&عبد الجبار العتابي من بغداد: يعتقد الكثيرون ان الشعر النسوي العراقي اصبح مفقودا ،وان الواعدات ليس لهن حضور يؤكد شاعريتهن بقدر ما هناك من يكتبن الشعر بلا ابداع حقيقي.

جدد مهرجان (جواهريون) الشعري ما كان يطرحه الكثير من الادباء حول عدم وجود شعر نسوي مميز في العراق،وأثار الهواجس التي في نفوس الكثيرين حول قيمة شعر الشاعرات وقد فتح عدد المشاركات (خمس شاعرات) التفسير لاسباب عدم ظهور شاعرات مبدعات على الرغم من اعتراض شعراء وشاعرات على هذه الفكرة والقينّ باللوم على المجتمع الذي تضيق الخناق عليهن فيما كانت هناك اتهامات للمسؤولين عن توجيه الدعوات للشاعرات من اجل المشاركة في المهرجانات والمزاجية في ذلك ، فيما كان هنالك رأي يشير الى تعرض الشاعرات للغبن من قبل النقد فلم ينصفهن ولم يمنحهن فرصة الظهور اعلاميا . & &

&
الوضع الاجتماعي هو السبب
فقد ألقى الشاعر جواد غلوم اللوم على الوضع الاجتماعي والاسري الذي يقف بالضد من بروز المرأة اديبة صاعدة تقف على قدميها بثبات ،وقال : في كل حقل من حقول المعرفة يزيد عدد الذكور على الاناث لسبب بسيط هو ان المنفذ للخروج الى عالم المعرفة والابداع والشهرة يزداد &لصالح الرجال وتقل فرص النجاح والظهور &للنساء خاصة في مجتمعاتنا التي تضيق الخناق على نسوتنا المبدعات ولايستثنى الشعر من هذا الواقع --- ليس لان &الشواعر مفقودات &لكن الوضع الاجتماعي والاسرة يقف بالضد من بروز المرأة اديبة صاعدة تقف على قدميها بثبات وخصوصا عندما يحكم الثيوقراط ويفرض قناعاته وتحديده الضيق لنشاطات المرأة الادبية .
&واضاف: ولكن هذا الخناق لايعني ان نسوتنا الواسعات الافق تخلين عن مساهماتهن الابداعية وخاصة في الشعر وعندنا اليوم شواعر مبرزات رائقات في نتاجهن ظهرن في هذه الفعالية وقبلها ايضا اذكر منهن افياء الاسدي ونجاة عبد الله وغيرهما ممن لم تسعفني الذاكرة لدرج اسمائهن .
&وختم بالقول : ما عليّ سوى ان ابارك للشواعر الخمس اللائي شاركن في (جواهريون) فقد ظهرت مبدعات رغم كل مايعيق ، فبعض الشيء افضل من لاشيء &كما يقال.
&
مافيات ثقافية&
& & اما الشاعرة رسمية محيبس فقد اكدت وجود شاعرات لكنها القت اللوم على منظمي المهرجانات ، وقالت: الشعر النسوي موجود وعدد الشاعرات في ازدياد لكن الدعوات مزاجية لا علاقة لها بعدد ونوعية الشاعرات ، فمن تتردد على الاتحاد ولها رصيد لا بئس به من أصحاب الشأن الثقافي فلا خوف عليها تكون في دائرة الضوء دائما وتحظى بما لم تحظ به شاعرة من قبل .
&واضافت : هناك شاعرات شابات واعرف الكثيرات منهن & لم تتم دعوتهن ، عندنا شاعرة جيدة هي واجدة العلي وهي ابعد ما تكون عن دعواتهم وهي من الشطرة وهناك مها الصافي تكتب في الشعر والنقد ولديها مطبوعات وهي من الناصرية هناك منتهى عمران وبان ضياء الخيالي تكتب الشعر والقصة وهي من بغداد وغيرهن الكثيرات.
&وتابعت : عليك ان تتوجه بالسؤال يا صديقي للمسؤولين عن المهرجان ، نسبة المرأة منخفضة دائما رغم حساسيتهم أزاء ذلك والفوضى التي حدثت في المدعوات للمربد الاخير والكلام الذي أثير حول ما قدم من شعر ،نحن أزاء مافيات ثقافية ،يا سيدي لا تسأل عن الكم والكيف ولكن قل لي من هو المسؤول عن توجيه الدعوات أقل لك اين تكمن المسألة مدار البحث، هناك مهرجان تم فيه دعوة شاعرة واحدة ومهرجان آخر سلطوا الضوء فيه وبقوة على شاعرة أخرى.

غياب الموضوعية&
& & من جانبها استغربت الشاعرة نسيم الداغستاني ما يشاع مؤكدة انه مثال على العصر الثقافي الذي نعيشه، وقالت : انا لا اعلم من هو المسؤول عن المهرجان وكيف كان التقييم وعلى اي اساس اختير الشعراء او الشاعرات؟ اعتقد ان السبب هو غياب الموضوعية بالمرتبة الاولى
واضافت : المراة تحتاج وضعا لخروجها للعلن خصوصا في مجتمعنا، هذه مسؤولية المؤسسات الحكومية وغير الحكومية ومسؤولية اعلى الهرم الثقافي والاعلام.
وتابعت :اذا اردت ان اتكلم بشكل شخصي ،مثلا انا منذ البداية من سنوات لم توجه لي اي دعوة &بشكل رسمي فقط باشكال غير رسمية وانا لا احبذها وانت تعلم الباقي.
&
النقد ظلمهنّ
الى ذلك &اكد الشاعر عبدالسادة البصري ان الحضور الشعري النسوي قليل جدا ،وقال : حاليا انحسر الشعر بشكل يلفت النظر أمام المدّ القوي للكتابات التي تُسمى خطأً قصائد نثر، إذ ان أغلبها لايصل الى مستوى قصيدة النثر وخصوصيتها أبدا ،بل مجرد خواطر ليس الاّ،،ونتيجة عدم وجود نقاد حقيقيين مخلصين للأدب والفن بصورة كبيرة سهّل عملية دخول الطارئين على ميدان الشعر بشكل عام.&
واضاف: أما المرأة فبطبيعتها مترددة لا تستطيع دخول هذا المعترك بشكل قوي وفاعل اذا لم تكن متسلحة بالموهبة الشعرية الحقيقية،لا بالكتابة كيفما اتفق ،لأن اغلب اللواتي يُطلق عليهن شاعرات هنّ كاتبات خواطر ليس الاّ،والسبب أن قصيدة النثر اصبحت كالدابّة يركبها مَن هبّ ودب &،والتي سنحت الفرصة للكثير من حمل هذه الصفة ،اقصد الشاعر/ الشاعرة،،ناهيك عن اللغة والنحو والاملاء فحدّث ولا حرج.
&وتابع :لكن رغم كل شئ هناك شاعرات حقيقيات يمتلكن الموهبة الاّ ان النقد ظلمهنّ،لاسيّما تدخل في عملية الترويج والاشهار العلاقات والاخوانيات والمصالح الذاتية،،لهذا تجد الحضور الشعري النسوي الحقيقي قليلا بعض الشئ.
&
هناك شاعرات ولكن
& &من جهته قال الشاعر حمدان طاهر : بداية لابد من القول أن هناك ندرة من النساء ليس في مجال الشعر وأنما ذلك ينسحب على بقية الأجناس الأدبية كالرواية والقصة والنقد , ولعل الشعر أفضل إذا قيس بهذه الأجناس , وبأستحقاق الأبداع لاتوجد لدينا شاعرة واحدة.
&واضاف: هناك شاعرات نعم لكن هناك فرق بين أن تكتب الشعر كنظم وبين أن تبدع فيه , وحتى لا أكون ظالما في القول أن الجانب الأجتماعي وطبيعة المجتمع تفرض كلمتها في موت الكثير من المواهب النسوية .
&وتابع: أسمع من الأصدقاء عن بعض النساء اللاتي تكتبن الشعر ولكن أهلهن يمنعونهن من الذهاب إلى المهرجانات والملتقيات الثقافية , أتمنى أن يكون حضور النساء في المهرجانات ليس من باب (الكوتا) بل من أجل شعر حقيقي مبدع .&

الازمة اجتماعية
& & اما الناقد زهير الجبوري فقد اكد انها محنة بلد ،وقال :الادب النسوي مثل الحياة الاجتماعية في العراق. .ذلك ان ما تستفبضه الأعراف &التقاليد في بلد مازوم تغطي بالدرجة الاساس كل الجماليات المتاحة في الواقع، ولو أخذنا معيار الادب والشعر تحديدا نجد أن المرأة تنتمي الى واقعها مثل اية ظاهرة عرفية نعيشها.&
واضاف:ربما لأن الأزمة الاجتماعية الممتدة منذ عقود ساهمت كثيرا في جعل الإبداع داخل بوتقة العرف الديني فكان الحلال والحرام وللعورة والزي والحشمة الدور الفاعل اكثر من النص بوصفه ابداعا جماليا .. وهذا امر طبيعي في بلد تتكاثر وتتناسل فيه الحروب.&
وتابع: &ما جاء به الشعر في راهننا المضطرب لم يغير هذه الظاهرة الجمالية الإبداعية. .فبقي في عليائه يتلألأ وحده ..وبقيت المرأة عورة في زمن سقوط الايدولوجيا. وانحدار الدين في أغلب بقاع الأرض الا في العراق. .وهذه الازمة أسست ثقافة خاصة اسمها الادب النسوي ليسقط المعادل الموضوعي. .واصبح للمرأة شروط الدخول الى هذا العالم من خلال تحصبن الجسد وعدم الاحتكاك الزائد مع الآخر الرجل. .الا بعض الاستثناءات القليلة طبعا .. فما معنى وجود عشرات الشعراء في مهرجان شعري ومشاركة شاعرات بعدد اليد الواحدة. . إنها محنة بلد اسقط هيبة المرأة وجعلها في خانة ضيقة،انها محنة عقول متسلطة بحكم العقل الديني السلطوي. . فحقيقة المرأة العراقية انها تمتلك مواهب كبيرة في كل مجالات الحياة.
&
لا يقرأن ولا يتطورنّ
& الى ذلك كانت وقفتنا الاخيرة عند الشاعر مروان عادل حمزة،مدير نادي شعر في اتحاد الادباء الذي اوضح الالتباسات قائلا : أردنا لهذا المهرجان ان يكون متميزا باصوات شعرية تميزت في الأونة الاخيرة سمعناها هنا وهناك في المحافل التي تملأ البلد هذه الفترة،فاردنا أن نفرد لها مهرجانا خاصا بها وان نعمل على ان نجعله سنويا لاحتواء كل متميز من الشعراء الشباب ،وبصراحة لم تتميز شاعرة شاية الا الخمس اللواتي سمعتموهن ،لذلك كانت المشاركات النسوية قليلة،والحقيقة هذا هو واقع الشعر النسوي عندنا على الأقل &قياسا بالذكور &من الشعراء ، عسى ان تظهر لنا شاعرات في الدورة المقبلة اذا ابقانا الله &.
واضاف: هذا المهرجان لم يكن للأصوات غير المعروفة كما فهم البعض ،وانما للاصوات التي برزت كما قلت ولكي لا تضيع اردنا ان نقيم لهم هذا الملتقى لكي يفيدوا منه اعلامبا لنا ولهم.
وتابع : اما السبب الذي يقلل من وجود شاعرات عراقيات فهذا مما بحتاج الى دراسة متخصصة وهو يصلح لان يكون دراسة مهمة، ويمكن القول ان المراة العراقية قليلة الاهتمام بالامور التي تكون خارج اهتماماتها الضيقة التي انحصر في الامور الاحتماعية والغاىلية فقط الا ما ندر ، وحتى هذا العدد الذي يندر فإنه لا يقرأ ولا يتطور وسرعان ما يفقد اهتمامه مع الكثير من امور الفتاة &العراقية ويساهم في وأد تجاريهن القليلة المثير من رجال الثقافة الذين لا يهمهم منهن الا انوثتهن ! فتجدهم لمجرد سماع اي جملة تقولها انثى يبدأون بسيل المدائح المحانية ( اللفظية الغزلية) ان صح التعبير، مما يدفع المبتدئات منهن الى الشعور بأنهن شاعرات كبيرات عظيمات لسن بحاحة ابدا للقراءة والتطور على صعيد اللغة والاسلوب والفكرة.
&