&
كما كل فيلم مستقى من رواية، يثير "50 ظلًا من غراي" سجالًا نقديًا حول وفائه لنص وروح الكتاب الأصلي، إلى جانب خلاف حول سخونة مشاهده المثيرة.

&
اثار فيلم "50 ظلًا من غراي" ردود افعال وتعليقات متباينة بين النقاد السينمائيين، بعد أن كانوا والجمهور يتطلعون إلى النسخة السينمائية من رواية إي. ايل. جيمس.وكتبت مجلة "فرايتي" أن الفيلم أفضل من الرواية قائلة انه اقرب إلى احد اعمال "شارلوت برونتي مع ريشة طاووس" تجيز التباهي بالعمل.واتفقت صحيفة غارديان مع هذا التقييم قائلة انه أفضل من الرواية التي يقتبسها.
&
يروي الفيلم علاقة بين الطالبة اناستاسيا ستيل،وتقوم بدورها داكوتا جونسون، والملياردير كريستيان غراي، ويقوم بدوره جيمي دورنان. تُجري اناستاسيا مقابلة صحافية لمطبوعة الجامعة مع كريستيان،وهو صاحب شركة ضخمة ومليونير شاب، يهوى المغامرة فيقفز من هليكوبتر إلى طائرة، ولا يقود سيارة مرتين.
تتطور العلاقة بينهما، فيعرض عليها مشاركته الفانتازم الجنسي الذي يعيشه، بينما هي بسيطة لا تريد إلا الحث. بالمقابل، هو رجل بارد الأحاسيس، متوقد الجنس، يفرض شروطه عليها بكلمات قليلة.
&
ثلاث نجوم
كتب جاستن تشانغ في مجلة "فرايتي": "الفيلم الذي منحه النقاد ثلاث نجوم في تقييماتهم، أكثر تشويقًا من غالبية افلام الكبار، وبخلاف ذلك فإنه يتضمن قدرًا معتدلًا من الاستفزاز في هذا العصر المشبع بافلام الجنس الاباحية".
واشاد الناقد جوردان هوفمان في صحيفة غارديان بأداء الممثلة جونسون في دور عذراء بريئة ساذجة.وكتب: "البطلة اناستاسيا تعتصر المصداقية من ورطة رومانسية لا معقولة في الثقافة الشعبية المعاصرة".
&
ورحبت الناقدة شيري ليندن في مجلة هوليود ريبوتر بالفيلم قائلة انه أقوى من الكتاب، لكنها انتقدت المشاهد الجنسية قائلة: "انها بناء بطئ إلى اللقطات الخليعة، خال من التوتر على نحو مخيِّب".وقالت الناقدة سارة ستيورات في صحيفة نيويورك بوست: "الفيلم تخلص من الجوانب الفظيعة من الكتاب، لكنه رغم ذلك لا يدَّعي أكثر مما هو حقًا، أي اباحية معتدلة للسيدات يخفف منها تصنيف الفيلم على انه من الأفلام التي لا يمكن لمن يقل عمره عن 17 سنة أن يشاهدها إلا برفقة شخص بالغ أو أحد الوالدين".
&
لا يصل لإثارة الكتاب
إلا أن بعضًا من النقاد رأوا في الفيلم اقتباسًا ركيكًا لرواية باعت منها كاتبتها100 مليون نسخة حول العالم، بعد ترجمتها إلى 50 لغة، وأنه أقرب إلى والت ديزني للكبار منه إلى سينما تستفز الذوق العام وتعطل الصواب الاخلاقي وترسم صورة اخرى متعددة البعد للطبيعة الجنسية.
&
وكتبت مجلة تايم آوت انها لا تتفق مع الرأي القائل إن الفيلم أفضل من الرواية، متهمة المخرجة بتمييع الرواية الأصلية،"بحيث لا يصل إلى جزء ضئيل من الاثارة التي يتضمنها الكتاب، لكن تمييع النص في النسخة السينمائية قد يكون سبب نجاح الفيلم، على ما في ذلك من غرابة".
وخلص تيم غريرسون في صحيفة سكرين ديلي إلى أن من يقبل الفيلم على انه دراما جنسية رومانسية ساذجة على نحو ما، بمفرداتها الهروبية الخاصة،فسيجده مسليًا بما فيه الكفاية.
&
ووصفت صحيفة ديلي ميل "50 ظلا من غراي" بأنه ممل، "فيه لحظات مثيرة لكنه يكرر نفسه من دون مبرر، قبل أن ينتهي بطريقة مفاجئة لا تبعث على الرضى، ولا يرتقي إلى مستوى الضجة التي سبقته".
&
من يشاهده؟
قُدم العرض العالمي الأول للفيلم في مهرجان برلين السينمائي يوم الأربعاء بحضور مخرجة الفيلم سام تايلور جونسون وزوجها الممثل آرون.
والدول الأوروبية لم تتعامل مع هذا الفيلم بنفس موحد. فبريطانيا منعته لمَن هم دون الـ18، وأسوج سمحت بمشاهدته لمن هم فوق الـ15.
&
في فرنسا، سخر رئيس التصنيف العمري في المركز الوطني للسينما من الفيلم،وقال: "لا أرى فيه سوى مخلّفات الأدب الرومنطيقي التافه"، وصنّفه لمَن هم فوق الـ12. في لبنان، يُعرض الفيلم حاليًا بعدما رفعت رقابة الأمن العام اللبناني سقف التصنيف عاليًا، فأجازته للذين في الـ21 وما فوق.