ترجمها نه وزاد صابر

إنني أريد أن ندخل الجنة بأشكال اخرى..
ثمة أبواب اخرى...
وطيران اخر..
وسبل اخرى للوصول إلى غابات عدن...
نصوص اخرى ،أشعة اخرى نحملها كالفياصل..
أجراس ارض اخرى ينبغي أن نسمعها..

* * * *
كطائر من الشمال يشتم رائحة فريسة...
يجب أن نتشمم رائحة الزمان& ..
نشم رائحة عصر اخر ..
قرن اخر من الذهب...
وأيام اخرى من البرونز..
الجنة هنالك..حيث كل دراية تخدعنا بالحرية والورد..
حيث تقتلنا كل غابة لاينام فيها النيلوفر..
نحن بداية نقف ها هنا...وننتظر الشخص الذي يقوم بتحليل هواء الجنة لنا..
إيقاع الطيور التي تملأ لنا الجحيم بهجة بتغريدها...
إيقاع الماء عندما يخون منابعه البعيدة...
إيقاع الورقة لما تتراجع مدبرة نحو التبرعم...
نفهم شيئا من لغة مدعي التفاسير هذا الذي يتحدث عن جراح طيور الجنة...
ويتحدث عن طموحها في النار ...ويتكلم عن حرارة الجحيم..
مقابل برد الجنة
الحديث عن خرابات عدن وخرابات الوطن...
إنني أتحدت عن نهاية الجنان الكاذبة..
كما يتحدث الناس عن موت سندانه..
أتحدت عن مقتل الله،كما تتحدث انت عن مقتل عصفور ..
نحن نمشي مترجلين صوب مدينة اخرى...نحو عصر لا يحتوي سرابا..
عصر.. حيث كل الخيالات هاهنا...
تنطق اسم الماء وترتوي باحرفه...

-2-
تنطق اسم الذهب لتتحول الأحجار قبالك إلى تبر...
تمضى نحو السراب وتدرك بانه قاطبة شط...
نحو مدينة تقتلنا فيها السعادة...
فرحة أبدية تملأ أيامنا بصوت العندليب...
نغالي في غوصنا في الجمال حتى نغرق...
نستمر في الغناء حتى تتشطر حناجرنا...
أنا دائما اصرخ فلنمض صوب الجنة...
وانت تقول :-لا تصرخ كي لا تستيقظ الجنة و تاخذ غاباتها وتذهب...
إنني أصيح، وانت تقول:- لقد حان الوقت لتفهموا ...
ان بامكان طائر حزين ان يملأ الجنة حزنا...
بامكان عندليب حزين ان يملأ قلوبنا كربا...
علينا ان نحذر ، فان ارنبا مذعورا يفر من امامنا...
يستطيع ان يشوه جميع الطرق...
تستطيع حمامة تخطىء بتحليقها ان تحدث ازمة مابين النجوم...
كمحارب يدق باستمرار الطبول الضخمة للحرب ...
احدهم ينفخ لقيامة الكائنات .. .
احدهم ينفخ بوق اتقاد كل رمادات الدنيا...
تلظي جمر المنايا ،تلك النيران التي اخمدت منذ زمن حنبعل ...
احياء المواقد الخامدة لمخيمات هولاكو...
دائما انا ادق طبل هذه الحرب رافعا عقيرتي ...
انني هنا لفتحك ايتها الجنة...
هاهى ذي الجنة تاتى من الجهات الاربع...
عندما نغادر ...نفهم بان الجنة كانت خلفنا ...
وحال عودتنا ندرك ان الجنة توجد وراءنا...
وعندما نقفل راجعين نفهم ان الجنة كانت هنالك امامنا ...
الهروب على ايقاع حصان يسبق النور...
الهروب والانفصال عن اي غزل كلاسيكي للبساتين والحدائق...
المسير فقط ببوق اسود في سهل اخضر...

-3-
صوب الجانب الاخر من غضب لايوصف بالشعر ...
بنفخ يعلن بداية فصول الطوفان...
الغضب على اى عابر سبيل يغادر بيته باسم الجنة ...
الغضب على شخص لا يجرء على النزول من جدار ايمانه لوحده...
الذي لا يحطم اصفاده ليكتب على الجدران :-
"ها هنا الجنة ،انا الجنة ، البعد عن الله هو الجنة..."
الجنة هي تداعي كل المعابد، رجوع الانسان عن تقبيل الله الى تقبيل الورد،
هي الاستيلاء على خزائن الزناديق القدامى...
هي المشاركة في احياء العصور البائدة..القرون الوحيدة ...
تلك التى كان فيها الملوك يختارون شعوبهم...
وكانت الحرب تختار الابطال ،وفيها يقوم السيف بايقاظ المحارب ،
دون ان نجد اي مبرر، ومن غير ان نكون قد راينا الجنة،
دون ان يكون لدينا لحنا اخر للبلبل،مع تاكدنا من خدعة تسكن دمائنا منذ الطفولة،
مع تاكدنا من فتنة بيضاء ،من لعنة زرقاء ((زرقاء كما السماء) )
ببساطتنا ،بطاعة مسافر ،يدخل مدينة ليسال عن سعر رغيف ابيض،
يسال عن سعر رمانة على اخر سلال السوق،
ناتي لنسال الورد عن ثمن جنة اخرى ،ناتي ونسال البلبل :-كيف الطريق من هنا الى الجنة ؟
زادنا الشمس الصفراء لعصريات هذه الازقة،
نشرب مياه السعادة من القراب ، دون ان تكون لدينا حربا لهولاء الفرسان العاطلين الذين يتثاءبون امام بيبانهم،
ننادي لنبلغ لغزوة خيالية ،بلاغا لاحتلال الجنة،
انهيار الجدران الفاصلة بين الطير والانسان، فتح الملكوت،اباحة عفاف الملائكة،اسر عزرائيل،
التسامي نحو المقامات العليا ، الى مكان حيث لاتصل الكلمة ،في الجانب الآخر من حدود المخلوقات،
قريبا.. قريبا من الجبروت اللامحدود لله،

-4-
كل منا يريد جنة خاصة به ، لاطفالنا نريد جنة ..
نريد جنة للدراويش الألى لا يتواءمون مع الخلوة، للزناديق الذين يحاربون الشيطان،
جنة للألى قضوا اعمارهم تائبين ،الذين كل حياتهم اثم ،
جنة قرب اللهيب ،قرب الطوفان ،قرب الشيطان،
جنان منفصلة الواحدة عن الاخرى ،منفصلة عن السماء ..
منفصلة عن الله...