سيدني: كان غونتر غراس قبل وفاته بأيام قد إنتهى من كتابته. والكتاب عبارة عن إعادة جمع نصوص في النثر والشعر والرسوم التوضيحية الخاصة بالأديب الألماني.

صدر الإسبوع الماضي في ألمانيا كتاب جديد للأديب الألماني غونتر غراس بعنوان ، (Endlichkait Vonna)، كان إنتهى من كتابته قبل أيام من وفاته، ومرور نحو نصف عام على رحيله. وتحدث الناشر غيرهارد ستيدل بحماس عن رواية الكاتب الحاصل على جائزة نوبل خلال حفل تقديم الكتاب في مدينة غونتغن، في وسط ألمانيا، حسب وكالة الأنباء الألمانية DPA قائلاً "أعتقد أن حدثاً كبيراً قد وقع مرة أخرى".
&وكان غراس وضع اللمسات الأخيرة على كتابه الجديد قبل أن يرحل بأيام، ووضع عنوانه بالألمانية الشرقية العامية، ويمكن ان يترجم إلى "حول المحدودية". ووفقاً لناشر الكتاب أن مؤلف "طبل الصفيح" قدم عبر آخر أعماله الفنية لعبة مثيرة للإعجاب تجمع بين الشعر والنثروالرسوم التوضيحية. والكتاب يقع في 176 صفحة، وهو عبارة عن تجميع لرسائل حب وتأملات ومواقف غيرة وتهكم ولحظات فرح وإشارات إلى التدهور الجسدي والموت ومسألة اللّه. وأما هاينريش ديتيرنغ، رئيس الأكاديمية الألماني، فقد قال خلال حفل تقديم الكتاب "أنه عمل مثير للمشاعر ينقلنا إلى أحلى الأوقات". وأطقلت دار النشر "ستيدال" أول دفعة مطبوعة من الكتاب بلغ عددها 50.000 ألف نسخة وهي متوفرة في أسواق الكتب منذ الإسبوع الماضي. ومع ظهور الكتاب الجديد لغراس سيكتشف القارئ مرة أخرى سبب إعجابه بالأديب الألماني، وسيكون على بينة من الجوانب الضعيف في شخصيته.
ويعرف الجميع أن غراس منح كل حبه لهذا الكتاب، والذي يمكن إعتباره كعمل توديعي، ضمّنه دراساتٍ وأشعار ورسومات أصلية مختلفة، بالإضافة إلى إختياره للمواد القطنية التي غطّت غلافه، ولون الكتابة.
وغونتر غراس في كتابه (Endlichkait Vonna) يطلق العنان للكآبة التي لوّثت خريف حياته، ويستحضر أصدقائه الموتى، ويتحدث عن الشيخوخة ووجود البشرية، ويمر بلحظات مفعمة بالغيرة، ويستعيد منتشياً اللحظات التي عاش فيها سعيداً.
وغراس الذي لم يتردد في الإنضمام سياسياً إلى الحزب الديمقراطي الإجتماعي، ضمّ كتابه أيضاً بعض النصوص حول وضع ألمانيا الراهن، كقصيدة قصيرة أهداها إلى مستشارة بلاده أنجيلا ميركل والتي تحمل عنوان "ماما".
ويسخر الكاتب من نفسه أيضاً، حيث يشير إلى الصعوبات التي يواجهها أثناء تناوله الأطعمة الصلبة، وكذلك إلى طقم الأسنان الموجود على الطاولة في كوبٍ من الماء. وفي نصٍ آخر، يتناول مرحلة الشيخوخة، والتحضير لموته، واصفاً التابوتين اللذين طلب من أحد النجارين تحضيرهما، له ولزوجته.
ويضمّ الكتاب بين طيّاته أيضاً قصائد عن الوضع السياسي الراهن في ألمانيا، مثل قصيدة "سينوفوبيا – كره الأجانب".
كان غونتر غراس واحداً من أبرز الشخصيات في التأريخ المعاصر، سواء من حيث دوره الحاسم في إنتشار الأدب الألماني عالمياً بعد الحرب، أو من حيث إلتزامه السياسي الحازم وخلافاته العديدة، بما في ذلك مشاركته، في سن المراهقة، في الحرب العالمية الثانية كمساعد في سلاح الطيران الألماني.
غراس الذي ولد في 16 أكتوبر/ تشرين الأول 1927 في مدينة غدانسك البولندية الحالية، إنطلقت شهرته عالمياً في عام 1959 إثر صدور روايته "طبل الصفيح"، الجزء الأول من الثلاثية التي ضمّت أيضاً "القط والفار" 1961، و"سنوات الكلاب" 1963.
على مدى أكثر من نصف قرن من المسيرة الأدبية، ترك غراس العديد من الأعمال التي شملت مختلف الأجناس الأدبية، كالمسرح والشعر والباليه والدراسات والروايات، إلى جانب المنحوتات والرسوم واللوحات.
&وتوفي غونتر غراس في 13 نيسان/ أبريل الماضي عن عمر يناهز 87 عاماً بسبب إصابته بإلتهاب.
&