ضمن "سلسلة شهادات سورية"، صدر حديثاً عن دار "بيت المواطن" كتاب بعنوان: (انسَ دمشق) للكاتب السوري عمر يوسف سليمان، وقد تضمن عشرين نصاً سرديَّاً وقع في مئة صفحة من القطع المتوسط.
تمزج النصوص بين شهادات على مظاهرات وأحداث عاشها الكاتب، وبين اليوميات الشخصية في سوريا والمنفى، من أول مظاهرة في دمشق عام 2011 حتى خروجه من سوريا ولجوئه إلى فرنسا في مارس 2012، وذلك بأسلوب توثيقي يسرد مفارقات الحرب وكيف كانت تُنظم المظاهرات في سوريا بظل النظام القمعي، حيث كل شيء في المنفى يذكِّر بالطفولة والثورة والحرب والبلاد التي أصبحت محكومة بديكتاتورية البعث أو الديكتاتورية الإسلاموية، راصداً تحولات الثورة من سلمية إلى مسلحة.

من أجواء الكتاب:
(نهاراً كنت أمشي في الحي، فور اجتيازي لإحدى الطرق الضيقة استدرت يساراً؛ فوجدتُ أمامي سيارتين باللون الأسود تتوسطهما مدرعة (بي تي إر)، كانت تسيرُ كسلحفاة، لم أعد أستطيع التراجع والهرب فهذا يُثبت عليَّ تهمة ما، كما لا أستطيع أن أتابع طريقي لأنهم قد يطلقون النار أو يتم اعتقالي، وإذا بقيتُ مكاني سأثيرُ شكوكَهم، كنتُ في فخ، والشارع فارغ، كل خطوة، كل حركة قد تكون سبباً للموت أو للحياة، شيءٌ ما ليس نابعاً من وعيي بالتأكيد دفعني إلى أن أمشيَ بشكل مستقيم دون أن ألتفت، وعندما أصبحتُ بمحاذاة المدرعة لم أتمالك نفسي من النظر، لا يظهر من النوافذِ المغلقةِ سوى فوهات بنادق شديدة الصِّغر، كانت تحدق بي كعيون حيوانات مفترسة في الظلام، تجمَّدَ الوقت، سوف أعيش إلى الأبد إن لم يطلقوا النار...).
عمر يوسف سليمان شاعر وصحفي سوري، من مواليد سوريا 1987، صدرت له عدة دواوين شعرية، (ترانيم الفصول) 2006، (أغمضُ عينيَّ وأمشي)، 2010، (لا ينبغي أن يموتوا) 2013، و(الموت لا يُغوي السكارى) بالعربية والفرنسية 2014.
يُذكر أن دار "بيت المواطن" تابعة للـ (الرابطة السورية للمواطنة)، وهي تُعنى بنشرِ ثقافة المواطنة وحفظ الذاكرة السورية الجمعية.

&