&

&
يهدف الغزل إلى دغدغة مشاعر المرأة وإبراز محاسنها وصفاتها الجمالية والتعبير عن خفايا ومكنونات تفقفقت نفس الحبيب من حدتها..
كما يؤكد علماء النفس :" أنّ المغازلة موهبة أساسية وجزء من طبيعة الإنسان ." ولكن كيف تستسيغ بعض النساء التعبير المباشر المبتذل في الغزل مع أنه يسقط القيمة الفعلية والأدبية& للكلمات ويحدّ من التأمل الفكري .
إنّ عملية تعليب المرأة أو "سردنتها" داخل كلمات ظاهرها ماسيّ لا تنفي احتجازها أو تحويلها إلى سلعة .
وقد تعود أسباب تفشي هذه الظاهرة لعدم فهم تركيبة المرأة البيولوجية والنفسية، بحيث ناضلت وحاربت عبر الزمن في سبيل ترسيخ احترام المجتمع لحريتها وحقوقها الإنسانية.
اليوم، بعد أن نجحت المرأة بشكل نسبيّ في الخروج من هيمنة الرجل والتحرر من قبضته، يريد البعض عبر وسائل الاتصال الاجتماعي زجّها في سجن الكلمات.
أو قد تكون الآثار المتبقيّة من موروثات المنظومات الفكريَّة الأبوية المستبدة التي تُشيّئ المرأة ولا ترى فيها سوى طفلةٍ يمكن أن يُؤثّر عليها ويتم إخضاعها بسهولة بواسطة كلمة تشبه فاكهة فجة حلوة الشكل مرّة المذاق.

مِمَّا لا شكّ فيه أن سرعة التواصل والتعرّف على الآخر في زمن التكنولوجيا المتطورة جَعَلت من "مهنة الاصطياد" أكثر سهولةً وأيسر تعبيراً.& فما أن يروا بروفايلاً لامرأة جميلة حتى ينهمروا عليها بكلمات لَيْسَت سوى طعم للصيد مغفلين قيمة هذه المرأة الأدبية وشخصيتها واحترامها لنفسها، كاشفين بذلك عن عقد قديمة متراكمة كامنة في أنفسهم لن يتخلّصوا منها رغم ادعاءاتهم وكتاباتهم عن حقوق المرأة وحريتها باعتبارها كائناً انسانياً بالدرجة الأولى.
هذا وتنمو المرأة ويتطور بناؤها الفكري والنفسي مع تقدم مراحل العمر وأقل ما يمكن توقعه من الرجل هو مواكبة هذا التطور في تعامله معها.
تبقى خطورة هذه الظاهرة كامنة بالتداعيات الناتجة عنها التي يمكن اختصارها بتهميش ثقافة التواصل مع النساء وخصوصيتها وأهميتها، والاستهانة بقدراتهن الفكرية والذهنية والأدبية، وبالتالي خلق فجوة بين عنصري المجتمع: الرجل والمرأة.
في الختام يمكننا القول إن اختيار كلمة غزل مبتذلة وتوجيهها للآخر لا تسيء للمتلقي أو تقلل من قيمته بقدر ما تسيء لناطقها وتقلل من قيمته وتضعه في خانة الجهل والرجعية الفكريّة. وبالتالي تعكس البيئة المريضة التي تخرّج منها.
&