عثرت خبيرة فنية على لوحة تصل قيمتها الى مليون جنيه استرليني كانت تُستخدم لتعليق الملاحظات والأوراق عليها في مطبخ شقة في لندن. واتضح ان "عربي بلباس أسود" لوحة رسمتها عام 1939 ايرما شتيرن التي تعتبر من أكبر فناني جنوب افريقيا ، وانها بيعت ذات يوم لتمويل الدفاع عن الزعيم الجنوب افريقي الراحل نلسون مانديلا. وتعرَّفت على اللوحة الخبيرة بالفن الجنوب افريقي في دار بونهام للمزاد حنة اوليري خلال زيارة للشقة. قالت اوليري انها رأت هذه التحفة الفنية معلقة في المطبخ حيث كانت تغطيها الرسائل والبطاقات البريدية والفواتير. واضافت "انها كانت لقية مثيرة للغاية حتى قبل ان أعلم بأهميتها السياسية".
توفيت الفنانة شتيرن عام 1966 في دارها في مدينة كايب تاون التي تحولت الى متحف. وتباع لوحاتها الآن بمبالغ ضخمة أكثر فأكثر في سوق الفن. وحققت احدى لوحاتها التي تصور مشهدا من زنجبار سعرا قياسيا في دار بونهام حين بيعت مقابل 3.1 مليون جنيه استرليني عام 2011. وفي اواخر الخمسينات تنازلت المقتنية بيتي سوزمان عن اللوحة لبيعها في سوق خيرية واستخدام ريعها من أجل الدفاع عن مانديلا وناشطين آخرين في المؤتمر الوطني الأفريقي بينهم اوليفر تامبو ووالتر سيسولو الذين حاكمهم النظام العنصري بتهمة الخيانة وكانوا يواجهون حكم الاعدام. وبعد مرافعات استمرت خمس سنوات اُسقطت القضية في عام 1961. ولكن أُعيد اعتقال مانديلا في عام 1964 وحُكم عليه بالسجن المؤبد. وفي النهاية أُفرج عنه عام 1990 ليصبح رئيس جنوب افريقيا.
ونقلت صحيفة الغارديان عن جايلز بابيات مدير قسم الفن الجنوب افريقي في دار بونهام ان اللوحة التي عُثر عليها في المطبخ "قامت بدور كبير في تمويل الدفاع عن مانديلا". ويعتبر الاطار الثقيل والمزخرف الذي حافظ على اللوحة في حالة جيدة خلال سنوات استخدامها لوحة لإلصاق الرسائل والملاحظات والفواتير منتوجاً نادراً وثميناً بحد ذاته لأنه مصنوع من خشب متين ونادر في زنجبار حيث مُنع الآن تصديره. وهاجرت عائلة مالك اللوحة الى بريطانيا في السبعينات ناقلة معها العمل الفني دون ان تدرك قيمته. وقال بابيات مدير قسم الفن الجنوب افريقي في دار بونهام ان "الصدمة" والدهشة" هما الكلمتان المناسبتان لوصف شعور مالكي اللوحة الحاليين عندما علموا بقيمتها. وستُعرض لوحة "عربي بلباس أسود" للبيع في مزاد دار بونهام للفن الجنوب افريقي في لندن في 9 ايلول/يوليو.
&