&&
كلُّ اللذين غادروا
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&& تاهوا
كلُّ اللذين ظلّوا
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&& ضاعوا
كلّ اللذين فاتتهم اللحظة
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&& ندموا
عجولين في الوصول
عجولين في الهروب
عجولين في الخلاص
والساعاتُ المتقدِّمةُ وحدها
&&&&& دوماً أماماً في دائرة
لا تأبه.... لا تلتفت
يُسابق فيها الزمن عجلتهم
ككلّ اللذين
غادروا
ظلّوا
ندموا
عجولاً
قبل قدوم الموت
أترنحُ في قفطان الخيال
باحثاً عن صدىً ينقذني
عن بابٍ في الدائرة يُهرِّبُني
عن نفسي
إن بقيتْ هي هي
مُدركاً أنّهُ
عجولاً كنتُ أو صبوراً
فإن للموتِ دقتهُ
لكن
هو الخوف سيّدُ النجاة
عجولاً
جالساً إلى منفضة البياض
أسكبُ فيها حبر الروح
جالساٍ راقصاً على كرسيٍّ دائخ
ألتقطُ ذبذبة الموسيقى جنازةً
أُهدأُ من قرقعةِ جُزيئات الهواء
&&&&&&&& فيما تبقى من الصدى.
عجولاً جداً
أُشطِّرُ تفاحة اللحظة القادمة
طرداً لإحياءِ شيءٍ ما
أو بقاءٍ لسكرةٍ ما
عجولاً أقودُ كحوذيٍّ، النسيان
لحبٍّ مهيءٍ للنحر
للأمكنة
للأسماء
للعناوين
لعتبةِ بابي،
تتذكرني كلّها فأهرب
تلمحني كلُّها فأصرخ
لا عزاء في الخراب بعد الآن.
عجولاً
في لعقِ اللحظةِ الساقطةِ من قمرٍ أحمر، بعمرٍ كعمرهِ ناقص،
عجولاً
في بتر الأصابع
مُضياً على عقبٍّ كعقب أخيل.
خيبة تُظلّلها أخرى
حزن يهتفُ لآخر
لا مساحة كافية
لا طرق صالحة
كلّ اللذين
غادروا
ظلوا
ندموا
ظلّي.
عجولاً
أتفقدُ ما ينقصني،
ينقصني
أزميل رعشٍ يدكُّ قحف فكري
ينقصني
ذاك التعب يتلاعب بي ريشةً
ينقصني
أن أحفر الصمت
و أُحاكي الجدران
وأُخرِّج من الأحرف، أجنةَ خلقٍّ،
وأزج في البياض بين الأسطر
&&&&&&&& بكارةً لأنثى خلقتني ناقصاً،
ينقصني
أن امتحن الحبّ حرماناً في رواية
ينقصني كلُّ شيء
أو شيئاً ما لا أعرفهُ.
ويبقى الزائد في الكفة الأخرى من ميزان العجلة
يزن ما ينقصني،
الزائد متاهة
والنقصان بحث
كلُّ ما يزيدني يجعلني أجهلُ نفسي
وكلُّ ما ينقصني يجعلني أُعيد تعريف نفسي
&رغم أنني لم أكن في الوقت لحظة
كانت الحياةُ كلّها تلك اللحظة،
لم أكن أعشقُ لأصلْ
كان الحبُّ روحَ الخيال
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&& ليبقى
هي صورُ عقارب الساعة
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&& تحملني
وكلُّ اللذين
غادروا
ظلّوا
ندموا
تركوا لنا الشفق
&&&&&&&&& حمرةً ليقينهم
استفرغتها أمعاءٌ متحاربة
كلّهم
لم يتسنى لهم الصبر أو انتظار الخِيار
هكذا صاروا
دليل الأحرفِ إلى كلماتها
هكذا صاروا
قِبلةّ الأمنية
وجعَ الرحيل
ندمَ الخطيئة حين تُرتكبُ
كلّ اللذين
غادروا
ظلّوا
ندموا
عويلُ السلام في قيدهِ
أسرى الخراب في هذرهِ
قصصٌ تُحكى ثم تنسى
هكذا
&&&&&&&&&&&&&&&& دُفِنوا.