صالة مسرح كلارا في مسرح مدينة ستوكهولم تحول الى ركام من الاوساخ وقبو غامق تغطي ارضه المزابل وأغلق فقط منفدين صغيرين يطلان على العالم الخارجي وهناك فاس وكذلك ساعة الوقواق وعلى خشبة المسرح هناك كرسي للمعوقين ورجل مكفوف يضع قماش ابيض& ملطخْ بالدم على رأسه ووجهه وهناك عربتان للقمامة يسكنها ناج وزوجته نيل ويقوم بخدمة هولاء التابع كلوف وهو ينفدْ أوامر سيده هام بواسطة صافرة يستعملها هام وهو يتابع هل مازال نيل وناج على قيد الحياة ويعطيهم البسكويت وهو الاكل المخصص للكلاب ويبقى كلوف يؤدي وظيفة خدمة سيده هام ولايفارقه وربما يشبه شخصية لاكي في مسرحية في إنتظارغودو .بداية المسرحية عبارة عن رعد وبرق ومطر والماء ينزل من سقف السطح ويبقى عنوان المسرحية يوحي لنا ان اللعبة قد إنتهت وهولاء البشر هم نتاج حرب ذرية ،كتب صموئيل بيكيت هذه المسرحية سنة ١٩٥٧ بعد مسرحية في إنتظار غودو وهي ثلاثية لمسرحية الشريط الاخير كراب ومثلت المسرحية أول مرة في باريس ،وقد أجاد المخرج السويدي تومي بيرجرين وأعاد الروح للنص بمعالجة ورؤية حديثة لشخصيات مسرحية نهاية اللعبة وكنا نشعر ونعيش معهم كونهم مازالوا على قيد الحياة أو انهم فارقوا الحياة كل شيئ اصبح& متداخل في هذه المسرحية الموت والحياة وحتى الطبيعة فقدت رونقها ولم يعِدْ لها وجود ويبقى هام يؤكد على قبح العالم ومع ذلك لازلنا على قيد الحياة ونتنفس ، ويبقى هام المكفوف القابع على كرسي متحرك ويضع قماش الدم على رأسه وتنفدْ كل طلباته من كلوف خادمه ويطلب منه ان يفتح غطاء عربات القمامة لكي يتأكد هل نيل وناج يتنفسون وهم على قيد الحياة وهام يردد كم كانت نيل بشوشة مثل زهرة الحقل وكم كنا نحن بشوشين أيظآ. أما ناج دامآ يبكي ويطلب المزيد من الاكل ويطلب المزيد من بسكويت الكلاب وحتى الاكل بدأ ينفدْ ،وفي مشهد رفع اغطية عربات القمامة ناج يغازل نيل والحديث عن الحب والزمن الجميل وتجري اللعبة وفق الشروط المرسومة ربما كل شيئ مضحك في هذه الدنيا رغم كل البؤس والشقاء .وتبقى مسرحية نهاية اللعبة تشدْ المتلقي لمعرفة نهاية شيئ ربما كانت نهاية الجنس البشري وهام المشلول والمكفوف وهو يلازم فراش وكرسي المعوقين ولا يفارقه ويطلب من كلوف ان يدفع الكرسي لكي يشعر بالنشوة وسط هذا الخراب والاب والام يرقدان في عربات المزابل وهو السكنْ المناسب لهما بعد أن فقدا ساقيهما ربما بسبب حادث أو بسبب نتائج الحروب ومع ذلك انهما يعيشان حلم النزهة ويحاولان نسيان ماحصلْ ، وتبقى كل أحداث المسرحية تدورفي هذا القبو المظلم .ويبقى الممثل بيتر اندرسون بارعآ في تجسيد شخصية هام المكفوف ساعتان وهو يتحاور مع كلوف خادمه ومع نفسه ومع الجمهور وهو يتحدث عن الشقاء والبؤس& وقتامة الحياة وتبقى براعة اللغة وايصالها الى المتلقي بكل وضوح وهو المريض والذي يعيش على مسكنات الالم من الحبوب والتي بدأت تنفدْ وهو يلقي محاضرة عن الشقاء الانساني وكيف يتحول الانسان الى أعمى ومقعدْ عبارة عن جثة هامدة في الظلام ويعيش في عالم بدون شفقة ورحمة وتبقى السعادة هي الحلقة المفقودة في الحياة بسبب الخطيئة ،وتبقى الفلسفة القائمة وراء مسرح العبث هو مجتمع بلا نظام وفي حالة تفكك وفقدان القيمْ ربما العالم أصابه الجنون وتصبح الياة عبثية عندما يكون الانسان غير منسجم مع الكون وتبقى الحقائق الانسانية والوضع الانساني من أهم سمات مسرح العبث وحالة القلق والحيرة والرياء والنفاق والتهكم والتمرد صورة من سخافات الحياة اليومية. ومسرحية نهاية اللعبة تثير الاحساس بالعذاب وهذا مانلمسه من حوار هام مع كلوف وحاجته الى المسّكنْ من الحبوب لتخفيف الالم يقول البارحة شعرت بقرحة كبيرة في صدري"ويكون جواب كلوف ان الحبوب إنتهت،وكم هو حقير وقذر هذا المكان المليئ بالبراغيث والجردان والانقباض النفسي وبسكويت الكلاب هذا هو الشقاء الانساني ونحن نعيش اليأس والشقاء والحزن وعندي رغبة ملحة بالبكاء" ويبقى صموئيل بيكيت ينظر للحياة بمرارة ويصور الانسان التائه وتبقى روعة إنسانيته ،ومسرحه تعبير صادق عن قلق المجتمعات الغربية وهو تعبير أصيل لحالة جيل مابعد الحربين وويلاتها وحالة اليأس المبرمج والذي هو أفضل بكثير من حالة التفاؤل المصطنع والمزيف. ويبقى المخرج تومي بيرجرين والذي اخرج سابقآ مسرحية في إنتظار غودو لبيكيت ومسرحيات هارولد بنترنال اتحسان الجمهور والممثلة انيا اكستروم بدور نيل والممثل انجفار هيدوال بور ناج والممثل لارس ليند بدور الخادم او التابع الجميع أبدع في تجسيد أدوارهم وتبقى مسرحيات صموئيل بيكيت فيها الالغاز ولكن فيها السحر وتخاطب العقل والقلب وفي ختام اللعبة يرفض الخادم تنفيد اوامر سيده هام ويجلب حقيبة السفرلكي يغادر ولكنه يبقى واقفآ&&&&&&&&&&&&&
عصمان فارس مخرج وناقد مسرحي ستوكهولم