تعال .. تعال حدثني عن العيد وأحضر معك ثوباً يخفي آثار سيجارته السوداء وخنادقها المبعثرة على جسدي الصغير..
تعال واحمل معك لعبة تذكّرني بطفولتي التي حجبتها لحيته الغليظة.. كنت أحاول أن أفتح نافذة منها على الحياة ولكنها خريطة معقدة تمتد من الشام إلى العراق...
تعال ... بت أخاف الصلاة.
فهو حين يصلي أحبو نحوه على جنبي الأخف إيلاماً وأنا أدفع الجنزير الطويل الذي كبلني به وأجلس على طرف سجادته وأصرخ "يا جبار"...
&تعال ... وأحضر العيد معك... فصديقاتي الجثث لا أستطيع إيقاظهن ... أكلمهن .. أهزهن ... وأحياناً أطعمهن لقمتي الوحيدة ولا يصحون...
حدثني عن حلوى العيد ولكن لا تحملها معك فقد اعتدت أن أشبع من مجرد رسمها على الأرض... هنا تعلَّمت أنّ الخيال أشهى من الواقع...
تعال ولا تتأخر كي نلوّن رسومي معاً ... أحضر ألوانك المفضلة وأنا أحضر لك الأحمر..

&