&

&
تواصلت فعاليات الدورة الـ 47 لمعرض القاهرة للكتاب الذي تحل البحرين عليه كضيف شرف، وتشارك فيه 34 دولة منها 21 دولة عربية وأفريقية و13 دولة أجنبية، وقد وصل عدد أنشطته هذا العام 12 نشاطا بحوالى 50 فعالية يومياً ، ومنها اللقاء الفكرى، كاتب وكتاب، المقهى الثقافى، الموائد المستديرة، الاحتفاليات الفنية، ملتقى الشباب، نشاط الطفل، وتخصيص قاعة لذاكرة المعرض يعرض من خلالها أمسيات شعرية لنزار قبانى ومحمود درويش وعبد الرحمن الأبنودى وغيرهم من كبار الشعراء الذين شاركوا فى فعاليات المعرض قبل عدة سنوات.&
المحور الرئيسى للمعرض "الثقافة فى المواجهة " وشخصيته لهذا العام &الكاتب الراحل جمال الغيطاني الذي خصص له محورا ومجموعة من الفعاليات ، كما أقيمت مجموعة ندوات بمناسبة مرور عشر سنوات على وفاة الروائي نجيب محفوظ.

عالمية نجيب محفوظ
تحت عنوان "نجيب محفوظ روائيًا عالميًا" &جاءت الندوة التى استضافتها القاعة الرئيسية وضمن ندوات شخصية المعرض بحضورثلاثة من كتاب الرواية فى العالم العربى، وهم، الكاتب التونسي شكري المبخوت، و الروائي السوادني حمور زيادة، والكاتب المغربي مبارك ربيع.
وقال شكري المبخوت أن حصول نجيب محفوظ على جائزة نوبل للأدب مجرد دخول لقاعة الكتاب والأدباء العظام، وأضاف: حافظ محفوظ على جوهر الرواية الأدبية وهي ميزة "الحكي"، فمحفوظ كان حكاء من طراز عالمي ويعرف "كيف تؤكل الكتف"، ورواياته ليست أعمالا تعمل على تسلية القارئ، وإنما تدفع القارئ للتفكير في الأسئلة الفلسفية الكبرى، وهو لا يقدمها بلغة الفلسفة وإنما بمنطق الحكاية والسرد.&
وأوضح أن هناك من يبرر حصول محفوظ على نوبل في الأدب لأسباب سياسية، لكن هذا غير حقيقي، لقد قدم الرجل أعمالا &أدبية عالمية حقيقية استحق بها الحصول على الجائزة الأهم في الأدب العالمي، وأنها دليل قاطع على انتقال أدب نجيب محفوظ من العربية إلى العالمية.
وتابع المبخوت أن محفوظ من الروائين الذين إذا فرغت من رواياتهم تري شخصيات الرواية تتحرك أمامك، وتصبح مقياسا لشخصيات أخري، فأديب نوبل استطاع أن يتحدث عن هواجس الإنسان المصري بعمق إنساني جعلت الغرباء عن اللغة يتفاعلون بنفس الطريقة.&
وأكد &مبارك ربيع أن محفوظ بفوزه بجائزة نوبل استطاع &أن يخترق منظومة مغلقة وهي المنظومة الأوربية، مضيفا أن محفوظ ليس عالميا بسبب الجائزة فقط وإنما بالقيم الفنية التي طرحها في أعماله .
وقال الكاتب السوداني حمور زيادة إنه قرأ لمحفوظ وهو فى سن التاسعة، ولكنه لم يستطيع الاستيعاب، وقرأ مرة أخري بعد سنوات، وكان &أكثر ما لفت انتباهه هوالعمق الإنسانى الذى كتب به محفوظ الشخصية المصرية، حتى أنه جعلها تشبه جاره السوادني.
وتحدث زيادة &عن تطابق النموذج الإنسانى بين شخصيات محفوظ وشخصيات تجدها فى السودان، مؤكدا إنه سمع &عن قصة رجل في صغره كان يشبه شخصية "سي السيد"، لكن الرجل كان في أم درمان في السودان، و يدعي الشيخ إبراهيم، حين ذهبت زوجته وبناته إلى أحد الأولياء قام الشيخ بتطليق زوجته ومنع بنته المتزوجة من زيارة بيته وذبح الصغرى.

الإبداع يواجه الإرهاب
واستضافت فعاليات "المقهى الثقافي" استضافة كل من د.عزة كامل، د.جمال حسان، ود.كمال مغيث، فى محاولة للإجابة عن سؤال: كيف يمكن أن يواجه الإبداع إالإرهاب؟ وأدارت اللقاء المترجمة د.ضحى عاصي.
وقالت "عاصي" أنها مع حرية العقيدة والأفكار، وأن جزء من الحريات ألا تتعامل معى بعنف حتى وإن كنت ملتزما أصوليا، واستشهدت بموقف أثناء دراستها فى الخارج، حيث تمت مقاضاة والدها الشيخ الأزهري فى" قضية حسبه" لأنه قام بإرسالها الى أوروبا للدراسة بسبب سفرها من غير صحبة آمنة، وتم وقف والدها عن العمل، ولم يكن هناك أى حل سوى أن يرسل خالها الى أوروبا على نفقته.
وقالت د.جمال حسان الطبيبة النفسية التى تعيش فى لندن ولها العديد من المؤلفات أنها تشكر الله لوجودنا فى هذا الصرح الثقافي بشكل آمن فى ظل ما تشهده مدن ودول أخرى من إرهاب، وأضافت: الإرهاب فى حد ذاته &فعل إجرامي الغرض منه بعث الذعر في نفوس الآخرين حتى يحقق أهدافا معينة وليس نتيجة خلل أو مرض عقلي.
وتساءلت حسان هل كلنا كأفراد مسؤلين عنما يحدث فى المجتمع.. وأكدت أننا بالفعل مسؤلون عن ذلك لأننا من نقوم بتشكيل الواقع ونهتم بها، وأوضحت أن الإرهابي ليس مرتبطا &بمستوى الفقر أو الغنى، فهناك أسامة بن لادن وكان من أسرة ثرية ومع ذلك أسس تنظيم القاعدة، ولكن ما يجمع كل هؤلاء ان لديهم نزوعا إلى جذب الانتباه، فالإنسان المتوازن أو المتحقق من نفسه لن ينضم إلى &تلك الجماعات، والذي يمارس العنف أو ينضم إلى جماعة لا يمتلك قدرة تحليل المعلومات بدقة ومحدود في السلوك الفردي، ولديه الرغبة في التكرار وضعف في الابتكار وهي أبرز الصفات التي يتسم بها الفرد الذي ينضم بسرعة إلى جماعات العنف، بالإضافة الى أنه غالبا تكون لديه روح تعصب.
وقالت د.عزة كامل أن للإرهاب أشكالا متعددة، منها ما يمارس على بعض شاشات وسائل الإعلام من هجوم ضد بعض الأشخاص لنقدهم السلطة وهو إرهاب فكرى، أيضا تصفية القطط والحيوانات فى نادي الجزيرة هو أحد أشكال الإرهاب. ورأت أنه حتى نستطيع بالإبداع أن نكون فى مواجهة الإرهاب، علينا ان نهتم برفع مستوى الوعي بالقراءة والإطلاع، وفصل الدين عن الدولة، وعدم وضع قيود قانونية أو محددات اجتماعية، ولابد من إسقاط قانون ازدراء الأديان من قانون العقوبات، وعدم وضع أي قيود على الإبداع بأي شكل من الأشكال.
وأشار د. كمال مغيث الباحث بالمركز القومى للبحوث التربوية إلى أن الإبداع هو كل المنتجات التي تخرج من فعل ممارسة الحرية، وتابع "الإرهاب هو محاولة فرض موقف، أو منع الإبداع عن طريق استخدام القوة، وهو الانتقال السلوكي إلى الثقافة المتطرفة وتنفيذها على الناس والمبدعين".
وأكد على أن فى ثقافة الإرهاب &هى "لا اختيار" مثل أن أقول أن التماثيل حرام، فلا يوجد بعد هذا القول &مناقشة، وأيضا فى ثقافة التطرف خطاب "مواعظي" يأتي من مصدر أعلى إلى الناس، أما الخطاب الثقافي المستنير فشرطه أن نكون متساويين، وأن قيمة الإنسان لا تعلوها قيمة أخرى.
وتابع مغيث أن التكفير عنصر أساسي من ثقافة الإرهاب، ودائما ما تترصد ثقافة الإرهاب بالإبداع من خلال ثلاثة موضوعات الأولى هي قيمة الحرية ثم قيمة الاختلاف ثم التنوع، وهى أبرز سمات التطرف.

حروب الجيل الرابع
واستضافت قاعة ضيف الشرف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب ندوة لمناقشة كتاب "حروب الجيل الرابع - حين تصبح أنت جيش عدوك"، للكاتب نبيل فاروق، وأدار المناقشة الكاتبة نشوى الحوفي.
الكاتب نبيل فاروق تحدث عن مصطلح الجيل الرابع الذي يتردد كثيرا خاصة الفترة الأخيرة منذ ثورة 25 يناير وقليلاً من يفهمه ويعي له، مؤكداً أن حرب الجيل الرابع ليست مثل حرب الجيل الأول بالأسلحة والجيوش وليست حربا تصادمية مثل حروب الجيلين الثاني والثالث.
وخلال المناقشة شرح "فاروق" مصطلح الماسونية باستفاضة، وهو المصطلح الذي نشأ في عصر النهضة في إيطاليا أثناء بناء الكاتدرائيات والكنائس حيث تم إنشاء اتحاد للبنائين باسم الماسونية، فيما بعد انضم له اليهود بالفكر الصهيوني، وقاموا بوضع الخطة الماسونية التي لم يعرف عنها أحد شيئا سوى مؤسسيها حتى وقعت في يد الملك الروماني ووقتها ظهر للعالم خطتهم بوضح حروب ومؤامرات من القرن الـ 19 لعام 2050، الغريب في الأمر أن ما وجد في خطتهم حدث بالفعل في السنوات الماضية.&
فاروق أكد أن حروب الجيل الرابع أهم ما فيها الدخول في الحرب دون خسارة أموال وأنفس، وتقوم على خمس أشياء أساسية أولها دعم الارهاب، وإنشاء إرهاب دولي متعدد الجنسيات، واستخدام الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، واستخدام طرق معنوية ونفسية تدميرية، وأخيراً هدم الرموز. واصفاً إياها بأخطر حرب عرفها العالم منذ بداية الوجود ويتم دراستها في المعاهد الاستخباراتية والعسكرية بسبب خطورتها، بالإضافة إلى أن &فكرة الجيل الرابع نجحت في ترسيخ فكرة ان المجتمع فاسد.
وأوضح فاروق أن المغزى من كل ذلك هو إسقاط النظام و الدولة بأعمدتها الخمسة، الجيش والشرطة والحكومة والقضاء والمخابرات، كما ذكر واقعة كونداليزا رايس عام 2005 عندما خرجت في وسائل الإعلام أول مؤامرة معلنة في التاريخ عندما صرحت أن أمريكا تهدف لعمل فوضى خلاقة في المجتمع العربي لإعادة تكوينه بما يتناسب مع المصالح الأمريكية.&

الرقابة على السينما المصرية
ضمت ندوة "النهوض بالسينما المصرية " المنتجين محسن علم الدين وهانى فوزي والكاتب والسينارسيت ناصر عبد الرحمن الذي بدأ الندوة مؤكدا أن السينما تراجعت ولم تعد قادرة على العمل على الأعمال الروائية، وقال فيما مضى كان وجود رواية قيمة يدعم السينما، وعندما فقدنا التعامل مع الروايات الكبيرة والمهمة ذات الموضوع الشيق، تراجعت السينما..&
ورأى أن الدولة مقصرة تقصيرا كبيرا اتجاه صناعة السينما، فالتصوير مثلا فى الأماكن العامة يكلف المنتج ملايين الجنيهات، فمثلا مترو الأنفاق يتطلب التصوير فيه دفع مبلغ قيمته مليون جنيه، وهذا ما دفع الكثير من المنتجين والمخرجين إلى الابتعاد عن التصوير فى الأماكن المفتوحة &والتى ترمز إلى مصر وتشجع السياحة إليها، وهذا أدى أيضا إلى تراجع السياحة، فالكثير من الأماكن اشتهرت بعد ظهورها فى الأفلام المصرية، مثل جامعة القاهرة، فأتى الكثير من الطلاب العرب وغيرهم للتعلم فيها.
ورأى الكاتب ناصر عبد الرحمن أن هناك حالة من الجمود تفرضها أفكار سينما السيتينات، وهذا خطأ كبير، لأن العالم يتغير من حولنا، وهناك أفكار كثيرة جدا ومهمة جدا لشباب موهوبين، ولكن لا أحد يعرف عنهم شيئا، كما أن التطور التكنولوجى جعل المواضيع أكثر بكثير مما كان فى الماضى، وهذا التطور فى التكنولوجيا يصاحبه تطور فى الفن ذاته، فى أفكاره والمجالات التى تنطوى تحت ثناياه، مثل التصوير والمونتاج والمونتير وغيرهم، فهناك إذن حراك دائما فى جميع مجالاته، ولكن التمسك بأفكار قد انتهت فى زمن مضى، يجعلنا فى تخلف عن الأفلام الأوربية والأمريكية، حتى أن الفيلم المصرى الآن لا يضاهى الفيلم الخليجى فى دولة الإمارات.
أما هانى فوزى فقد قال أن السلطة تخشى السينما، لأن الأخيرة قادرة على إحداث التغيير فى المجتمع، ولهذا استمر وجود جهاز الرقابة رغم مرور البلاد بثورتين حتى الآن، فالمشكلة ليست فى الجمهور فالأذواق الكثيرة تسمح باختلاف وحرية الموضوعات، المشكلة بيننا وبين السلطة فلابد أن تترك الدولة لنا مساحة من حرية التفكير.
&