&قد يبدو غريبا ان ينظم معرض لفنان الغرافيتي البريطاني بانكسي في مدينة اسطنبول وهو المعروف بعزوفه عن مثل هذه التظاهرات الفنية بشكل عام.&

حمل المعرض اسم "فن بانكسي" واقيم في صالة "غلوبال كاراكوي" (Global Karaköy) بالتعاون بين وزارة الثقافة والسياحة التركية ومؤسسات "غلوبال إنفستمنت هولدنغ"، و"إسطنبول إنترتينمنت غروب" و"بيو إنترتينمنت".&والشخص الذي يقف وراء تنظيم هذا المعرض هو ستيف لازاريدس الذي كان وسيطا سابقا لبانكسي وجمع فيه اكثر من 80 عملا اصليا لهذا الفنان الساخر المثير للجدل استعارها من جامعي أعمال فنية.&
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن افتتاح المعرض الذي تم في الخامس عشر من الشهر الماضي اجتذب عددا كبيرا من الحضور الذين شاهدوا ايضا الى جانب اعمال الفنان عروضا حقيقية تقمص فيها ممثلون شخصيات رسمها بانكسي مثل متظاهر مقنع يرمي باقة ورد، ورجل شرطة مبتسم يحمل سلاحه وله جناحان أو فتاة صغيرة تحتضن قنبلة. &
&
تساؤلات
تساءل كثيرون عما اذا كان هذا المعرض وسيلة اخرى يستخدمها الفنان للتعبير عن سخريته مثل مشروع دسمالاند العام الماضي او مثل بعض تحركاته التي تجعل الاعلام يجري خلفه كما حدث خلال زيارته نيويورك في عام 2013 وبقائه فيها شهرا كاملا حيث وعد بانجاز رسومات خارجية على عدد ايام الشهر.&لكن يبدو الا علاقة لبانكسي بهذا المعرض حسب قول المتحدث باسمه فيما قال كمال غوركايناك، مدير عام إسطنبول إنترتينمنت غروب الذي اشرف على تنظيم هذا المعرض بالتعاون مع لازاريدس، قال إن الهدف من هذه التظاهرة الفنية هو تكريم هذا الفنان والناشط السياسي والتعريف باعماله وافكاره لجمهور اوسع في مناطق اخرى من العالم. وأضاف "هدفي ان اسوق اعماله تجاريا". &&

محل هدايا
الى جانب المعرض هناك محل لبيع هدايا تحمل كلها شيئا من بانكسي بينها قلائد وتقاويم ودفاتر وحوامل مفاتيح بيع كل منها بسعر 5 دولارات ثم تيشرتات عليها احدى رسوماته تباع بسعر 15 دولارا فيما تباع بوسترات ولوحات بنسخ من رسومات الفنان بسعر 150 دولارا احداها لوحته الشهيرة التي رسم فيها حمامات تقف على اسلاك هاتف تحمل احداها لوحة كتب عليها "لا نرحب بالمهاجرين" احتجاجا على وصول طير من المنطقة الاستوائية. ويعود هذا العمل الى عام 2014 ورسمه بانكسي على جدار في منطقة كلاكتون او سي في انكلترا لكنه سرعان ما طلي لاخفائه حال اكتشافه في صباح احد الايام.&
وينوي منظمو المعرض التجوال بالمعرض لاحقا في برلين وبرشلونه وروما وميلانو ومدن اخرى على مدى الاشهر والسنوات المقبلة وذلك اعتمادا على العوائد التي سيحققها في اسطنبول، حسب قول منظمين اضافوا ان جزءا من هذه العوائد سيستخدم لمساعدة لاجئين ومن فاقدي البصر. &
&
لا علاقة
وعند سؤالها عن المعرض ومحل الهدايا قالت الجهة الوحيدة المخولة بالتحدث باسم بانكسي والمعروفة باسم "بيست كونترول"إنه "لا بيست كونترول ولا بانكسي كانا على علم بهذا المعرض حتى يوم افتتاحه".&وكان محامي بانكسي قد نشر رسالة على موقع الفنان على الانترنيت في عام 2010 قال فيها "إن الفنان يسمح لأي زائر للموقع بتحميل اعماله وطبعها لاستخدماته الشخصية ولكن اي ادعاء بانه منتجها او اي تسويق لها او عرضها على انها صورة رسمية او اصلية حصل عليها من بانكسي يعتبر جريمة قد تعرض الشخص المعني للملاحقة القانونية".&
وجاء في البيان ايضا أن الفنان لم ينتج "بطاقات او كارتات أو اكواب او لوحات كالتي قد تباع في الاسواق كما إنه غير ممثل في اي غاليري او معرض فني تجاري بما فيها الغاليري الذي يديره لازاريدس". &ومن هنا اكد محل بيع الهدايا الملحق بمعرض اسطنبول أن كل ما يباع فيه غير مرخص من جانب الفنان وغير رسمي ومزيف.&وكان لازاريدس قد انفصل عن بانكسي في عام 2008 ونقلت عنه وول ستريت جورنال قوله إنه لا يتوقع ان يرضى الفنان عن هذا المعرض لكنه أضاف أنه لا يتوقع منه ايضا أن يمضي حياته في ملاحقة اشخاص ينتجون قطع مغناطيس تلتصق بالثلاجات وتحمل احدى رسوماته.&لكن لازاريدس نبه من جانب آخر الى ان ما قد يشعر الفنان بالرضا عن معرض اسطنبول هو انه ينظم في مكان يمثل قلب أزمة اللاجئين العالمية، حسب قوله.&
&
&
جوبز وكوزيت
وقد أولى بانكسي اهتماما خاصا باللاجئين فرسم الشهر الماضي لوحة جدارية على حائط يقابل السفارة الفرنسية في لندن صور فيها كوزيت، الطفلة المعذبة في رواية البؤساء لفكتور هوجو وهي تبكي فيما يتصاعد امامها غاز مسيل للدموع. وفي كانون الاول (ديسمبر) الماضي رسم بانكسي في مخيم كاليه المعروف باسم الغابة، في فرنسا، صورة ستيف جوبز الذي كان ابن مهاجر سوري في الاصل ويظهر في الرسم وهو يحمل على كتفه بعض اغراضه فيما يحمل باليد اليمنى كومبيوتر ماكنتوش.&ويعتبر غوركايناك أن هذا الرسم ادى الى تحسين اوضاع ملايين الاشخاص في مختلف انحاء العالم.&هذا وسيكلف التجوال بالمعرض في مدن أخرى مبالغ هائلة غير ان كوركايناك قال إن هدفه ان ينقل رسالة بانكسي الى اماكن وجماهير اخرى واعتبر ذلك هدفا مهما بحد ذاته. وقال الثري التركي لصحيفة وول ستريت جورنال "أدعو كل ليلة ان يكون الصباح التالي عندما تشرق الشمس اكثر سلاما ومليئا بالامل. ولذا اريد الاستثمار في بانكسي".&