من لندن: أقيمت ندوة ثقافية لثلاث كتاب من سوريا والعراق وكردستان في رواياتهم التي كتبوها عن بلدانهم ومناطقهم لنقل الواقع من الداخل الذي عايشوه وعاصروه لنقل الحقيقة للخارج&
في مركز "الكلمة الحرة" بلندن وتحت رعاية بلدية لندن ومؤسسة القلم الإنكليزية ومؤسسات أخرى للمجتمع المدني، أقيمت ندوة مميزة تحدث فيها ثلاثة كتاب من الشرق الأوسط وفيها مناقشة حدود حرية التعبير في المنطقة وخارجها.

تحدثت أولاً سمر يزبك الكاتبة والإعلامية السورية عن الوضع في سوريا ومحنة الشعب السوري من نظام دموي تلطخت أياديه بدماء الشعب السوري بلا رحمة أو إنسانية. شرحت بداية المظاهرات السلمية ضد النظام بمطالب مدنية حضارية لكن النظام تعامل معها بشكل إجرامي ومن ورائه نظام الملالي الإيراني وميليشياته لقتل الشعب السوري وإبادته. لقد اضطرت سمر للخروج عن البلاد آملة بسقوطه قريبا لكنها رجعت في عام 2012 لتجد الأرض ملطخة بالدماء والدمار والشعب بين القتل والسجون والتهجير. رأت يعينيها البراميل المتفجرة التى تنزل على الأبرياء والناس وتقتل بشكل جماعي كما رأت مآسي المهجرين الملايين بلا سكن ولا مأوى. والأدهى ظهور التيارات المتشددة التي حرفت الثورة عن مسارها لاسيما "داعش" الإرهابي الذي لا يرحم الأطفال ولا الشيوخ ولا العجائز، ويقوم بأسر النساء وبيعهن كإماء فى أسوأ تخلف ومعاناة تتحملها النساء، أو "النصرة" التي قتلت النساء فى الساحات العامة. بينا كانت النساء يقدن الثورة في بداياتها، أصبحن بين سندانة إغتصاب النظام السوري الأسدي، وبين مطرقة استعبادهن وبيعهن إماء في سوق النخاسة عند "داعش" المجرمة. إستنكرت سمر إعلام النظام الكاذب والذي ينقل صورا كاذبة وتعجبت من ترديد الإعلام العالمي لبعض تلك الأكاذيب. بدأت تفكر بكتابة مقالات بأسماء مستعارة لكشف الحقيقة وتعريف العالم بوحشية النظام وجرائم داعش. أعتبرت سمر الطائفية والمذهبية أسوأ سلاح يستعمله النظام لبقائه. ذكرت سمر الحاجة الماسة إلى توثيق الكثير مما يحصل في سوريا لاسيما المآسي والمجازر الكبيرتين والضحايا الكثيرين الذين سقطوا في هذه المحنة المستمرة إلى يومنا هذا ولاتعلم متى يمكن أن تنتهي

أما سنان أنطون وهو العراقي المسيحي الذى آثر الهجرة إلى أمريكا ويقيم حاليا في نيويورك، فقد تكلم عن محنة 2003 حيث الغزو الأمريكي للعراق وهو يقصف بأبشع صورة جبارة مدن العراق وأراضيه، وبحجج واهية منها علاقة النظام بأحداث نيويورك وابن لادن، والحقيقة لاعلاقة له بها لا من قريب ولا من بعيد، وكذلك أسلحة الدمار الشامل التى لازالت تبحث عنها الولايات المتحدة ولم تجد منها أثراً. إعتبر سنان الطائفية المقيتة أسوأ خيار جاء به الإحتلال حيث فقدت المواطنة والهوية والوطن وبات المرء يصنّف على أساس طائفى وهو غريب عن الحالة العراقية ومستهجن قبل الإحتلال لكنه فرض وجاء معه الفاسدون غير المؤهلين لنهب البلاد والعباد. وذكر مثالا جميلا أن الحزب الشيوعى رشح شخصا شيعيا وهو حميد مجيد موسى ليكون فى مجلس الحكم الذى أسسه الحاكم الأمريكي بول بريمر، كون حميد موسى شيعيا، ولازال موسى يحكم الحزب منذ ثلاثة عقود مع أن الحزب الشيوعى ينبغى أن يرتفع عن الطائفية الدينية ويجدد فى قيادته الشبابية. إن صداما كان دكتاتورا ولكنه لم يكن يوما طائفيا وكان هناك بلد اسمه العراق له مؤسسات منها مؤسسة الجيش التى حلّها بريمر بينما اليوم ميليشيات تحكم وتدمر وتقتل. وتساءل لماذا لم يأت الأمريكان بالكفاءات الديمقراطية والوطنية بدلا من الأحزاب الطائفية؟؟ لقد استهجن أيضا ما يدّعى من "تحرير العراق" وتحقيق "الديمقراطية" وتساءل أي ديمقراطية تحققت؟؟ حيث بات العراق من الدول المتخلفة والمنهوبة بأسوأ ما يمكن تصوره من الفساد والخراب للبلد. كما انتقد المعايير المزدوجة للغرب حيث يدعم الغرب الحكام الدكتاتوريين كصدام حسين ثم يسعى لتغييرهم فى مرحلة أخرى بينما يرى الشعب العراقى صدام حسين دكتاتورا منذ البداية وليس بعد غزو الكويت كما يراه الغرب

السيدة شومان هردي وهي شاعرة كردية أجبرت على الفرار من العراق إلى بريطانيا التى عاشتها أكثر من 17 عاما بسبب دكتاتورية النظام الصدامي ومجازره فقد تحدثت عن جرائم النظام الصدامي على الأكراد خصوصا فى الإبادات الجماعية في الأنفال وحلبجة التى راح ضحيتها آلاف مؤلفة بأسلحة كيمياوية وإبادات جماعية ومقابر كبيرة … جرائم يندى لها جبين الإنسانية ولكن العالم كان يتفرج أيام الثمانينات عندما قصف صدام مدينة حلبجة بالأسلحة الكيمياوية وسقط الآلاف ودفنوا فى مقابر جماعية آنذاك. تحدثت أيضا شومان أن الشعر قاصر عن التعبير عن كل تلك الجرائم بوحشيتها وتفاصيلها حيث يضطر إلى استعمال الكناية والإستعارة والإشارة والإيحاء في الكثير من الأحيان. كما تحدثت عن خطأ الإعلام الغربي فى تصوير الأكراد حيث يصفنهم أحيانا فى قسم العرب وهم قومية أخرى "الكردية" بلغة أخرى "الكردية"لهم خصوصياتهم وثقافاتهم وتاريخهم ... ويعيشون فى بلدان متعددة كالعراق وإيران وسوريا وتركيا وهم يكافحون فى تحصيل حقوقهم المشروعة حيث أنهم أقليات فى تلك
&