باريس من فرانك يوفين: في 28 كانون الاول/ديسمبر 1895 في مقهى "غران كافيه" في باريس اثار الشقيقان لوميير حماسة الجمهور عندما مررا تباعا على شاشة صورا فوتوغرافية ...ويستعيد معرض في "غران باليه" اختراع عارضة السينما التي تحولت فيما بعد الى الفن السابع. وقال احد مفوضي المعرض تييري فريمو "عارضة السينما تشكل اختراعا رئيسيا في تاريخ البشر وهي من الاشياء التي بقيت لفترة طويلة وفية لاصولها". ويقام المعرض لمناسبة مرور 120 عاما على بدايات السينما. ويضم المعرض وهو بعنوان "لوميير! لو سينما ريينفانتيه"، افلاما ووثائق وملصقات ومقتنيات تعود الى تلك الفترة من بينها عارضة السينما رقم 1 التي استخدمت في اول عرض علني. ويستمر المعرض حتى 14 ايار/مايو وهو يعرض بشكل متعاقب افلام الشقيقين لوميير ال1500.
وفكرة السينما اتت بعد سلسلة من الاختراعات التي يشير اليها المعرض. ففي القرن السابع عشر سمح "المصباح السحري" ببث صور مرسومة على الواح زجاجية عبر نور شمعة او مصباح يعمل بالزيت.
في العام 1829، اثبت البلجيكي جوزيف بلاتو ان شبكية العين تحتفط لعشر من الثانية بذكرى الصورة. وهذا المبدأ الذي هو اساس الرسوم المتحركة والسينما بحد ذاتها سيكون مصدر الهام للكثير من الاجهزة الترفيهية مثل "فيناكيستيسكوب" و"براكسينوسكوب". اما في العام 1891، فقد حصل الاميركي توماس اديسن على براءة اختراع لجهاز فردي الاستخدام لمشاهدة صور متحركة اسمه "كينيتوسكوب". واخترع ايضا كاميرا لالتقاط الصور "كينيتوغراف" وقد احتفظ بنسق فيلم 35 ملم الخاص بها حتى ايامنا هذه. وقد استلهم الشقيقان اوغست (1862-1954) ولوي (1864-1948) لوميير من اختراعات القرن التاسع عشر لجعل مشاهدة الصور المتحركة تتم بشكل جماعي بعدما كانت فردية. وهما نجلا صانع معدات فوتوغرافية وكانت لهما في الاساس مساهمة كبيرة في فن التصوير مع براءة تتعلق بالالوان. وقد تقدما في 13 شباط/فبراير 1895 ببراءة عارضة السينما. والنموذج الاولي رقم 1 المعروض في "غران باليه" راهنا مجهز بالية تسمح بجر البكرة بطريقة متقطعة. وقد ادخلت تعديلات عليها في ما بعد. وقد بدأ انتاج الجهاز باعداد كبيرة اعتبارا من نهاية العام 1895. وبعد حوالى عشر جلسات عرض مكرسة للمهنيين والعلماء نظم الشقيقان لوميير اول جلسة عرض علنية. وقد حصلت في 28 كاون الاول/ديسمبر 1895 في قاعة "صالون انديان" من مقهى "غران كافيه" في جادة كابوسين في باريس. وقد حضر الجلسة 33 مشاهدا دفع كل واحد منهم 1,02 فرنك وعرضت خلالها حوالى عشرة افلام قصيرة من بينها "مخرج مصانع لوميير" (45 ثانية). وبعد اسابيع على ذلك راح المكان نفسه يستضيف الى 2500 مشاهد في اليوم.
وسيوظف الشقيقان لوميير بعد ذلك مشغلين حتى يجوبوا العالم ويصوروا المشاهد. وقد اخرجا 1422 فيلما بين عامي 1895 و1905 وستعرض للمرة الاولى في العالم على شاشة عملاقة في "غران باليه".
وكان الشقيقان لوميير يران في السينما مجرد فضول علمي. وكانت التكنولوجيا في نظرهما اهم مما يصورانه. وقد ساهم شارل باتيه وليون غومون وجورج ميلييس وهم من معاصري الاخوين لوميير في جعل السينما صناعة. وقد اعطى ميلييس بعدا سرديا للافلام وهو امر كان ينقص في اعمال الشقيقين لوميير محولا السينما الى فن. والى جانب الاختراعات التي حملها الشقيقان لوميير (تصوير وسينما وصور ملونة والتجسيم) يهتم المعرض بارثهما من تطور التقنيات الى الانتقال من بكرات الافلام الى التقنية الرقمية واثر جمالية الشقيقين لدى السينمائيين الحاليين. ويؤكد تييري فريمو "التقنية تغيرت لكن الروحية تبقى نفسها".
&