&

...كسوقٍ قائمة
كدُجْيةٍ من الآهات
كحلاوة سم يتجمّع في السديم
كحب تقاويناه وتعمّدناه على شفير هاوية
كشغف يقوم للهواء قانتاً ويمسك عن الكلام
كتمدّد أعضائي عند امتلائها بآسان الفراغِ
كخميس الفردوس الذي يتحسس أوهامي ونهاياتيَ المشلولةَ
كإفرازاتٍ تخرج قضبانا من الشوك من أمعائي وتشتهي فحلا من فحول الفقدانِ
هكذا يُحْمَل الوجعُ على الوجعِ
هكذا تفوتني يدي كلما حاولت لمس الأثير
هكذا أقعقع مفاصل اللغة المخلّعة وأضغطها في جمجمة حبيبي

كيما أُدَوِّرَ عبوديةَ الهواجس التي تجدّد فجيعتي
من يكشف قناع شراييني وما يسير في ركابها من الحنين؟

لم يكنِ الثوب الثخين المبقّع بالدم سوى تماسك امرأة ثدياء تنخس كبد السماء بحلمتيها
وبمغرزها الابدي
هكذا يُحمَل الوجع على الوجع
كالقهقرى من نوبات القبل التي تُقهِم على الشفاه عصيرها
ولهفتها الغوغاء
هو كل ما ترنّح على الشراشف الزرقاء من جنون خاسئٍ
والآنس من حمّى اللهيب
والصور المجهريّة التي تنمو طولا وعرضا في العظامِ
والكسور المضاعفة التي لا تجبّسها سوى الأنّات التي تحترق في ملوحتي

يا حبيبي
يا قمع العزلة الذي اقتلع ما أفْرَغَتْهُ الجدرانُ في سدّة راسي
يا قمع العزلة الذي لم يكن السؤال فيه سوى لمعةٍ جريئةٍ علمتْني الاستخارة واصطفاء أبرد لياليَّ
يا السبع عشرة عضلة التي قلبتْها ألسنةُ الجدران
لاختنق بديّوث الشهوات التي قادتْني إلى رهافتي
أيّ الصلاة أفضل لتفتيت هذا اليأس
الذي يتعدّى ولا يتعدّى
يتراجع ولا يتراجع
تُخْفيه العزلة ولا تخفيه
هذا الياس الذي يمجّ ما يسمعه ولا يعيه
لي شهوة في السّماع وإشباع وقوده كيما تتحمّص الآهات
ولي حُمضة غريبة تهدهد شهواتي البريئة
إذا مددتها امتدّتْ
إذا مسحْتُها بالماء صفتْ
إذا دارتْ على بكرةِ دائها حوَّرْتُها بحديدة أحلامي
لي شهوة زدْتُها خرزةً في تاجي
ونمنمةً على جناحي
لي في كلّ ثقبة وخيطها خُسْراً وهزالا يذهب إلى أبعد نقطة في رأسي