بغداد: يحاول الناقد المسرحي بشار عليوي تشخيص ماهية الخطاب الفكري للمسرح العراقي خلال مرحلة عشر سنوات بعد التغيير عام 2003،وتبديات ذلك الخطاب في مُجمل العروض المسرحية المُقدمة في بغداد وباقي المُدن العراقية.
& صدر للناقد المسرحي العراقي بشار عليوي كتابه الجديد (المسرح العراقي بعد التغيير - مسرح ما بعد 9/4/2003) عن دار ومكتبة عدنان في بغداد، ويستعرض فيه مرحلة مهمة من تأريخ المسرح العراقي المُعاصر تمثلت بالنتاج المسرحي العراقي المُقدم بعد التغيير.
&&&& يقع الكتاب يقع في (290) صفحة من القطع المتوسط وتضمن خمسة محاور هي : عروض مسرحية، مهرجانات مسرحية، متابعات، مسرحيون وإصدارات،وقد اهدى المؤلف كتابه: (الى الفنان.. الإنسان.. المسرحي ثائر هادي جبارة)، فيما كتبَ التقديم لهُ الدكتور عامر صباح المرزوك،أُستاذ الدراما والنقد المسرحي بكلية الفنون الجميلة بجامعة بابل.

تعريف بالنتاج المسرحي
&&& وقال المؤلف في مقدته للكتاب: بعد التغيير،الذي حصل في العراق، إتسعت حركة النشر على نطاق واسع وتوفرت للكُتاب والمؤلفين المسرحيين العراقيين مساحة كافية لنشر نتاجاتهم (نصوصاً ودراسات) وهو ما يمكن ملاحظته في عموم المدن العراقية.
& موضحا ان "هذا الكتاب هو محاولة لمعرفة ماهية النتاج المسرحي العراقي بعد التغيير الذي حصل في 9/4/2003".
ومن خلال تصفح الكتاب يمكن التأكيد على ان المؤلف ذهب ليرسم ملامح المشهد المسرحي العراقي بشكل عام من خلال دراسته لمرحلة مهمة من المراحل التي مر بها العراق وهي مرحلة ما بعد التغيير الذي حصل في العراق عام 2003،هذه المرحلة التي إتسمت بالتبدّل والتطور بشكل سريع مما أدى إلى إنفتاح الثقافة العراقية ومنها المسرح إلى مديات جديدة لم يألفها من قبل على صعيد الإشتغال الشكلي والمضموني.
&وقد استعرض المؤلف كل ما يخص المسرح عبر هذه السنوات من خلال نقده للعروض المسرحية ورصده للمهرجانات للمسرحية وقراءته للمتابعات واشاراته للمسرحيين الذين انجزوا الاعمال والفنانين الذين ادوا الشخصيات المجسدة، فضلا عن متابعته للإصدارات خاصة ان المؤلف من المهتمين بالفن المسرحي ومواكبا للعروض والنشاطات التي تقدم سواء في بغداد او المحافظات،ومنها محافظات كُردستان العراق، وكانت مشاهداته الشخصية المباشرة هي العنوان الاوضح في الكتاب، لاسيما انها تحولت الى مقالات ودراسات ومُتابعات نشرها في العديد من الصُحف والمجلات العراقية والعربية ,ويمكن عدّ الكتاب ذاكرة لحفظ كل ما شهده المشهد المسرحي العراقي عبر عقد من الزمن معززة بالاراء النقدية التي اعطت لكل نتاج حقه.
&&
&محاور الكتاب&
&&&& محور (عروض مسرحية) تناول المسرحيات التي قُدمت في العديد المدن العراقية لم تأخذ نصيبها من المُحايثة النقدية , والدراسة المُعمقة من قبل غالبية النُقاد.
&اما محور (مهرجانات مسرحية ) فقد رصد التنوع الحاصل في طبيعة المهرجانات المسرحية العراقية سواء المقدمة داخل العاصمة بغداد أو باقي مدن العراق , ويشير الى عودة قوية لمهرجانات (مُنتدى المسرح) التي كان لها الفضل الكبير في رفد الساحة المسرحية العراقية بأسماء شبابية فاعلة إستطاعت فيما بعد أن تكون اضافة مهمة للمسرح العراقي , فضلا عن& مهرجانات مسرحية أوجدتها المدن العراقية كبابل وكربلاء وأربيل إستطاعت لفت الانتباه اليها في الساحة المسرحية العراقية كمهرجان أربيل الدولي ومهرجان ينابيع الشهادة في بابل ومهرجان بابل المسرحي.
وفي محور (متابعات ) يُسلط الضوء نقدياً على عدد كبير الأنشطة المسرحية النقدية التي أنتجها المسرحيون العراقيون في مُختلف المُدن العراقية وهذهِ الأنشطة تأتي تعزيزاً لحركة المسرح العراقي بعد التغيير , فظهرت الجماعات المسرحية الجديدة كـ ( نادي المسرح في بابل ) وهي ضرورة من أجل النهوض بواقع المسرح في العراق إعتماداً على الطاقات المسرحية الواعدة التي يكتنز بها هذا المسرح.
& وفي محور ( مسرحيون ) إستعراض لأشواط قطعها عدد من المسرحيين العراقيين الذين لم تتم دراسة مُنجزهم من قبل.
&&&& أما في محور (أصدارات مسرحية ) فتناول عددا من أهم المؤلفات والكُتب المسرحية التي أصدرها كُتاب عراقيون، موضحا ان بعد التغيير الذي حصل في العراق إتسعت حركة النشر على نطاق واسع وتوفرت للكُتاب والمؤلفين المسرحيين العراقيين مساحة كافية لنشر نتاجاتهم (نصوصاً / دراسات ) وهو ما يُمكن مُلاحظتهِ في عموم المُدن العراقية.&

ظواهر واشارات&
&&& وتطرق المؤلف الى العديد من الظواهر التي شهدها المشهد المسرحي العراقي منها : إشكالية (المركز والهامش أو مسرح بغداد ومسرح المحافظات ) حيث يؤكد على ان غالبية المتصدين للكتابة عن النتاج المسرحي العراقي وتوثيق أنجازه , يصرون على ألصاق تسمية& ( المسرح العراقي) على ما يقدم داخل العاصمة بغداد دون غيرها، فكل ما يقدم (حسب رأيهم) من نتاجات مسرحية داخل العاصمة هو المسرح العراقي , مما جعلنا وجعل الباحثين والمهتمين به , أمام أشكالية مصطلح المسرح العراقي , أن صح التعبير. وكأن ما تقدمه الناصرية أوالبصرة أو كركوك أو الحلة أو مدن كردستان كالسليمانية وأربيل , من نتاج مسرحي , ليس عراقيآ و لا يندرج تحت تسمية (المسرح العراقي )، كما اشار الى ظاهرة مشاركة عروض فناني العاصمة&& دون سواها في المهرجانات الدولية مستفيدة من قرب مُنتجيها وسطوتهم داخل المؤسسة الرسمية المعنية بالشأن المسرحي العراقي (دائرة السينما والمسرح)،مؤكدا انه لم يسمع أبداً لا قبل ولا بعد 2003 أن عرضآ مسرحيآ من مدينة عراقية غير بغداد , قد رشحتهُ دائرة السينما والمسرح للمشاركة في مهرجان مسرحي أقليمي أو دولي، كما اشار الى بنايات المسارح موضحا : منذ 2003 والى الآن لم يتم تشييد بناية مسرح واحدة لا في بغداد ولا في أي مدينة عراقية أُخرى (بإستنثناء مدن اقليم كردستان ) ومازالت محنة بناية ( مسرح الرشيد ) هذا الصرح المسرحي العراقي المهم , تأبى أن تكون لها نهاية ,مثلما إشار& الى أن عروض المسرح العراقي لم تستطع أن تستقطب جمهوراً من خارج الوسط المسرحي بشكل خاص والثقافي بشكل عام , وبقيت هذه العروض مجانية وغير ربحية خلاف ما معمول به عالمياً.
&