يرى الكاتب سلمان رشدي انه لو نُشرت روايته "الآيات الشيطانية" اليوم لما دافع عنه الأدباء الذين احتجوا على تكريم مجلة شارلي ايبدو الفرنسية الساخرة بجائزة "شجاعة حرية التعبير" من الفرع الاميركي لمنظمة القلم العالمية. وقال الروائي البريطاني ذو الأصل الهندي في مقابلة مع مجلة لكسبريس الفرنسية "يبدو اننا تعلمنا الدروس الخطأ" من واقعة الآيات الشيطانية التي اصدر الزعيم الايراني الراحل الخميني فتوى بقتل كاتبها في عام 1989. واضاف "اننا بدلا من ان ندرك ضرورة التصدي لهذه الاعتداءات على حرية التعبير رأينا من الضروري تهدئتها بالمساومة والشجب".
وكان أكثر من 200 كاتب وقعوا مذكرة احتجاج على منح مجلة شارلي ايبدو جائزة "شجاعة حرية التعبير" في ايار/مايو الماضي قائلين ان قرار تكريم المجلة بالجائزة يضفي قيمة فنية على "مادة تؤجج مشاعر العداء للاسلام والعرب السائدة اصلا في العالم الغربي". وقال رشدي ان الخلاف على تكريم المجلة أحدث "انقسامات عميقة" في عالم الأدب. واكد انه ما كان ليتخيل "ان يتخذ مثل هذا الموقف" ضد تكريم المجلة كتّاب مثل مايكل اونداتجي وبيتر كيري وجونوت دياز. وكشف رشدي انه بعث برسالة حول ذلك الى الكاتب الاميركي ذي الأصل النيجيري تيجو كول ، الذي كان من ابرز المحتجين على تكريم مجلة شارلي ايبدو.
وقال رشدي ان كول "رد برسالة غريبة كلها ادعاءات باطلة" أكد فيها انه ما كان ليتخذ هذا الموقف قط من "الآيات الشيطانية" لأن الأمر في حالة رشدي كان يتعلق بتهمة الكفر في حين انه في حالة شارلي ايبدو يتعلق "بعنصرية المجلة المزعومة ضد الأقلية المسلمة" ، بحسب تعبير رشدي. وأعلن رشدي في حديث لمجلة لكسبريس انه يختلف مع موقف كول مشيرا الى ان الأشخاص الاثني عشر الذين قُتلوا في مكاتب شارلي ايبدو قُتلوا لأن كلماتهم عُدت كفرا وبالتالي فان "القضية واحدة تماماً". وقال رشدي "شعرتُ منذ ذلك الحين بأنه لو وقعت الاعتداءات على الآيات الشيطانية اليوم لما دافع عني هؤلاء الأشخاص ، ولكانوا استخدموا المحاجَّات نفسها ضدي لاتهامي بإهانة أقلية إثنية وثقافية". واعرب رشدي في حديثه للمجلة الفرنسية عن نظرة متشائمة قائلا "نحن نعيش في أحلك فترة عرفتها في حياتي" واصفاً صعود تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" بأنه "ذو أهمية هائلة لمستقبل العالم". وتساءل رشدي "لماذا لا نستطيع ان نناقش الاسلام؟" مضيفاً "ان من الممكن احترام الأفراد وحمايتهم من اللاتسامح وفي الوقت نفسه التشكيك بأفكارهم بل وحتى نقدها بكل شدة".
&