بعد نحو 100 سنة منذ كتب ديفيد هربرت لورنس رواية "عشيق الليدي تشاترلي" و55 عاما على قرار المحكمة ببراءة الطبعة الأولى من الرواية الصادرة عن دار بنغوين من تهمة الفحش وترويج المجون ، من المتوقع ان تُحدث الرواية صدمة جديدة في نسخة اذاعية جديدة من انتاج بي بي سي ولكن هذه المرة إما بسبب كثرة الجنس والكلمات البذيئة أو قلِّتها. وتردد ان العمل الدرامي الذي ستبثه اذاعة بي بي سي في ايلول/سبتمبر المقبل على امتداد 90 دقيقة لن يتضمن اشارات صريحة الى الأعضاء التناسلية التي تسببت في منع النص الكامل للرواية طيلة عقود في بريطانيا وإحالته الى القضاء بتهمة الفحش في عام 1960. وابدت صحيفة الديلي تلغراف استياءها قائلة ان هناك ثلاثة مشاهد جنسية فقط ولاحظت بأسف "ان لغة الكتاب الجنسية كلها ستكون غائبة".&
وعلى النقيض من ذلك اتهمت صحيفة ذي صن النسخة الاذاعية من الرواية بالمبالغة في الجنس "حتى انها تقرب من الاباحية".& ونقلت الصحيفة عن منتجة العمل سيرينا كالين قولها "لا أدري ماذا كان بمقدورنا ان نكشف اكثر مما كشفناه إلا إذا كان من أجل الاباحية". ونقلت صحيفة الغارديان عن جاد ميركوريو الذي كتب النسخة الجديدة من رواية "عشيق الليدي تشاترلي"& وأخرجها اذاعياً قوله ان محاولة صدم الجمهور الحديث باللغة الأصلية للرواية ستكون غير مجدية.& واضاف "ان لورنس اختار نمطاً معيناً من اللغة كان رياديا ولم نشعر بأن استخدام هذه المفردات اليوم سيكون فتحاً جديداً". وأوضح المخرج ان فكرة تقديم الرواية اذاعياً هي "القول بأن هذه قصة حب، بل مثلث حلب للتركيز على عواطف الشخصيات" في اشارة الى الليدي تشاترلي وعشيقها حارس الغابة اوليفر ميلور وزوجها المشلول السير كليفورد تشاترلي.&
كتب لورنس الرواية عام 1927 حين كان مصاباً بالتدرن الرئوي الذي قتله.& وطُبعت نسخة بشكل خاص في عام 1928 أعقبتها في عام 1932 نسخة حُذف منها كل ما كان يُعد بذيئاً وماجناً وقتذاك.
وكانت الطبعة الكاملة الرخيصة ذات الغلاف الورقي التي نشرتها دار بنغوين عام 1960 هي التي أدت الى محاكمتها بموجب قانون المطبوعات الفاحشة.& وقالت دار النشر ان دفاعها الوحيد عن الرواية هو انها عمل أدبي بكل معنى الكلمة ولا يمت بصلة الى الفحش. ومن بين الذين وقفوا الى جانب الرواية إي.& أم. فورستر وسيسل داي لويس وريتشارد هوغارت وريبيكا ويست والأسقف جون روبنسون. وفي عام 1962 نشرت بنغوين طبعة ثانية أهدتها الى "المحلفين الاثني عشر ، ثلاث نساء وتسعة رجال ، الذين اصدروا حكما بالبراءة وبذلك وضعوا آخر رواية كتبها دي. اتش. لورنس في متناول الجمهور لأول مرة في بريطانيا".&
&