بغداد: وفاء للشاعر الشاب الراحل حبيب النورس، وبجهد شخصي من احد اصدقائه، صدر عن وزارة الثقافة العراقية كتاب يحمل عنوان "الرواية العراقية من منظور النقد دراسة في تحولات الأنساق الثقافية".
&صدر للشاعر والناقد الراحل حبيب النورس،عن دار الشؤون الثقافية العامة، كتاب نقدي بعنوان " الرواية العراقية من منظور النقد الثقافـي /& دراسة في تحولات الأنساق الثقافية "، ولم يكن صدور الكتاب سهلا،اذ جاء عن سعي حثيث لصديقه الشاعر هلال كوتا لاكثر من سنة وجهد بذله عبر رحلات مكوكية بين وزارة الثقافة ودار الشؤون الثقافية إلى أن صدر الكتاب مؤخراَ، وهو ما جعل الشاعر (هلال كوتا) يشعر بالارتياح جدا، وقال لـ (ايلاف) كان الجهد الذي بذلته كبيرا لكي يرى الكتاب النور وانا اعرف الصعوبات التي تعترض صدور كتاب لاديب حي وليس ميتا مثل صديقنا الحبيب حبيب النورس الذي كان قد انتهى من الكتاب قبل وفاته، وكان من الوفاء ان يطبع الكتاب في الذكرى الاولى لوفاته ولكن الظروف لم تكن جيدة لاسباب معروفة تتعلق بالروتين لكنني بفعل اصراري على ان يصدر الكتاب.
جاء الكتاب بـ 160صفحة وهي من القطع الكبير، موزعة على ثلاثة فصول قدم لها المؤلف بتمهيد، تناول فيه خلاصة لمفهوم النقد الثقافي في المنظومتين الفكريتين الغربية والعربية، كما تناول في التمهيد العلاقة بين الرواية والنقد الثقافي؛ وذلك من اجل فهم الرواية كونها خطابا اجتماعيا، وليس نصا أدبيا، كما تناول فيه الرواية العراقية وعلاقتها بالتغير الاجتماعي لاسيما ذلك الذي حصل إبان عقد التسعينيات من القرن الماضي، حيث كانت الظروف الاجتماعية صعبة جدا، وذلك لقناعة المؤلف إن الرواية هي أكثر الأنساق الثقافية التي درسها في بحثه& وهي نتاج هذا التغير وهذه المدة& الزمنية الحبلى بالمعاناة والظروف القاسية وقد كتبت الكثير من الروايات تحت وطأة هذه الظروف، حيث يسلط المؤلف الضوء على سنوات الحصار بعد حرب الخليج الثانية 1991م، وما أدت إليه من ظهور عادات اجتماعية واستهلاكية جديدة على الواقع العراقي، وكما يؤكد.. لأن هذه المدة كانت الممهد الذي، أدى إلى بدايات تشكل الكثير من الأنساق، التي تطورت وترسخت فيما بعد, ولاسيما بعد الانهيار المفاجئ لهذا النظام. خاصة ان مفهوم النسق والنقد، يعد من المفاهيم العميقة لعلم الاجتماع, وقد جرت عليه الكثير من الدراسات المعمقة التي حاولت ان تبين مفهوم النسق وتداخله مع مفهوم البنية، لاسيما انه يكشف من ان مفهوم النسق ظل يتراوح مابين مفهوم البنية ومفهوم اخر (سوسيولوجي) يتعلق بالكشف عن الثيمة الداخية لتشكلات نص معين.
&& أما عن فصول الكتاب فقد كان الفصل الأول عن (الأنساق المهيمنة)، وقد تألف من ثلاثة مباحث، الأول:(الموقف من الاحتلال/ الرغبة والفعل)، والثاني:(هيمنة الجسد النسوي/ اللذة والرغبة)، والثالث:(صعود الهامش)، أما الفصل الثاني، فقد تناول (الإشكالية الهوية)،وقد جاء في ثلاثة مباحث،الأول:(الهوية الأصلية الأم)، والثاني:(تشظي الهوية/صعود الهويات الفرعية)، والثالث:(رفض الهويات الفرعية الصاعدة)، أما الفصل الثالث، فقد تناول فيه انساقا في طور التشكل، وقد جاء في ثلاثة مباحث أيضاً، وهي على التوالي:(إنثلام سلطة قيم الذكورة)،(الرواية ضد الانحراف)،(الجسد منتهكاً).
& وقد استطاع المؤلف في جهده الذي دامت قراءته له لمدة ثلاث سنوات ان يكشف الكثير من التفاصيل التي تدور في فلكها الرواية العراقية خلال مرحلة مهمة من مراحلها التي وجد الروائيون انفسهم دون قيود وان يسردوا التفاصيل دون وجود لاي شرطي في دواخلهم، وقد منحهم التغيير الكبير في العراق الى الشعور بالاسترخاء والطمأنينة
&فقد جاء في التمهيد الكتاب الذي كتبه الناقد الراحل حبيب النورس: إن المتابع للواقع العراقي يدرك مدى اتساع التغيير الثقافي الحاصل، الذي يتفاعل الآن مع كل الثوابت المتوارثة، كما إنه يدرك أن هذا التفاعل سيؤدي إلى المزيد من التغير؛ ولذلك كان جزءٌ من عملنا هذا منصباً على متابعة ومناقشة ظروف وشكل هذا التغير المستمر.ولقناعتنا من ان نضوج واكتمال الأنساق الثقافية وتجاوز الروائيون للتخبط والفوضى بعد انهيار الدكتاتورية، واتضاح الرؤية لم يتم الا بعد اربعة سنين على الاقل،لذلك انصب الجهد الأكبر في عملنا هذا على الأنساق الثقافية، فكان عملنا باتجاهين أولهما: تحديد هذه الأنساق في الروايات العراقية المنشورة ضمن فترة بحثنا (2007-2010 )، ودراستها وتحليلها ومناقشتها من ناحية التكامل، أو القصور.أما ثاني الاتجاهات فهو: محاولة تحديد هذه الأنساق نفسها في المجتمع العراقي، وكان عملنا هذا ناتجاً عن قناعتنا بأن الأنساق الثقافية هي نتاج المجتمع، قبل أن تكون نتاج النص.
واضاف : واجهتنا العديد من الصعوبات خلال مدة اشتغالنا على البحث، ولعل أهمها، هو صعوبة الحصول على بعض الروايات، ولاسيما الروايات التي، طبعت خارج العراق؛ وذلك لقلة النسخ الواصلة إلى العراق، التي هي عبارة عن إهداءات& خاصة من الروائي لأصدقائه.
&&&& يذكر ان الشاعر (حبيب النورس / 40 عاما ) فارق الحياة صباح يوم الاربعاء 14 / 8 / 2013 في مستشفى الجملة العصبية ببغداد إثر حادث مروري تعرض له وأدخله في غيبوبة لمدة اسبوعين لم تنفع معها العناية المركزة، ويعد واحدا من الشعراء الذين سجلوا حضورا جميلا بين زملائه الشعراء فضلا عن كونه انسانا رائعا بكل ما تعنيه الكلمة.
&