&

&
هل لزاما عليّ أنْ أعرى&
&ويجنّ جنوني ؟ !
ليطاردني الصبيةُ هازئين&
تنوشني أحجارُ شتائمهم&
يرغمني رجلُ الميليشيا أن ادفعَ له أتعابه
وقد ضجر من إفلاسي
عبثا يحرسني ويُبقي على حياتي بلا دراهم&
مالك متجر البقالةِ يشتكيني لجاري الصلف الطباعِ&
لأني لم ادفع له فواتير الديون السالفة&
رجولتي تهشمتْ قطعا ذابلة
بعد ان ابتزّني الصيدليُّ العريق بالخداع
إذْ باعني " فياغرا " مغشوشة بثمن باهظ
لم يتح لي أن اشبع نهمي من عاشقتي
سأموت باكرا خالي الوفاض مدينا للسادة اللصوص
عليّ أن أسددَ سلفَ إيماني الضائع&
استعيد صلواتي المسروقة &من رجل الدين&
هذا الذي أوصلني الى الكفر بعربته السريعة&
سلبني جيبي وأقعدني في عشش تخلو من التواليت&
طيّر قصائدي وأودعها لمنطادٍ تائهٍ في الفضاء
مثل أوراق الروزنامات الهائمة فوق مكبّ النفايات
وهي تحمل سنواتنا الضائعة&
أعمارنا الصاعدة على ظهر ثورٍ هائج
يطاردهُ " ماتادور " ساديّ بسهامهِ&
كلٌ ينهش لحمي ، يكسر عظمي
الفتى الثوري النرجسيّ المتلهف لقشعريرة السلطة
في تظاهرات عصر الجمعة&
المخبول الذي بنى قصرا طوباويا في مخيلتي
دون ان يضع لبنة في خرسانة الحديد المنخورة بالصدأ &
سوى اني شممتُ رائحة زبَدِهِ السائلة بين شفتيه
الموتور صائد غرمائِه العاشقين لخليلته
الجاهل الذي ضربني وأنا اشتري كتابا في المتنبي&
المتثاقف سليط اللسان الذي يزبد ويرعد في قنوات التلفزيون&
الشبقيّ مختلس الشهوة الذي يعاشر العاهرات ليلا
ويؤم الصلاة بعد ان يؤذن للفجر&
السمّ الزعاف الذي يخالط معسول الكلام&
يرغمني على تقطيع ثيابي وأنا أمزّقها نصفين&
الصحفُ الصفر الكريهة لم تعد تصقل زجاج نوافذي
قرضتْها فئرانُ الكتاتيب &
السيارات المصفّحة المارقة سحقت طفولة حريتنا&
مازال لحمها طريّا لكنها بعثرته على إسفلت الشوارع
اللصّ الذي يفتش في جيوب قتلى الإنفجارات ويُخلي جيوبهم&
لِمَ لم تسمعني ايها الربّ الاعلى ؟؟!!
اعرف انّ صوتي خافتٌ&
عهدي بأنك تعرف ماتخفي الصدور وماتريده السرائر
كلّ مافيك أدوات نفيّ ونهي&
لا رجاء ولا شروع في عزمك
سياطك تعذيبٌ وترهيب
يدُك بطشٌ وسطوة عمياء أعرْتها للجلاّدين
معذرةً إني ألثغ لخوفٍ مستديمٍ في فمي
لكني أتقن إظهار الجناس الناقص بين الجلاّدين ورجال الدين&
بين العاهر والطاهر
بين العلمانيّ والغلمانيّ&
بين جنين السفاح وجنين النكاح
في مختبرات المشفى لفحص &" D.N.D &"
مع هياجِ عاهرةٍ يصل الى أسماعي
وهي تمضغ عِلكة " الداندي "&
ما زالت عيناي قادحتين بالفطنة&
لستُ هامشاً حتى أُركن في زاويةٍ عمياء&
لكنّ يدي توشك ان تقف
أعجز عن رفعها مُلوّحاً بالوداع&
لم يبقَ في دواتي حبرٌ سوى ان اكتب حرفين
أ . ھ&
&
&
كتبت هذه القصيدة منتصف ليلة الثلاثاء 2/2 / 2016 داخل مشفى إثر وعكة صحية كدتُ اقترب فيها من النهاية&
&