الرباط: صدر قبل أسبوعين عن دار النشر البريطانية "نورتون" (Norton Edition) كتاب "Women vs Men" (النساء ضد الرجال) للباحثة المغربية خديجة شاكري، وهو كتاب يعالج موضوع "صورة المرأة في المجتمع المغربي بصفة خاصة والوطن العربي بصفاة عامة". وهو بمثابة بحث استطلاعي للصور النمطية التي تحاصر المرأة في المجتمع، ومن هذه الصور مثلا "نظرة الرجل للمرأة داخل المنزل"، "نظرة الرجل للمرأة في الشارع المغربي والعربي"، "نظرة المجتمع للمرأة المطلقة"، "أخطاء نوعية من النساء في التعامل المنحل مع الرجال في الشارع"، "الصورة النمطية للمرأة في العالم العربي".
وصرحت شاكري أن الكتاب يعرض "عدة مشاكل تواجهها المرأة المغربية داخل المجتمع بصفة خاصة والمرأة العربية بصفة عامة، حيث ناقشت عدد منها، من بينها: إهمال فكر المرأة، إهمال مراتبها العالية وتشييئها.. هذه الصور النمطية ليس لها حل غير تغيير الفكر النمطي للمجتمع ومحاولة تجاوز بعض الأفكار القديمة والتي تجاوزنها منذ أمد بعيد". مضيفة أنه "في كفاح المرأة المعاصرة تحاول النساء أن تكن ضد تيار الصور النمطية هذا الذي يخلقه الرجل بأن تسرن ضده، فعكسه أن يثبتن أنفسهن عن طريق اكتساب المعرفة والتحصيل الدراسي والوصول إلى المراتب العليا في المجتمع". وعن أوجه الاختلاف بين كل من المرأة المغربية والعربية من جهة، والرجل المغربي والعربي من جهة ثانية، تشير الباحثة المغربية إلى أن ذلك يكمن في كون "المرأة المغربية إنسانة مكافحة تهتم بزوجها، ثم بإمكانها الاشتغال داخل وخارج المنزل. ومن الناحية الجنسية تعد المرأة المغربية أكثر النساء جاذبية، ربما لكونها إنسانة نشيطة ومنفتحة. أما بالنسبة للرجل فالرجل المغربي هو نفسه العربي ليس بينهما أوجه للاختلاف، يفكرون بنفس الطريقة، ويرون أول شيء في المرأة شكلها لا طريقة تفكيرها، يهمهم الجنس قبل كل شيء".
وحول نظرتها إلى أفق علاقة التضاد بين المرأة والرجل في المجتمع المغربي والعربي، وهل ما إذا كان هذا الصراع مجرد صراع قصير الأمد؟ قالت الباحثة أنه "إذا تغير الفكر، وإذا تغير المنطق، وأصبح ما هو منطقي غير منطقي والعكس صحيح، ستصبح العلاقة متوطدة. مثلا، كما أقول دائما، المغرب لا يحتاج إلى تغيير حكومة ولا رئيس الحكومة ولا إلى تغيير الدستور ليصبح بلدا متقدما. بل يحتاج إلى تغيير أدمغة وتغيير نمط العيش والإحساس بالوعي، عندها سيصبح المغرب بلدا متقدما. وهو الشيء نفسه بالنسبة لهذه الظاهرة، عندما يصبح الرجل العربي واعيا، عندها ستصبح المرأة تعامل معاملة إنسان". وهنا يبرز مثال المرأة المطلقة في المجتمعين والتي "يتم التعامل معها وكأنها عاهرة، وإليها يرجع كل اللوم".
ويعد كتاب "Women vs Men" ثاني كتاب يصدر للباحثة المغربية بالمملكة المتحدة البريطانية بعد كتابها الأول: TV COMMERCIALS: women representation and stereotypes". والذي تناول بالأساس الصورة النمطية للمرأة في الإعلانات التجارية المغربية، وهو بحث جامعي متخصص بعنوان "الإعلانات التلفزيونية: تقديم المرأة والصور النمطية"، عن جامعة سيدي محمد بن عبد الله بمدينة فاس - قسم الدراسات الإنجليزية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية موسم 2013-2014، صدر شهر آب/أغسطس سنة 2014. وبعد أن لقي الكتاب الأول نجاحا بالمملكة المتحدة البريطانية والولايات المتحدة الأمريكية، طلبت دار النشر من الباحثة كتابا آخر عن صورة المرأة في المجتمع المغربي بصفة خاصة والوطن العربي بصفاة عامة.
&