حَلُمْتُ بالخَرِيفِ
.. عَبْرَ غَسَقِ النَّافِذَة
حَلُمْتُ بكِ
.. وَسْطَ حَشْدٍ يترنحُ صَاخِبًا

كصَقْرٍ يتأهبُ
.. للانقضاضِ على فريستِهِ
كان قلبي المضطربُ
.. يتوسَّدُ دفءَ رُسْغِكِ الخَافِق

لكن الزَّمنَ
.. صارَ في انقضائِهِ
&& شيخًا أصمًّا

بينما الفَجرُ في وهنٍ
.. يُفضِّضُ أُطُرَ النَّوافذ
احتقنتْ أوداجُه في الحَديقة
.. فنثرَ على الزَّجاجِ
&& دموعَهُ السِّبْتَمبِريَّةَ الدَّامِية

لكن الزَّمنَ
.. صارَ في انقضائِهِ
&& شيخًا أصمًّا

أرائكُ راحتِنا
.. تفسَّخَ دِمَقْسُها كهشيشِ الثلجِ
وبغتةً صرتِ يا حبيبتي
.. تمثالًا أبكمَ
وصارَ هديرُ ضحكتِكِ
.. رمادًا خامِدًا
وإذ بالحلمِ يضمحلُ
.. كأصداءٍ شاحبةٍ
&& لجرسٍ وحيدٍ يُحتضر

صحوتُ
.. فانتبهتْ كآبتي
&& مِن غفوتِها

كان الفَجرُ
.. قاتِمًا كالخَريف
والرِّيحُ العَابِسَةُ تطاردُ
.. بإصرارٍ أشجارَ البِتولا
الراكضةَ في الأُفُقِ
.. كمطرٍ مِن الهَشيمِ
&& يتعقَّبُ عربةَ القشّ

* القصيدة في أصلِها الروسيّ بعنوان "حلم"، وهذي الترجمةُ الهزيلةُ لم تكترث لعجيجِ الحَرفِ بقدر ما أصَاختْ لحفيفِ الرُّوح وتأوهِها الهَامِس؛ فأرجو ألَّا تُزعجَ هذي الخيانةُ الوفيَّةُ مولانا "باسترناك" في قبره بـ "بيرديلكينو"؛ فتصرفَهُ عن التفرُّسِ في وجهِ العَدمِ الرَّزين، وعن مداعبةِ غيومٍ نبيذيَّةٍ يكتظُ بها كفنُهُ المهترئ!
&