موتُ الشاعر

احــــمــلْ خــفـافــاً أو ثـــقـــالاً
فــالحمــائــلُ عــبءُ ظــهـرِكْ
وابعـد عــن الــدنَس البـــذيءِ
فــما أعــزّكَ غـيــرُ طــهــرك
اسطعْ كما الشمس الضحــوك
وكــن صبــوحا مثــل فــجرك
فالــلــيل خَـــفّ على فـــؤادك
والــهــنــاءة طـــوعُ أمــــرك
لاتـــبكِ إنْ عـصــفَ الأســى
ماشال هــمَّكَ غــيـرُ صبـرك
الشـعـر والكـلـمــات تحــزنُ
حـيــنــما تـبــكي كــحـبْــرِك
وتمــوت كـالنـســيـان ان لـمْ
تـنـتـفـضْ من قــاعِ قــبــرِك
حلِّــقْ كــمـا النـسر العـنيــد
فــلا جــناحٌ مـثـلُ طـــيـرك
وانـهــلْ مــن الغيــمِ الـرّواءَ
لــكي يــطولَ ربـيـعُ عمرِك
وانـــثر مدادك فــي الكــتابِ
لـكي يــخــلَّدَ سـطْــرُ نثــرك
إنْ أنــت أكــمـلـتَ البــهــاءَ
فـقد ترصّـعَ تــاجُ نصــرِك
كــن كالــريـاح بــلا بـقــاعٍ
ضاق صدرُك وسط جحرك
غـادرْ بـــعـيــدا للــتــخــومِ
ولاتــكـن عــبــداً لشـبــرِك
مــدَّ الذراعَ الــى الاعــالي
تــلتـــقــطْ ألَــقــاً لشـعـرِك
هـيّــا تـفـجّـرْ كـالـمـعـيــنِ
وضـخَّ نبـعاً بـين صخـرِك
زفَّــتْـكَ آلــهــةُ القــصـيــدِ
الى عــروسٍ مـثلِ تِــبْرِك
هـــذا يـحـفُّــكَ بــالــورودِ
وذاكَ مـبـتسِـمٌ لـصهــرِك
فـالشعرُ عافــيـة العـقـولِ
وأنت كــنْــزٌ رغـم فـقرك
كـنـزٌ بــهِ دررُ القـصـيـد
يجيء من أعماقِ بـحرك
أعمــارُنا مــثل النسائــمِ
تشـتهي أنـفاسَ عـطـرِك
وتـسرّنـي حــلْوَ الكــلام
تبــوحُ لـي همْساً بِسّرِك
وتـقـولُ لي : إنّ الجَمالَ
غـفا سعيـداً قربَ نهرِك
أحلامـهُ السفــنُ الوديعـةُ
أبْحرتْ في عذْبِ سحرِك
ووســادهُ ريــشُ الــنعـامِ
يغـارُ من تحـنانِ صدرِك

[email protected]
&