بغداد: صدرت للكاتب العراقي الدكتور فوزي الهنداوي رواية حملت عنوان" على أمل أن نعيش"، اهداها الى "إلى أنصار الحب، وهم يواجهون الطائفية ".
&رسم الكاتب فوزي الهنداوي لروايته،التي تقع بـ 80 صفحة من الحجم المتوسط، خطوات تؤشر ما يختلج في روح الرواية من خلال عدد من المقتبسات الأدبية، بدأها بإحدى آيات (سورة آل عمران) ومن ثم اقوال لرجاء عبد الله الصائغ وأحلام مستغانمي وبرنارد شو وطاغور قبل ان يذهب الى العنوان ويأخذه من قول لفولتير (دعينا ننسى ا مضى، ونبدأ من جديد، نجن لم نعش ابدا، نحن على امل ان نعيش).
&تضمنت الرواية 21 فصلا، رصد فيها ما حصل في العراق عام 2006 وصعود الاحتقان الطائفي الى اعلى مستوياته، ولكنه وضع ثيمتها الاساسية قصة حب بين استاذ جامعي وطالبة، كل واحد منهما من طائفة، بدأت من الفصل الاول الذي حمل عنوان " محاضرة تعارف" ورسم فيه ملامح بطلته"هوزان" الطالبة الجامعية وبطله أستاذها "مازن"، حيث بدأت القصة عفوية عبر مشاكسات لطيفة لكنها راحت تنمو في ظل اجواء صعبة جدا مليئة بالجثث والعنف والخوف والشوارع الخالية والاماكن والهجرة والهذيانات التي تتصارع فيما بينها، جعل بطلها الهاتف النقال (الموبايل) لان قصة الحب نمت وكبرت عن طريق الاتصالات الهاتفية بين البطل والبطلة،لم تكن العلاقة جادة في حقيقتها لا سيما من وجهة نظر الاستاذ الذي لم يجد فيما بعد بدا من الشعور بميل نحوها من خلال القلق عليها لتغيبها عن الدوام لكنه يخشى مجاراتها في صراحتها، فيرسم في الفصل السابع " تغيير قواعد اللعبة " شيئا من ذلك الشوق الى الطالبة ومن ثم يصل الى الفصل الحادي عشر لتكون لكلمة (حبيبي) التي تقولها هوازن وقع في نفسه وعلى خطوط الرواية كاملة حيث وجد الاستاذ مازن نفسه يتخلى عن الهزل ويدخل دائرة الجد فيبوح بالحب الذي يتعالى في قلبيّ العاشقين من اجل الوصول الى نهاية سعيدة، فيما تقوم معوقات طائفية فيحاول العاشقان تخطيها وتحديها،لكن الكاتب يؤكد انتصار الحب على الطائفية، لكنه يترك النهاية مفتوحة كي يكون هناك نوع من الجاذبية للقاريء.
&وكان هذا هو المحور الاساسي للرواية، فيما كان هناك محور اخر هو التعامل بين المسلمين انفسهم،من خلال الصراع الطائفي واستغلال رمزية الاسماء ذات البعد الطائفي وكذلك علاقتهم بالمسيحيين وموقفهم خلال الحرب الطائفية.
&الرواية مكتوبة باسلوب بسيط، بتقنية القصة القصيرة حيث تم تقطيع الرواية الى 21 جزء ولكن كل جزء له عنوان، ولم تكن الفصول طويلة بل كانت قصيرة ومختزلة الى حد ان الفصل الواحد يعطي فكرة ومعلومات كافية للقاريء ليعرف ما يريد ان يتوسع في تفصيله المؤلف، لذلك فالمتعة في القراءة تتكرر عبر هذه الفصول ويشعر القاريء بالانجذاب للقراءة خاصة ان المؤلف يرسم بدقة تلك المشاعر المتدفقة بالحب وسط ظرف عصيب يحاول اغتيال كل شيء جميل مثلما يقتل التعايش بين ابناء المجتمع الواحد.
&الكاتب يريد ان يوضح كيفية زراعة الامل والحب هو الطريق لمقاومة الطائفية، ويؤكد ان الضريبة الكبيرة التي دفعها انصار الحب واعداء الطائفية هو اضطرارهم الى ترك الوطن والهجرة الى الخارج لديمومة الحب والانتصار على الطائفية، فيما هو يبعث برسالة تشدد على ان الحب لابد ان ينتصر على الطائفية لكن بعد دفع هذه الضريبة الكبيرة.
&بقي ان نذكر ان هذه الرواية ترجمت الى اللغة الانكليزية من قبل اثنين من اساتذة الترجمة هما حازم مالك محسن استاذ الترجمة في كلية اللغات، والمراجعة اللغوية للنسخة الانكليزية هي مي ابو شدود استاذة الترجمة في الجامعة المستنصرية، وستصدر قريبا في كندا.