صدرت عن دار امل الجديدة في دمشق اوائل هذا الشهر / سبتمبر المجموعة الشعرية& المعنونة " حبُّ امتناعٍ لامتناع " للشاعر العراقيّ جواد غلوم& ، وهذه هي المجموعة الثالثة بعد مجموعتيه " حكاية الميمك الحزين " عن الدار العربية للعلوم / ناشرون و " حبال لأرجوحة متعبة " عن دار الغاوون في بيروت
تتضمن المجموعة ثلاثين قصيدة تنوعت بأشكالها الشعرية بين القصيدة الحديثة وقصائد التفعيلة والعمود الشعري وبمضامين مختلفة تمثّلت اغلبها في هموم ومعاناة الانسان العراقيّ بمختلف شرائحه ؛ مثقفا وغير مثقف وهو يعيش أوضاعا غريبة الاطوار في بلاده التي انهكتها الحروب والنزاعات& والمصير المحزن والحال البائس لبغداد الان والتي تتبين بوضوح في القصائد ( بيتي النائي عن قفار بغداد ) و ( أسأل سيدتي ولا تجيب ) و ( تائهٌ في مدينةٍ مفخخة ) ، كما لاتخلو المجموعة الشعرية من شعر ذي منحىً وجداني موغل في النفس الانسانية كما يتجلى ذلك في القصائد : يدُها التي لوّحت بالوداع ، حبّ امتناعٍ لامتناع ،& C V& لجسد متعب يبحث عن وظيفة ، منمنماتٌ من فستان عاشقة ، أنا وصديقتي الريح المتلوّنة الوجوه وقصائد اخرى
كما حفلت المجموعة بانتقاءات من& شعر الومضة وقصار المقاطع الشعرية التي تقترب كثيرا من الهايكو وقد توضحت في النصوص الشعرية المعنونة : ومضات في الصداقة ، وقصيدة& " مضائق "
ولم يخفِ الشاعر الحال والمآل وحالة الانحدار التي أحلّت بجسد الشعر في وطن كالعراق كان كشّافا وضاءً في مسالكه ودليلا وبصيرة للشعر العربي عامة وكيف أضحى بعض الشعراء يتشبهون برعاة السياسة& بين مهادن ومعارض في الوسط الثقافي وقد تجلى ذلك بوضوح في قصيدتين بارزتين هما : " شاعرٌ من هذا الزمان " و " احتفاء جرذ في مطبخ اللحمة الوطنية " و " في صالة تجميل القصيدة "
تنوعّت مضامين القصائد وموضوعاتها بتنوّع أشكال الكتابة الشعرية لدى الشاعر وفقا للحالة والتجربة الشعرية التي عاشها الشاعر في بلاد تتأرجح بين الميل والوقوع وقد انعكست هذه الوضعية المربكة في مجموعته بوضوح وديمقراطية عرجاء سقيمة لاتستطيع القيام على قدميها بثبات
&هذا وقد صمم غلاف المجموعة الفنان عمار كردية&
&