تعج قاعات "آرت بازل"، اكبر معرض للفنون المعاصرة في العالم، بالمقتنين الذين جاءوا كلهم يبحثون عن شيء خاص ومتميز، بينهم مستثمرون ماليون يطوفون قاعات المعرض بحثاً عن صفقات مربحة.& افتُتح المعرض للجمهور في 18 حزيران/يونيو ولكن كوكبة من "الشخصيات المهمة" تمكنت قبل الافتتاح العام بيومين من القاء نظرة خاصة على تشكيلة واسعة من الأعمال الفنية لكبار رسامي القرن العشرين من امثال بيكاسو وكولدر ووارهول الى جانب أحدث النتاجات الفنية اليوم.&
ويستقطب المعرض الذي شاهده العام الماضي نحو 100 الف زائر من انحاء العالم ممثلي المتحاف كبيرها وصغيرها ومقتني أعمال كبيرة وجمهرة متزايدة من المشترين التجاريين الذين يبحثون عن استثمار مربح.& وقال يورغ تسيلتنر مدير قسم إدارة الثروات والأرصدة في بنك يو بي أس السويسري ان هؤلاء المستثمرين يبحثون في الفن "عن قيمة صلبة في عالم اسعار الفائدة فيه ضعيفة جدا".&واشار بيتر ديلون رئيس قسم رعاية الفن في بنك يو بي أس الذي يدعم المعرض منذ سنوات وله 30 الف عمل باسمه "ان التربية الفنية مهمة جدا بالنسبة لنا"& مضيفا ان البنك يهدف الى تثقيف موظفيه بقيمة الفن وبسوق الفن.& ولكن هذه النظرة التجارية الى الفن المعروض في آرت بازل استنزلت على اصحابها انتقادات لاذعة.&وقالت الفنانة البريطانية المعروفة تريسي امين ان هؤلاء "يتسوقون... انها تجارة رائجة على مستويات قصوى".&واضافت انها لا تحب الأشخاص الذين يشترون الفن للمتاجرة به. وابدى مدير المعرض مارك سبيغلر ايضا اعتراضه على شراء الأعمال الفنية لا لغرض سوى تحقيق مردود مالي منها لاحقا. وقال سبيغلر لوكالة فرانس برس "ان نصيحتي لمن يريدون الاستثمار في سوق الفن ان يشتروا اعمالا تعجبهم لأنهم بهذه الطريقة حتى إذا فقد العمل قيمته يكون لديهم عمل يعجبهم".& ولكن هناك الى جانب الاعجاب ارباحا كبيرة يمكن ان تُجنى في قطاع يشهد أسعار الأعمال الفنية في المزادات تصل ارقاما فلكية. وعلى سبيل المثال ان لوحة بيكاسو "سيدات الجزائر" التكعيبية سجلت رقما قياسيا ببيعها مقابل 179 مليون دولار في مزاد دار سوذبي في لندن في ايار الماضي ، وهو سعر يزيد ست مرات على سعرها عام 1997.&

كما يزهو معرض "آرت بازل" هذا العام بعدد من الأعمال الفنية ذات الأسعار المرتفعة بينها لوحة للفنان مارك روتكو معروضة بسعر 50 مليون دولار.&وقال مدير آرت بازل ان القيمة الاجمالية للأعمال المعروضة تبلغ نحو ملياري دولار "فقط"، هي نسبة ضئيلة من قيمة سوق الفن العالمية التي تُقدر بنحو 51 مليار دولار سنويا.& ولكن المعرض يعتبر أهم حدث فني بالنسبة للغاليريات والمتاحف الفنية.& ونقل موقع لوكال الاخباري الالماني عن بونا كولونا مونتاغو مديرة غاليري سكارستيدت في لندن "ان المبيعات قوية للغاية" مشيرة الى بيع لوحة انجزها الفنان كيث هيرنغ في عام 1948 مقابل نحو 5 ملايين دولار.& ولكنها اكدت انها ترفض بيع الأعمال الفنية الى أشخاص لا هم لهم سوى الربح السريع. وقالت "نحن لا نريد ان نرى العمل معروضا للبيع في مزادات بعد ستة اشهر".&ولكن آرت بازل ليس مفتوحا لأصحاب الملايين وحدهم.& وقالت الالمانية سوزانة ميلبيرغ انها اشترت عملا فنيا صغيرا لمجموعتها الخاصة مؤكدة ان بالامكان العثور على أعمال فنية بأسعار معقولة ايضا.&
وللزوار الراغبين في قضاء وقت ممتع بالمشاهدة وليس الشراء هناك قاعة مساحتها 125 الف متر مربع مخصصة لمجموعة "غير محدودة" تضم 74 عملا كبيرا ليست للبيع بينها اعمال مدهشة حقا.& ومن بين هذه تركيب الفنان الالماني يوليوس فون بسمارك الذي يظهر فيه جالسا ومستلقيا ومحدقا في هاتفه الخلوي طيلة ساعات داخل كرة كونكريتية دوارة فيما تنساب لحيته مع الريح. وبجانبه عمل الفنان الصيني المعارض أي ويوي وهو برج قوامه 760 دراجة هوائية مرصوفة افقيا.&ولعل عمل الفنان الفرنسي ذي الأصل الجزائري قادر عطية أقوى الأعمال المعروضة في هذه القاعة، وهو 16 خزانة عرض فارغة تتناثر حولها قطع من الطوب والحجارة والزجاج المهشم بعنوان "الربيع العربي".&&
&&
&