بغداد: انطلقت فعاليات مهرجان بابل للثقافات والفنون التي تحتضنها مدينة بابل، لكن المفارقة الملفتة للانتباه والتي تثير علامات الاستفهام ان الغناء.. ممنوع فيه !!.
&في الوقت الذي يحمل فيه مهرجان بابل عنوان (الثقافات والفنون) بشكل واضح، الا ان الغريب ان الغناء ليس له اي حضور فيه، وكأن الغناء ليس من الفنون ولا علاقة له بالثقافات !!، فيما يشير البعض ان هناك من يرفع شعار ان الغناء حرام ويريد تعميم ذلك على المهرجانات كافة ، فيما استغرب البعض ذلك كون المدينة التي تحتضن الفعاليات هي مدينة بابل التي هي عمق الحضارة والتي برز منها الكثير من المطربين الذين كان لهم حضور في المشهد الغنائي العراقي، فيما طالب البعض المثقفين عدم المشاهدة في المهرجان الذي وصفوه بالاعرج !!، فيما علق احدهم: ماذا لو كان المطرب الراحل سعدي الحلي عائشا، ماذا سيقول لهم؟ !!
&يذكر ان مهرجان بابل (للثقافات والفنون) العالمية انطلق يوم الجمعة بنسخته الرابعة تحت شعار (كلنا بابليون)، وبينت ادارة المهرجان ان الدورة ستستمر لثمانية ايام وتتضمن مشاركة 18 دولة، مبيناً ان "المهرجان يتضمن عدة فعاليات ثقافية وفنية تشتمل على الشعر والعروض المسرحية والسينمائية، اضافة الى الحوارات والندوات الفكرية والمعارض التشكيلية، والفوتغرافية".

طارق شعبان: سمته الغناء ولكن !!
&& فقد اكد الملحن طارق شعبان، ان الغناء هو الاصل في المهرجان، وقال: مهرجان بابل ضرورة لاغراض الثقافة والحضارة وكان عموده الفقري فن الغناء واللوحات التعبيرية من خلال الاوپريتات وبقية الفنون التعبيرية، أي ان سمته الاساسية فن الغناء واستضاف العديد من الفرق المحلية والعربية والدولية.
&واضاف: فاذا كان المهرجان بدون غناء فما هي البدائل الثقافية لتحديد مواد تكفي لايام مهرجان مثل بابل، نطرح هذا السؤال فهل يتحول الى مسرح وشعر وفعاليات اخرى ? !! يبدو انه هكذا.

سرور ماجد: الغناء حرام !!
اما الملحن سرور ماجد، فقد اكد انه مهرجان فاشل،وقال: الحقيقهة انا ليست لي علاقة بالمهرجان لا من قريب ولا من بعيد، لأنه بلا غناء، وبالتأكيد يكون بلا غناء في هكذا حكومة كون الغناء حراما برأيها.
&واضاف: ثم عن اي مهرجان نتتحدث، انا اراه مهرجانا فاشلا، وللأسف انه يقام في بابل الحضاره والتأريخ، واعتقد ان بابل بريئة من هذا المهرجان لكونه لا يمثلها، ولكون القائمين على المهرجان والمشاركين في المهرجان ليسوا اهلا له، واكبر دليل على انه المهرجان فاشل& ان الكهرباء انقطعت فيه.. !!!

مهدي عباس: هزلت !!
& من جهته اكد الناقد السينمائي مهدي عباس، ان التخلف انتصر على الجمال، وقال: قمة التخلف فكل المهرجانات التي تعتمد المدن الاثرية مثل بابل وقرطاج وجرش وبعلبك وغيرها تعتمد الرقص والغناء كاساس كونه تراثا فولكلوريا حضاريا، وللعلم فان الغناء هو الذي يجذب الجمهور فاذا لم يكن هناك غناء من سياتي؟.
واضاف: اذا اردت ان تدمر مهرجان بقيمة مهرجان بابل الذي عرف بمشاركاته الواسعة من كل انحاء العالم غناءا ورقصا فامنع عنه الغناء. وتساءل: اين صرنا ؟ هزلت على قول ناقدنا الموسيقي الراحل عادل الهاشمي.. هل ينتصر التخلف على الجمال؟ للاسف البعض يريد ذلك.

ستار الناصر: ارض الموسيقى !!
&& اما الموسيقي ستار الناصر فقد استغرب ذلك لان بابل هي ارض الموسيقى، وقال: انا استغرب فعلا ذلك، والسبب في القائمين على المهرجان ولاسيما من وضعوا المنهاج.
&واضاف:الحلة هي ارض الموسيقى العراقية منذ اول عهد الدنيا في التعبير، وهي الان الشاغل لعلماء الاثنوموزو كلوجيا الذين يكتبون تاريخ موسيقى العالم.
&وتابع: انا شخصيا كموسيقي لم توجه لي الدعوة وكنت اتشرف بها لو فعلوها لكن للاسف لا انا ولا غيري مع الاسف !!.

مهرجانات فساد وسرقات
من جانبه اكد الناقد الموسيقي محمود موسى، ان منع الغناء يتعارض مع عنوان المهرجان، وقال: تأتي الدورة الرابعة لمهرجان الثقافات والفنون كسابقاتها، إذ يخلو من فعاليات الغناء وهذا مايتعارض مع عنوان المهرجان أساساً المخصص للثقافات والفنون، فأية ثقافات هذه التي تمنع الغناء وأية فنون هذه التي تخلو من الغناء.
&واضاف: من المخجل حقاً ان مثل هكذا مهرجانات تخضع لوصاية ووصايا أعضاء مجلس المحافظة الذين يرون في الغناء رجسا من عمل الشيطان وهم يصرحون بذلك علانية أمام وسائل الاعلام مفتخرين بذلك، والحقيقة انهم نجحوا في تركيع المثقف والفنان لأنهم يملكون السلطة والقوة.
&وتابع: على المثقفين ان يقاطعوا مثل هكذا ثقافات وفنون عرجاء وكسيحة وهي ليست سوى مهرجانات للفساد الاداري والسرقات تحت شعار الثقافة كما هو حال مهرجان بغداد عاصمة الثقافة العربية الذي تحول الى مهرجان للمغانمة إذ تقاسموا الغنائم ونفضوا أيديهم ومضوا مسرعين متلمضين فيما ترك الفنانين الحقيقيين كالايتام على موائد اللئام.

حسين رشيد: يجب تغيير التسمية&
&& اما الصحافي والكاتب حسين رشيد، فقد اكد انه يتحفظ على تسميته للثقافات والفنون، وقال: مثل كل عام يعقد المهرجان والذي اتمنى ان يرفع عنه اسم الثقافة والفنون، فلا ثقافة بل فن ولا فن بلا ثقافة وكلاهما لايمكن ان يبتعدا عن الموسيقى والغناء والرقص.
&واضاف: ان كانت اللجنة التنظيمية مصرة على اقامة المهرجان فأنا ادعوها الى تغيير اسمه الى مهرجان شعر او قصة او ماشابه لان العنوان الكبير والحدث صغير... وبالمناسبة اغلب المهرجانات التي تعقد في المحافظات من بابل ونزولا الى البصرة محرم الغناء فيها لان بعض القائمين عليها لايريد ان يزعل المسؤول او الراعي للمهرجان والذي غالبا ما يكون من التيار الديني الذي يحرم الغناء علنا ويفعل ما يشاء سرا...
وتابع: انا ارى ان يكون اسم المهرجان (مهرجان بابل) فقط بدون للثقافات والفنون كوني اتحفظ على هذا العنوان، واعتقد انه مهرجان على هامش الثقافة العراقية بالرغم من عمل اللجنة التحضيرية استضافت اسماء كبيرة ومهمة في الثقافة العراقية، لكن ذلك لا يكفي..
&