رسل ايدسن (1935-2014): شاعر أميركي من مواليد كونيكتيكت. بدأ حياته بدراسة الفن فالتحق في سني مراهقته بعصبة طلبة الفن في نيويورك وبدأ النشر في ستينيات القرن الماضي. يعد "السيد قصيدة نثر الصغير" ، كما يحلو لزوجته فرانسيس أن تدعوه تندرا،& أبرز من كتب قصيدة النثر في أميركا. نشر أحدى عشرة مجموعة من قصائد النثر ورواية واحدة بعنوان ((أغنية برسيفال بيكوك))(1992) و مجموعة مسرحيات بعنوان ((المرض الساقط))(1975). من عناوين مجموعاته الشعرية: ((احتفاليات في فضاء عازب))1951، ((الشيء عينه الذي يحدث)) 1964، ((المسرح الهادئ)) 1977، ((الفطور الجريح)) 1985، ((النفق))&&& 1994، ((المرآة المعذبة)) 2001 و ((زوجة الديك)) 2005.
في أول دراسة بحجم كتاب عن قصيدة النثر في أميركا بعنوان ((قصيدة النثر الأميركية: الشكل الشعري وحدود النوع))( 1998)، يشير الباحث ميشيل دلفيل إلى أن قصيدة النثر الأميركية في القرن العشرين ينبغي أن لا ينظر إليها على إنها مجرد نثر أضفيت عليه مزايا الشعر من زخرف لفظي ومحسنات بديعية، بل على انه حالة& من "التفاوض" (& negotiation) بين حدود الأنواع الأدبية من غنائي إلى قصصي إلى تفسيري إلى تأملي. ثمة إذا قصيدة نثر جديدة تطورت في أميركا على يد غرترود شتاين& وراسل ايدسون وتشارلز سيميك، وكذلك على يد مجموعة شعراء عرفوا باسم "شعراء اللغة". يرى دلفيل إن قصيدة النثر الجديدة هذه تتعامل مع الواقع ليس من خلال استخدام أدواته اللغوية ذاتها، أي ليس من خلال التعاطي معه تعاطيا إشاريا مباشرا-لأنه في الحالة هذه& ستكون مرآة عاكسة للغة والايدولوجيا المهيمنتين - وإنما من خلال "تحطيم" ( subversion) المسلمات اللغوية& التي يتشكل منها المهاد الإيديولوجي لهذا الواقع.
يصف دلفيل قصائد الشاعر بقوله بان "الوصفة" النموذجية التي يقدمها أيدسون عن قصيدة النثر التي يكتبها& تلتقط الإنسان الحديث العادي لحظة اصطدامه بشكل مفاجئ بواقع بديل يفقد فيه السيطرة على نفسه، أحيانا إلى حد الانغماس انغماسا لا سبيل إلى علاجه-مجازا وحقيقة على حد سواء-ببيئته الحياتية اليومية المباشرة، وهو يقوم بمزج العادي والغريب، أو بخلطهما خلطا مشوشا.


لنتأمل

لنتأمل المزارع الذي يجعل من قبعته القش حبيبة له؛ او العجوز التي تجعل من مصباحها الأرضي ابنا لها؛ او الشابة التي اوكلت لنفسها مهمة قشط ظلها من على الجدار....
لنتأمل العجوز التي ارتدت لساني بقر مدخـَّنين كحذاء وسارت في الحقل تجمع رقائق روث البقر المجفف في مئزرها؛ او مرآة اصبحت معتمة بتقادم العمر اعطيت لرجل اعمى صرف لياليه ينظر فيها، مما احزن امه على ابنها الذي لا ينبغي ان يتيه هكذا في غروره....
لنتأمل رجلا سلق وردا لغدائه، تنبعث من مطبخه رائحة بستان ورد يحترق؛ او الرجل الذي تنكر بزي عثة وأكل معطفه، وللتحلية قدم لنفسه قبعة مثلجة....