لندن: تم عرض فلم فلسطيني بعنوان (النشيد الديني من الأحجار) فى قاعة موزاييك رووم بلندن تحت رعاية بلدية لندن ومؤسسات المجتمع المدني. فلم بطول 110 دقيقة وتم إخراجه فى بلجيكا ويتم عرضه بقاعات لندن اليوم.
مخرج الفلم هو ميشيل خليفه فلسطيني الأصل بلجيكى الجنسية، وهو الذى تحدث عن الفلم قبل عرضه. فقد شرح ميشيل أهمية الفلم وتفاعل المجتمع معه عند عرضه فى مختلف دول العالم كبلجيكا وأمريكا. والفلم يحكي قصة عشاق النجوم عبر بطلي الفلم العاشقين بشرى ومكرم في قصة للمقاومة الفلسطينية والإحتلال الإسرائيلى الذى "لازال مستمرا حتى يومنا هذا” كما عبّر ميشيل.
تم عرض الفلم بحضور كثيف متفاعل فى القاعة وهو يصور العاشقين: بشرى ومكرم فى فلسطين والذين عانا بألم ومحنة من الإعتقال فى السجون الإسرائيلية، مما جعل بشرى تهاجر للولايات المتحدة بمجرد خروجها من السجن لعدم قدرتها على التحمل. من جانب آخر كان الحزن يظهر على وجه مكرم وهو يسرد قصته في السجن مع السجناء الفلسطينيين في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي. مكرم يجتمع مرة أخرى مع حبيبته بشرى بعد سنوات طويلة عند عودتها الى القدس في ذروة الانتفاضة الأولى ورؤيتها الأحجار من الأولاد تعبيرا عن المحنة والإنتفاضة تعبيرا عن معاناتهم وهي تلوم نفسها لماذا تركت البلد وهاجرت باحثة عن السراب في أمريكا فتعود إلى القدس لرؤية عشيقها وتكتشف روحها ونفسها وتاريخها وجذورها وتعتبر نفسها مخطئة في ترك فلسطين وهجرتها للولايات المتحدة بينما الآخرون صامدون على الأرض مقاومون فى انتفاضة الحجارة وبأولاد صغار لا يأبهون بالإحتلال وأدواته ويمارسون المقاومة بشكل يومي تعبيرا عن الرفض.
بشرى تفاجأت عند عودتها للقدس بمعاناة الفلسطينيين الكبيرة والدائمة من الفقر والتمييز والسجون وهى ترى التحدى حتى فى عيون الصغار وثقافة المقاومة المستمرة
تحدثت بشرى مع عشيقها مكرم عن الهجرة ومعاناتها بعيدا عن الوطن والأصدقاء في سراب ركضت بشرى وراءه حيث لم تجده كما حلمت به طويلا قبل سفرها. تحدث مكرم عن أخذه بالقوة من الجامعة إلى السجن حيث وضعوه فى سجن انفرادى مع تعذيب جسدى ومعنوى كبيرين وتهديدات باعتقال ارحامه لاسيما النساء منهم وتعذيبهم.
حدثته بشرى عن ما عبرت عنه "الأساطير الدينية" وقصص المعاناة والتعذيب للحصول على الأجر والثواب فى يوم موعود، بينما هى تريد حقيقية فى الأرض الآن، وليس وعدا بعيدا فى الآخرة. لأنها ببساطة تريد العدالة على أرض الواقع حيث المعاناة كبيرة والمأساة فادحة.
تأتى يوما بشرى إلى مدرستها لترى المدرسة معطلة بدون أساتذة وذلك بسبب حجارة لأحد الأولاد مما جعل الجيش الإسرائيلي يطوق المدرسة والمنطقة ويمنع التعليم فى اليوم كله وهو يفتش الأولاد الصغار بحثا عن الحجارة وصاحبها وهكذا كان التعليم أسيرا للجيش وتصرفاته. تتنقل بشرى فى فلسطين لترى أبعاد المأساة خصوصا فى نابلس وقطاع غزة حتى المستشفيات والسجون تكتظ بهم وتحكى معاناتهم.
إنها قصة فلسطين والإنتفاضة كما قالت بشرى مختصرة الحكاية كلها.
&