بغداد: شهدت قاعة (الق للفنون والعمارة) في الوزيرية ببغداد افتتاح المعرض التشكيلي الشخصي للفنانة سهى الاطرقجي الذي يحمل عنوان ( أحلام المكان ) بحضور حشد من المعنيين بفن التشكيل, حيث تضمن المعرض& 19 لوحة بقياس 70× 100 سم بالوان الاكريلك.
&&& ابدى العديد من زوار معرض الفنانة سهى الاطرقجي اعجابهم بلوحاتها مؤكدين ان المتأمل لها سيجد متعة في النظر الى الالوان والاشكال ويشعر بأحساس مدهش يراوده، وبالفعل فالامكنة كانت لها احلام، وان كانت تدور حول مكان ما في ذاكرة الفنانة كما اعلنت ذلك، لكن من الممكن الاحساس بشفافية اللون وهندسة الكتلة، او كما قال ناقد ان اللوحات المعلقة تشكل بمجملها روحاً قزحية منعشة كمن يكتشف اماكن اسطورية مختلفة التكوينات والمعاني، فيا كان البعض يرى في رسوماتها انها قريبة من رسوم الفنانين سعد الطائي ونوري الراوي، وهذا ما جعلها تعتز بهذه الشهادة.
&&&& والفنانة الاطرقجي سبق لها أن اقامت وشاركت في العديد من المعارض التشكيلية داخل وخارج العراق وهي عضو في جمعية الفنانين التشكيليين ورابطة الفنانات التشكيليات ونقابة الفنانين العراقيين وحاصلة على البكالوريوس في التشكيل من كلية الفنون الجميلة في جامعة بغداد.

الربيعي: روحً قزحية منعشة
فقد اكد الفنان والناقد التشكيلي ناصر الربيعي رئيس تحرير مجلة (باليت) ان اللون عند سهى الاطرقجي يسطر حلم الاماكن، وقال: الداخل الى قاعة (الق) حيث معرض الفنانة سهى الاطرقجي يراوده احساس مدهش بجو الالوان المحيطة به، فاللوحات المعلقة تشكل بمجملها روحاً قزحية منعشة كمن يكتشف اماكن اسطورية مختلفة التكوينات والمعاني.
&واضاف: ما يحسب لها انها تأنت كثيراً ولسنوات قبل ان تقدم منجزها...الذي بدى مبتعداً عن النمطية في التناول لمعنى المكان والزمان في فعل تجريبي ربما يحتاج الى تكثيف الثيمة والابتعاد عن التشخيصية المباشرة حتى يمكن الوصول الى اعمال متكاملة من ناحية الفكرة والغاية..
&وختم بالقول: سهى الاطرقجي تحتاج فقط الى لحظة الامساك بمفتاح التكوين لتنطلق بعدها الى سماوات الوانها المدهشة.

البصام: شفافية اللون وهندسة الكتلة
&من جانبه& اشار الناقد مؤيد البصام الى المعرض بأن فيه شفافية اللون وهندسة الكتلة، وقال: تتعامل الفنانة سهى الاطرقجي مع اللوحة بروح الحرص على ابقائها نقية وشفافة ,وان تكون كتلتها حيوية بالفراغ المضيء الذي يسند الكتلة ويتيح لها قوة البروز.
&واضاف:ترتكز اعمالها على البناء الهندسي للحلم الذي تصوغه بخطوطها الحادة ,عبر استرجاع الاماكن التي حفرت اخاديد في الذاكرة لتنتج هذا الابهار في الحلمية والفنتازيات, بين النص والشكل.

النحات خالد: فنانة متمكنة من أدواتها
اما النحات خالد المبارك، فقد اكد ان الفنانة متمكنة من ادواتها،وقال: ارى لوحاتها وفيها من الإحساس والإمكانية التعبيرية الشيء الكثير، تسحبنا لوحات الفنانة المثابرة سها االاطرقجي الى عالم شفاف يسوده السلام والطمأنينة،بل يجعلنا نرجع بعين (الفلاش باك) الى الزمن الماضي بكل ما يحمله من معاني الالفة والهدوء والاطمئنان وهو بكل تاكيد جاء من احساس بل حاجة أكيدة ارادت الفنانة سها ان تنقلنا ونعيش& أجواءها وهي تصر عليها عبر أعمالها التي ملأت مسحات القاعة بمعانيها بل توكد حاجتنا الانسانية التي افتقدناها ازاء عالم تسوده الفوضى والقسوة والعنف.
&واضاف: انها تبحث كما يبحث المنقب عن شيء ثمين اندثر عبر الزمن وعالم التحولات والمتغيرات، وبذلك تنقلنا الى عالم اكثر سلام ومحبة عبر أجواءها وأمكنتها التي تريد تصورها بل تقتبس أجواءها من عالم مليء بذاكرة الطفولة البراءة وبعين وإحساس فنانة متمكنة من أدواتها.

سها: انتقالة جدية للاحتراف
الى ذلك فقد اكدت الفنانة سهى الاطرقجي لـ (ايلاف) ان المعرض يمثل لها انتقالة جدية لها الى عالم الفن باحتراف، وقالت: تدور كل اللوحات حول مكان ما في ذاكرتي..جسدتها على شكل احلام من الخيال لتكون بالشكل القريب من الحداثة والموروث القديم او الواقع، حيث مواضيع اللوحات هي مزيج بين الواقع ( الدرابين القديمة والشناشيل والبيوت )الموجودة في بغداد في منطقة باب السيف والقريبة من الشواكة والتي كانت ولادة والدي وعاش ايام صباه فيها..وذكريات الطفولة لتلك المناطق من بغداد العريقة..مثلتها باسلوب حداثوي باخراج هندسي جديد.
واضافت: اما الاسلوب الذي اتبعته في رسوماتي هو اسلوب الحداثة القريبة من السريالية والتجريد..وحسب راي اغلب الحضور للمعرض ان رسوماتي قريبة من رسوم فنانين هما (سعد الطائي ونوري الراوي) وهما عملاقان في الوسط الفني..وهذه شهادة اعتز بها من الحضور، وهذا الاسلوب قريب الى نفسي السريالية ودخول الحداثة بالبناء الهندسي للبنايات التي تظهر باغلب اللوحات، ومع الخيال والشفافية في اللون والبناء الهندسي..اصبحت اللوحات كاحلام& تدور في مكان..واترك للمتلقي التعبير.
وتابعت: هذا المعرض الثالث لي ويمثل انتقالة جدية بالنسبة لي لعالم الفن باحتراف واعتبرها تجربة جديدة في مجال اخراج اللوحة وان شاء الله هذا المعرض يكون انتقالة نحو تجارب اخرى لي مستقبلا.الاول كان في المركز الثقافي الملكي الاردني بعنوان الغاب.والثاني في بغداد على قاعة النشاط الفني بالجادرية بعنوان رؤيا.
وختم حديثها بالقول: كوني اعمل معرضا في ظل هذه الظروف التي يمر بها العراق يمثل تحديا بالنسبة لي كفنانة وانسانة.
&