&بغداد:&استرعت اعمال الفنانة القادمة من محافظة بابل، التي حلقت بافكارها والوانها في فضاء قاعة (ألق) الفنية، الانظار الى ما تضمنته لوحاتها التي كونت معرضها الشخصي الاول الذي اخذ منها الاعداد له سنتين متتاليتين.
&اقامت الفنانة التشكيلية العراقية انوار الماشطة في قاعة الق للفنون والعمارة ببغداد معرضا شخصيا حمل عنوان (تحولاتي)، ضمّ 25 لوحة مختلفة الاحجام، اثارت انتباه الزائرين للمعرض من فنانين وادباء واعلاميين، اشادوا بتجربتها التي قالوا انها تستحق الاحترام لانها اعمال جميلة مليئة بالجرأة و الثقة، فيما اشار البعض الى اسم الفنانة سيكون لامعا في حقل التشكيل العراقي.

انوار الماشطة: انها.. تحولاتي الفنية !!
&وقالت انوار الماشطة لـ (ايلاف): بعد سنوات من الدراسة الاكاديمية والتدريس جاء هذا المعرض والذي اسميته تحولاتي، حيث تحولات في حياتي الفنية وضعت للمراة حيزا كبيرا، وقد عاتبيني الكثير من الفنانين عن هذه المدة الزمنية التي لم اعرض اعمالي فيها وطلبوا مني ان استمر بالعمل مما شجعني وحيث اني وضعت الخطوط الاولى للمعرض المقبل والذي سيكون فيه للمراة حيزا كبيرا فيه مع افكار جديدة.
واضافت: تناولت لوحاتي ثيمة جسد المرأة والتفاحة والكرسي والشجرة، ورسالتي فيها كانت واضحة وهي أن المرأة ماتعنيه من ظلم وطغيان وقساوه المجتمع هي انسانة شجاعة مثمرة لديها امل نحو مستقبل مشرق.
وتابعت: اسلوبي الذي اعتمدته في لوحاتي كان هو التعبيرية التجريدية لكي تكون أكثر دقة وتعبيرا للمتلقي، فمنذ سنة 2014 وانا ارسم للمعرض والآن 2015، وخلال هاتين السنتين تحولت المرأة من العتمة الى النور من الألم الى الفرح الى روح متفائلة نحو مستقبل أفضل
وأوضحت: هذا المعرض يمثل لي الكثير لأنني تعلمت من خلال اللوحات التي رسمتها كيف ادرس الكتل اللونية وتجاورها والخط لأكوّن لوحة تكون محط أنظار المتلقي.

زينب الربيعي: موهبة وحرفية عالية
& فقد اكدت الفنانة زينب الركابي وقالت: يبدو لي من خلال مشاهدتي لمعرض الفنانة انوار الماشطة قدرتها على التحرر من الثيمات التقليدية التي قيدت المرأة كفنانة بها والتي تميزت بالجرأة من خلال استخدامها لمفردات مختزلة لهيئة المرأة و تجريدها بما توفر لديها من ادوات و افكار و معاناة، واستخدمت الخط كأسلوب لتعبير عن حالات المرأة و مشاكلها ومعانتها و حالات الانتظار الدائم الذي لاينتهي.
& واضافت: ما هذا.. الا دليل على امتلاكها موهبة وحرفية عالية لتوظيف الخطوط ومكرراتها و تقاطعاتها كذلك توظيف اللون للتعبير عن حالات معينة، فالاحمر في مواضع خاصة رمز للحياة باعتبار المرأة واهبة للحياة و اللون البرتقالي لانه لون الشمس يعبر عن الفرح من خلال شروقها، و تلاعبها باللون الاصفر و الازرق معا في عمل واحد للدلالة عن الحزن لغروب الشمس فاللون الاصفر يرمز للخيانة والاشخاص الخونة الذين يحيطون بالمرأة في كل مجالات حياتها لهذا كان عنوان معرضها (تحولاتي).
وتابعت: اجدها اضافة قيم جمالية متعددة الجوانب في لوحاتها فقد شكلت هذه التجربة الفنية تحدياً للقيود المفروضة على الفنانة.

ناصر الربيعي: تساؤلات عن خفايا النفس
& اما الناقد ناصر الربيعي،رئيس تحرير مجلة باليت، فقد اكد ان الرسامة تماهي الوعي الذاتي الذي تمتلكه مع تأثيرات المحيط ، وقال: تطرح الفنانة انوار الماشطة الكثير من التساؤلات عن خفايا النفس وهموم المراة المعاصر وبأسلوبية لونية جديدة.
&واضاف: كان للفنانة التي عرفنا ابداعها بمعارض شاركت بها حيث كانت تعتمد على فضاء واسع هو فضاء التجريد لتجسيم الانفعال الذهني والابداعي المباشر مما يتطلب اختيار الألوان والخطوط والاشكال و التكوينات في صورتها المدروسة وان بدت قريبة الى العفوية الكاملة احياناً وخصوصاً انفعالاتها المعبرة عن الواقع الانساني المعاصر. فهي تماهي الوعي الذاتي الذي تمتلكه مع تأثيرات المحيط وهنا تكمن خصوصية اعمالها المتداخلة بين الشكل التصويري والانفعال الذاتي القادم من خفايا النفس،
&
عادل كامل: لا تنتج (إعلانات)
من جانبه اكد الناقد التشكيلي عادل كامل ان الفنانة لا تنتج اعلانات ولا تصصميمات،وقال: أنوار الماشطة، هنا، لا تستعرض مهاراتها، أو رغبتها بالتلوين وانحيازها للألوان، أو باستثمار باقي العناصر، كالخط، أو الملمس، أو الحركة، بل توظفها لحرية التعبير، وعفويته، ومقاصده، غالبا، بما يسمح للهاجس الجمالي أن يشكل بناءات فنية باستبعاد (الصوت) لصالح النص الفني؛ التأمل لصالح التجريب، بالحفاظ على نزعتها الشخصية في التوازن بين مرجعيتها، والمستحدث الفني. فالمسافة بين (التخبط/ أو مغامرة البحث) وبين (الرسم/ كنظام) ليست إلا مسافة بين (المكونات) والحصيلة، بوصفها تعلن عن حضورها، وليس عن غيابها. فتحرير (النص الفني) بما يمتلكه من دوافع سمح للفنانة بهذا الانعتاق: فالبذرة أو أصولها المشفرة، في الرسم العراقي ـ منذ نيازي مولوي وجواد سليم وعلي النجار وإسماعيل فتاح..الخ ـ لا تعلن عن نظامها العنيد حسب، بل تمده بأبعاد ما انفكت تتراكم ـ بمعنى تتواصل: تحديات تلخصها بالفن في مواجهة الانتهاكات ـ والرداءة؛ وبحضور الرسم إزاء الاستنساخ، والارتداد.
&واضاف: إن الرسامة لا تنتج (إعلانات) ولا (تصميمات)، كما إنها لا تقذف برسوماتها سلعا في سوق الفن، ومهرجاناته السلعية، الاستعراضية، لجذب الأنظار، للصالح البضائع، مع إنها لا تخفي مدى تشبعها بالصدمات، وما شاهدته من آثار الخسران، والتلف، بل تمسك بما في (لغز) البذرة من آليات عمل لا تجعل من (التعبير) قفلا، أو ذروة، أو خاتمة، بل: مغادرة، لاستكمال ما هو قيد التتابع، والاكتمال.
وتابع: الفنانة لا تمحو ـ بمعنى تختزن ـ تجارب من سبقوها، في الرسم العراقي ـ كتجربتي ارداش كاكافيان أو محمد علي شاكر مثلا، ولكنها سمحت لهويتها الخاصة ـ وجودها المعاصر إزاء التحولات والاندثار ـ أن تتكون، كما تتكون (وحدات النسيج)، كحاصل جمع، صهر، ترابط، وليس خاتمة أو ذروة. فالتشتت يكف ليغدو شبيها بعمل أسلافها النساجين العراقيين: استخدام امهر للغزل بمغزل القلب، وليس بالأصابع حسب.

* سيرة فنية
الفنانة انوار الماشطة،أستاذة في كلية الفنون الجميلة/ جامعة بابل وفنانة تشكيلية.أستاذة لمادة التخطيط والألوان في قسم التربية الفنية والتخطيط في قسم التصميم والإنشاء التصويري لقسم التربية الفنية.مقررة قسم التربية الفنية سابقا. لها اهتمامات بالنشاطات الثقافية والتشكيلية ومشاركة في عدد من المهرجانات والمعارض الثقافية والفنية داخل وخارج العراق.
&