حين يُغادرُك ظلُّك في الليالي الحالكةِ الظلمة
ويومئ لكَ مودّعاً
يُبقيك أنيسَ الوحشةِ وضجيعَ الصمت
حيثُ تتوسّلُ بالأشباح أن يبقَوا سُمّاراً لك&
يظلُّ الأملُ آخرَ الاصدقاءِ المغادرين
----------

للأسُود عرينُها الساكنُ وداعةً
للعصافيرِ أعشاشُها الصاخبةُ بالزقزقات
للماسِ غورهُ العميقُ في جوفِ الأرض
حيثُ السعيرُ الفائقُ الحمْية&
وضغطُ الدهورِ السحيقةِ في القِدَم
وللإنسان صديقُه النابت في داخلهِ
متأججاً ، فاتراً
ساخناً ، بارداً ، لاضيرَ
--------

إذا لفَظتْني الأرضُ
وركلتْني بأقدامِها
أتطلّعُ الى& الملكوت الأعلى
ألوذُ بشجرةِ السماءِ صديقتي
مع أني لم أذقْ قـطافَهـا
--------

القبرُ اولُ الاصدقاء المرحبين في العالم السفلي
مع انّك لاتكتنزُ سوى كفنـكَ وخشبةٍ صمّاء
حيث يودّعك نسلُك وأقربُ مقرّبيك
بإيماءةٍ& لا رجعة بعدها
حيث اللقاء يُجهزُ جنازته
---------

السعادةُ صديقةٌ غانيةٌ ، حلوة المحيّا على موعدٍ معها
أترقّب طلعتَها ووقعَ خطاها
فارشاً السجادةَ الحمراء لاستقبالها
لكنّها كثيرا ما يتأخر وصولُها
----------

ليتني أفْـقهُ لغةَ القـطّة السياميّة
&صديقةِ المرأة العانس الوحيدة العاشقة
لأسألَـها كيف لا تنشبُ أظفارَها
وتمزّق الوحشة إربا اربا
--------

الكلبُ صديقٌ آتٍ من مدينة اليوتوبيا
بُعثَ ليرمم جدرانَ الوفاءِ وحـدَه
اذْ لا أحد يشاركُـه سعْـيَـه
هل قُدِّرَ لأنجاسِ الكلاب
أن تكونَ أعمَّ وفاءً من طهاراتِـنا المزيّفة
---------

صديقُك من عادى شرورَك
ورافـقَ ثراءَك حارساً أميناً
حارصاً على ماملكْتَ
اقتربَ من غِـناك وفقرِك
ووَصلَك في الضيق والسِعة معاً
---------

قلما يكون النجاحُ صديقَ النابغين والعباقرة
غير انه حتما صديقٌ دائمٌ للصوص
لحواةِ المالِ والشهـرةِ الزائفة
---------

تزهرُ الارضُ اذا وطأتْـها قدَمُ صديـق
لكنّ هناك من يزلقهُا في الوحلِ فـتـتّسخ
---------

صديقتي الحريّة قيّدتْ يدي
لكنها أباحتْ لي أن أمسكَ قلمي
وأنثرَ الحروفَ& في زنزانتي
مصابيحَ تشتعلُ في هدأتي الموحشة
هو ذا بريقي الذي لا ينطفئ

[email protected]
&