يقال ان الباحثة وعالمة الآثار والمستشرقة والكاتبة والجاسوسة البريطانية غيرترود بيل أو الخاتون كما كان يسميها أهل العراق، رسمت حدود العراق كما نعرفها اليوم وكتبت دستوره ونصَّبت ملكه. ولكن المخرج الألماني فيرنر هرتسوغ قرر في فيلمه "ملكة الصحراء" بطولة نيكول كيدمان ان يركز على الجانب الرومانسي من حياة هذه المرأة التي يسميها البعض "النسخة النسائية من لورنس العرب". وقال هرتسوغ على هامش العرض الأول لفيلم "ملكة الصحراء" في مهرجان برلين السينمائي ان الفيلم يتضمن "أكثر المشاهد ايروتيكية" من بين سائر اعماله السينمائية الأخرى. وأوضح هرتسوغ قائلا "ان هذه امرأة عاشت حياة معقدة جدا وجميلة جدا ، وقصتي حب مأساويتين". واضاف ان فيلمه يروي قصة "توحد ومأساة عاطفية وحنين".&وتحدث هرتسوغ عن مشهد تعجب فيه بيل بالدبلوماسي هنري كادوغان (يقوم بدوره جيمس فرانكو) عندما يؤدي أمامها خدعة بورق اللعب بطريقة حسية. وقال المخرج الالماني "ان الخدعة نفسها ليست مهمة لكنه مشهد من الايروتيكية الخالصة، بل انه في الواقع أكثر المشاهد التي صورتها في حياتي ايروتيكية".
وتحدثت كيدمان عن الفيلم قائلة انها عندما اقترح عليها هرتسوغ السفر الى المغرب لتصوير الفيلم معه في الصحراء سألته إن كان بمقدورها ان تصطحب اطفالها معها. واجاب المخرج انها تستطيع اصطحابهم معها وستكون هناك خيمة لأطفالها.
ونقلت صحيفة الغارديان عن هرتسوغ ان اخراج الفيلم عن الشرق الأوسط أكد له جمال الطبيعة في هذه المنطقة وتعقيدها. واضاف ان الحدود الحالية افرزت وضعاً بديله سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" وكأنه يحكم خلافة تضم لبنان واسرائيل من بين دول أخرى. واشار الى ان التاريخ الذي يصوره الفيلم كان عاملا الى حد ما. وقال "علينا ألا ننظر نظرة أبوية الى ما حدث قبل 100 عام". ورفضت كيدمان من جهتها الانجرار الى الخوض في السياسة بالارتباط مع المنطقة.
يتتبع فيلم "ملكة الصحراء" حياة بيل من محاولات والديها الفاشلة إيجاد زوج مناسب لها الى بناء حياة جديدة عاشتها بسعادة في الشرق الأوسط. وبعد انتهاء علاقتها بالدبلوماسي كادوغان بمأساة تترك فكرة الحياة الخاصة وراءها لصالح العمل مستكشفة وعالمة آثار وكاتبة ثم دبلوماسية.

&