارَ الآنَ الايقاعَ الغالبَ في حياتي.
أتكيفُ بدقيقةٍ واحدةٍ وبشكلٍ جيدٍ،
كل تلكَ الأوقاتِ كنتُ ها هنا
واقفةً بصمتٍ على الشارع،
أنظرُ الى الطريقِ الذي مشيته ذلكَ الوقت،
تُرى مالذي سيحدثُ اليوم؟

السويدُ بلادُ كبارِ السنّ&
والصمت.
تسمعُ زقزقةَ الطيورِ&
أكثرَ من دردشة الناسِ،
حتى في قلب يوم الأحد،
صباحٌ فارغٌ،
بدا كعطلةٍ دينيةٍ
أو مثلَ وقتٍ متبقٍ
قبلَ نهاية العالم.
ـــ
Ingmar Bergman : مخرج سويدي ولد عام 1918 وتوفي عام 2007 اخرج نحو 60 فيلما. ويعد من عمالقة السينما. م.
August Strindberg : كاتب روائي ومسرحي سويدي ولد عام 1849 وتوفي عام 1912، يعد من عباقرة الكتابة المسرحية. م.

***

أَخشى الكاميرات،
كاميراتٌ في كلّ مكان.

في المكاتبِ الفارغة،
وفي شققِ نمضي فيها ليالٍ،
أو في الزوايا المظلمة من البارات،
في غرفِ كبارِ الشخصيات، وخلف الكواليس.

في سقوفِ القطاراتِ،
والساحاتِ المظلمةِ وفي دوراتِ مياهِ المدارس،
والمتاجرِ وعلبِ الليلِ
ثمة كاميراتٌ.

خلفَ المرآةِ في حمامي،
أقول لك أنّ هناكَ كاميرا،
ربما وضعها سبّاكٌ شاذ،
أو ضيفٌ طارئ.

كاميراتٌ في المقاعدِ الخلفيةِ لسياراتِ الأجرة،
في ردهاتِ الفنادقِ والمحطاتِ،
وصالاتِ التدخينِ في كلّ مكان،
أقول لك:
ثمة كاميراتٌ في كلّ مكان.

عَبْرَ تلكَ الكاميراتِ يتتبعوني
طول الوقت،
جامعينَ ما لايُعدُّ من لقطاتِ الفيديو.

كلُّ تعابيري
يسجلونها،
معتقدين أنها حالة هذيان.
أولئك الذين يرونني بعيونهم الالكترونية
يعرفونَ عني الكثير،
أكثرَ مما أنا أعرف.

***

في الصباحِ الباكرِ،
الريحُ مرةً أخرى،
من النوعِ الذي يصفعُ وجهَك.
أمرُّ عبرَ المرفأ القديم؛
الرافعاتُ تتنهدُ في وجهي،
المحيطُ يهدرُ قبالةَ الرصيف،
فأفقدُ طريقي،&
مامنْ باصاتٍ،
مامنْ كائنٍ على هذهِ الأرضِ&
يعرفُ كيفَ يجدني،
لا أحدَ لديه اتجاهاتُ الطريق.
ثمّةَ حانةٌ حمراءُ في الزاوية،
لا يقدمون قهوةً،
لكنها أفضلُ من لاشيء، كما أخبروني.
أعدُّ البنسات على الطاولة،
مامنْ كلماتٍ كثيرةٍ في هذه الحانة،
بعضُ كلابٍ نائمةٍ
قبالةَ الموقدِ،
تعلوهُ شاشةٌ كبيرةٌ تعرضُ مسلسلاً بوليسياً.
دخانٌ كثيفٌ،
يشعرني قليلاً بالمنزل.
أمضغُ البيضَ المخلّلَ مع الصلصةِ الحارّة،
مهملةً هاتفي،
إنها طريقة لإبعاد أيِّ أملٍ،
سأدعهم يفكرون،
كانوا يعتقدونَ، دائماً، أني أمّا في المدرسةِ أو أتسوق.
مالذي يمكنُ لفتاةٍ شابّةٍ عمله؟
إنصافاً للحقيقة،
أنا عادةً ما أضيعُ في مكانٍ ما جوارَ المرفأ.
على أيّ حالٍ،
بعدَ قليلٍ سيحينُ وقتُ الظهيرة،
وقتٌ رائعٌ للعودةِ الى السرير،
ثم يأتي الغدُ باكراً.
لستُ كما تظنني،
منذُ زمنٍ طويلٍ في أولّ صيفٍ لنا،
كانت أفضل طريقةِ للعيش
أنْ تدعَ الغدَ يأتي مسرعاً.

بصحةِ الجميع، أراكَم قريباً.

قلتُ لأفتحَ بابَي الموقدِ الثقيلين،
فيردّ كلبٌ متذمراً،
ويطقطقَ الحطبُ.
هذا كلُّ شيء!
لنْ يعثروا أبداً على الجثة.

***

نتوقفُ منتصفَ الليلِ عندَ نهايةِ العالم،
على ساحلِ بحرِ البارنس*،
نركنُ السيارةَ على الحصى على شاطيء المضيق.
موجةُ حرّ في أوربا،
الحرارةُ 27 درجةً مع أنه الثالثُ من حزيران.
أنظرُ الى تنورةٍ وبلوزةٍ خفيفةٍ أترديهما.
أنتَ ترتدي قميصاً وصندلاً وجوارب.
الجوّ باردٌ جداً وليسَ معنا أية عدة،
سوى كيسي نومٍ مهلهلين اشتريناهما من إحدى البقالات.
الكفُّ ممتلئة بقلبِ غزالٍ لحمه قاس،
زجاجة فودكا نرويجية باهضة الثمن،
مع حبٍّ كبير.
نحتسي بعضَ جرعاتٍ من على سقفِ السيارة.
أسألُ: هل تعيش هنا دببة قطبية؟
بالتأكيد، تعتقدُ أنتَ، وحيتان أيضاً.
قطعانُ الرنة ذهبتْ الى النوم باكراً،
هالةُ زرقاءُ منتصفَ الليلِ وشمسٌ وخضرة،
مياهُ البحرِ والضبابُ بينَ الجبال.
هذا المكانُ وهذه الليلة
سأحتفظ بهما طوالَ حياتي،
وسنخبرُ بعضنا عنهما آلاف المرات.
أسناني تثرثرُ حينَ أبولُ على قمة جرفٍ صخري.
تضحكُ مني حين أجمعُ الحصى.
غبارٌ ذهبيٌّ وقطفُ زهور اليارو** وتبادلُ الأنخاب،&
لتذهب نهاية العالم كله الى الجحيم .
لا أحدَ سيعرف أننا هنا.
ننامُ، بعدَ ذلك، في مقعدِ السيارة الخلفي.
نفرّش أسناننا، في الصباحِ، بمياه البحر المالحة.
من هنا سيبدأُ قلبي بالخفقان بسرعةٍ،&
في كل مرة أرى فيها البحر،
"أنا أيضا" تقول أنت، فنعودُ هابطين من التل.
على بعد ثلاثمائة كيلو متر نشربُ قهوة في ستاتولي ببلدة آلتا*** فنشعر بتحسن.
نستخدم بطاقة الائمتان بلطفٍ،
شابّةٌ بتنورةٍ وشابٌّ بقميصٍ
في صباحِ الأحدِ،
كأن شيئاً لم يكن،
كأني ولدتُ من جديدٍ في ليلة واحدة،
كأني، منذُ الآن، لم أكن كما أنا دائماً
معلقة في الشمال.

ــ
*يقع بحر البارنتس شمال شرق النرويج وفي الجزء الاوربي من جمهورية روسيا الاتحادية. م.
**اليارو: نبات عشبي يصل ارتفاعه إلى متر، أزهاره مجاميع بلونٍ أبيض أو أصفر أو أحمر. م.
*** آلتا: بلدة نرويجية في أقصى شمال العالم. م.

***
يا إلهي! إنّه يومُ الأثنينِ مرةً أخرى!
خلالَ عطلة نهاية الاسبوعِ لم أتعاطَ أيَّ مخدرٍ،
لم أذهبْ الى أيِّ بار،
ولم أشربْ كأس نبيذٍ حتى.

أجلسُ خلفَ الحاسوب،
أقرأ رسائلَ سيئة،
رسائلَ إعجاب،
بريدَ العمل،
كتابَي شعر،
وأكتبُ قائمةَ المواعيدِ النهائية لهذا الاسبوع.

من الواضح أني حتى منتصف الطريق لنْ أصله.
لا أريدُ البدء،
لا أبالي بالمعاصرة،
الأدبُ الإستوني الشابُّ يرممُ المدارسَ
والفلكلورَ.

أملأُ دلواً كاملاً من القهوةِ القوية،
أعودُ زاحفةً الى السرير،
أزيحُ، بعيداًُ، كومةَ من النصوص المتنظرة،
أقرأُ، فقط، كتباً مصورة وإباحية.

بعدَ ثلاثةِ أيامٍ
أغلقُ اللابتوبَ بعنفٍ،
أرمي قطعةً بائسةً من الحاسوبِ القذرِ
على متنِ السفينةِ،
وداعاً غوغل إيرث،
وأفتحُ الأوفيز رايتر.

على القناةِ التلفزيونيةِ الوحيدةِ في المقصورة
يعرضونَ، طوالَ الليلِ، بثاً مباشراً من الطابق السادس.
أطفالٌ سويديونَ يرقصونَ في بارِ السفينة،
يتعاطونَ المخدرات،
ويشربونُ النبيذ.

أُديرُ رأسي نحوَ الجدار،
إنه شيئٌ مخيفٌ قليلاً،
بإمكانكَ إدارة رأسكَ بعيداً حيث تشاء،
لكن ستبقى دائماً في يوم الاثنين.

***

هذه القصائدُ مثلُ قائمةِ التسوقِ،
طويلةٌ ونحيلة،
أعمدةٌ متعددة.

الخبزُ بالجبن وزيتِ الزيتون
يكره حبّاً ضائعاً،
ماذا ستأخذ؟
ماذا ستجرب؟
ماذا ستكتب؟

لحمٌ مفرومٌ لا فائدةَ منه،
إنه سيئ،
ليسَ مثلَ المياه المعدنية
والنبيذ.

الخوفُ شيءٌ عبثي،
لا يحدثُ معك في أيِّ مكان،
ليس مثلَ الشوقِ و الحنوّ.

يقيناً، ستملأُ عربتك،
ستملأ سيارَتك،
ستملأ ورقَتك،
خذْ الكثيرَ من كلّ شيءٍ
تستطيعُ حمله.

حافظ عليها
يوماً ما ستجدها جيدة.

ستحتاجها مرةً أخرى.

***

لديكَ مجموعةٌ واحدةٌ منِ الأضراس،
فرّشها بعناية.

لديكَ كومةٌ من عظامِ المفاصل،
اعتنِ بها.

لديكَ فقط
تأريخٌ واحد،
تبصّرْ فيه.

كلُّ شيءٍ يبدو، اليومَ، فكاهياً،
سيعودُ مرةً أخرى؟

كلُّ هذهِ الأشياءِ المجانية
تحصلُ عليها بصفقةٍ،
لنْ تكلفكَ الكثير.

تماماً مثلَ فصلِ الشتاءِ يأتي كلَّ عامٍ
دونَ ضررٍ أو حماقات،
أنه مصادفةٌ ليسَ أكثر.

مُنحتَ حياةً واحدةً فقط،
مع بدايةٍ واحدةٍ ونهايةٍ واحدة.
اعتد عليها.

***

إنّهُ هبوطٌ غريب،
لا شيءَ ينتهي،
لا شيءَ يذبل،
العصافيرُ تفقسُ فراخها في تشرينِ الأول،
الفراولةُ تزهرُ في عيدِ العمال.

كبارُ السنِّ يصطادونَ السمكَ
من على جسرِ السككِ الحديد،
كبارُ السن&
مثلُ اللوحاتِ القديمة،
مثلُ البيوتِ القديمة.

أمرُّ، عابرةً، معَ القطار،
منذُ الصباحِ حتى منتصفِ الليلِ،
أنا الاستونيةُ الوحيدةُ
في دائرةٍ نصفُ قطرِها مئةُ كيلو متر
على مايبدو.

أرمي بصري صوبَ امرأةٍ شابّة،
تجلسُ في الجانب الآخر، قبالتي،
تشعرُ بالحرجِ،
ناظرةً للاسفل،
ثمة مناشفُ مشحمةٌ من لفائفَ محروقةٍ
على أرضيةِ القطار.

مازلتُ في طريقِ الى البيتِ.
بعضَ الأحيانِ يشردُ ذهني
حين أصل الحدودَ،
يغدو واضحاً أني لا أستطيع الذهابَ أبعدَ من ذلك.
هناكَ القليلُ من الحافلاتِ يومياً
عندَ المناطقِ الحدودية.
إنّهُ سحرُ السياساتِ الاقليمية.

بعدَ ساعةٍ أو أكثر
ثمة خطرٌ من حلولِ الظلام.
أمشي على مشارفِ البلدة،
ياله من هبوطٍ غريب!
ما من سيارةٍ،&
أحاولُ إيقاف سيارة بأيّ حال،
لم تنجحْ المحاولة،
على الرغمِ من أنَّ المحلاتِ مليئة بهدايا عيد الميلاد.
حينَ وصلتُ، أخيراً، مدينةَ تارتو،
ظهرتْ مجموعةٌ من الفنانين معَ النبيذِ
في مطبخي.
ركنتُ حقيبي.
بدلاً من القول: مرحباً،
قلتُ: هبوطٌ غريب!

لا أحدَ يردّ،
تفحصتُ نفسي في المرآة،
ربما لم أصلُ المنزل.

من بينِ كلِّ الأماكنِ حولَ العالم،
وصلتُ في هذا الوقتِ من بين كلِّ الأوقات،
ومن بين كلِّ اللحظاتِ المناسبةِ للوصول.

لا أحدَ يلاحظُ ارتباكي،
شجرةُ القيقبِ الشائخةُ تتنهدُ قبالةَ النافذة
نحوَ السماء،
وتَتبرعم.
&