&

حين تراودك فكرة ما من المفترض أن تكون إبداعية، تَحْذَر ممن قد يصدر حكماً على نواة الفكرة، فتستدرك بالقول: «مجرد رأي»؛ تلصق بها صفة جديدة، قناعًا يحميها، فرضيةً تحصّنها.
فجأة تتنبّه إلى أن الآخر ووجوده في حياتك قد يكونا العنصر الأبرز في تلك الفكرة، وبُعدكما هو خط الطول وخط العرض اللذان يتحكمان بها. عندها تصبح ابتسامة متوقعة فكرة مفتوحة على احتمالات كثيرة، غضب تحاول تخيّله فكرة تحتاج الآلاف من نواة الأفكار لوصفها.
تخيَّل حينها أن تطلّ بنافذة ما على تلك الفكرة، لتتفتّت أجزاؤها في رأسك، فتحاول أن تلملمها وترسم لها صورة تعكسها بكليتها. تشعر بعمق أثرها على يومياتك، على أحلامك وخيباتك، على تصرفاتك اللامحسوبة عندما تداهمك استنتاجات أو أحاسيس طارئة ولدت من رحمها. إلى حدّ أنك وفي محاولة لإقصائها عن الدوران في رأسك، تقذفها للآخر دون أن تفكر في عواقب ما قلته.
تُسقِط ورقة التوت عن الفكرة.. لتتراقص لا بل تطير بك فرحاً كأم فخورة بمولودها البكر، وتكسر جناحيها فترميك من جديد في حضن الحياة ومطباتها؛ وكأنها في استراحة منك، تستجمع قواها المنهكة لتستعيد قدرتها على التحليق.
تفكر، ربما قد تسترجعها في شريط البال على الأقل، تحضنها، ترمقها بنظرة حنونة، أو تمرر ناظريك سريعاً عليها مستطلعاً خصوصياتها التي تعزّز جماليتها. أو ربما تسلم عليها سلاماً عابرًا يحكي حكاية ألف عبور في يومياتكما معاً عندما كانت مجرد فكرة.
قبل أن تصبح واقعاً...