&


لستِ أنتِ يا إيزيس
.. لستِ أنتِ من يستدعي من ماضينا،
إلى مُستقبلنا،
ثقافة سبْيِ النِّساءْ
وسِفاحِ الفِتنْ
كَلاَّ.. لستِ أنتِ قطعا من تَفعَلِينْ
.. لَكِن، هَلْ تَعلَمينْ؟
.. أَتَدرين؟ بِحقِّ السَّماءْ
ونَحْنُ، أنا وأنتِ،
في هذا اللَّيلِ السَّديمِ
.. مِنَ الزَّمنِ العَقيمْ

يا إلهةَ الأُمُومَةِ والخُصُوبَةِ والقمر،
ويا لعنة العَصرِ والدَّهرِ والبَشَرْ
.. في ميثولوجيا الظَّنِّ الظَّنِينْ
رأيتُ بأم عينيَّ اللَّتان لَطالَما كُنتِ تَخْشَينْ
ابنة الشَّيطانِ تُوَسوِسُ في أذنكِ
فبماذا أَوحت لكِ؟
.. لا فائدةَ تُرجى مِن تَلعثُمِكِ يا إيزيس، إذ تُنكِرينْ
فبُوحي إليَّ بسِركِ
يا مَلِكة الزَّمان
.. وقَبلَ ذلك،
أَلمْ تُصادفي فَارساً عَرَبِيّاً.. شَهْماً
يَعقِر في سبيل زادكِ فَرَسَهُ
وأنتِ من تُراثِنا إِلَينا تَقْدَمِينَ؟
أَفِي قَرْنِنَا هذا تُبعَثُ الغَبراءُ
وداحسْ؟
أَفِي عصرنا هذا يَقتُلُ الإخوة بَعضُهم بَعضاً
.. إكراماً للأعداء،
ونئِدُ بناتَ أفكارِنَا
.. وأنتِ تسكُتِين؟
أفي يومنا هذا تَصِيرين إلهةً للحَجْر،
والحربِ والإرهابِ والاستلابْ
.. وتَرضَيْن؟
ثُمَّ كَيفَ لَمْ تُنْبِت كُلُّ أنهارِ الشَّكِّ التي تَجرِي مِن تحتِكِ
ثِمارا ولا تَمرا،
فكيفَ وأينَ تَقتاتِين؟
إيزيس، قد بدأنا حِوارنا حولَ حَلٍّ واحِدٍ
فَلاَ تَطمعي أن تدخلي قلبي مُجَددَّاً،
فأنتِ لَم تَسكُنيه أبدا
وهُو اليوم أعلى من سَمائِكِ
بسبعينَ ألفَ ألفِ ميلْ
وهوايَ على مذهب قديسة عاصِمة مُدِنِ المَوتْ
.. نَعَم، تلك التي تهابينْ
فَلَن يَنفعكِ التَّنهدُ باسمِ الله
ولا اللونُ الزَّهري الذي تَرتدِينْ
لقد جَذَّفنا بظُنُونِنا طويلاً
حتى لأَنَّا قَطَعنا بَحرَ اليقينْ
فبماذا أَوحَت لكِ بنت الشيطان؟
أَبِإعادة تَفريقِ جُثمانِ أوزوريس؟
ونحْن مِن ثِقَل أغلالِنا انحنَينا
ذُلّاً، واحتراماً!
وسبَّحنا بحمد الواحةِ والشَّمالِ والنَّسرِ
ولَعِبنا في المَسارحِ باقتدارٍ
دَورَ القاتلينْ
وأنتِ تَنظُرينْ.. وأنتِ تَشهَدينْ..
فلِم لا تَتَكلمين؟
واسمكِ اليَوم أمسَى مُرادفاً للدَّمِ
أو لخِرَقٍ تَستُر بَعضاً مِن عَوراتِ نِسائهم،
وهُم يَقتُلوننا
في كُل وَقت وحينْ
.. فتَقبلينْ؟
إيزيس اخترتُ اليوم أن أجالسكِ لا من أرقْ
بَل لِأني أدركتُ مُنذ أَمَدٍ
أَنَّ أَصلَ رَحى المَعاركِ يُدار على ورقْ
وليس لي فراغٌ
للحَديثِ إليكِ حتى مَوتِ الغَسقْ
فإلَيَّ بِشِفاءِ مَرَضِنا
إلَيَّ بالسِّرِّ الدَّفينْ
يا سَرابَ أحلامنا والشَّفقْ
لقد سَئِمتُ رُؤيةَ المواكبِ ركباناً
يُبايعونَ طيفكِ في اتِّساقٍ ونَسَقْ
إيزيس لا.. لا تُرَدِّدِي عَلَيَّ أسفارَ التَّحرُّز والفَوضَى،
والديمقراطية الإلهية والسَّلام المُقدَّس باسم الرَّبْ
إيزيس نحْن لَسنا بَني كلمةٍ لِنُمسِيَ السَّاعة يَتامى
فلنا عقولٌ، مثلما لكمْ
و كُلًّا خَلَقَ اللهُ من عَلَقْ
فأجيبيني كما اتفقنا
لا كيفما اتَّفقْ
وإلاَّ، فلا صِدقَ لدَيَّ أُكِنُّهُ
لِخُرافاتِ الألفيةِ الثالثةِ
على أنقاضِ الدُّوَلِ الثَّلاثِ، والأُسرةِ الخامِسةِ
لا ورَبِّ الفَلَقْ...

&