الدار البيضاء - تسلم الشاعر الألماني فولكر براون مساء امس السبت بالدار البيضاء جائزة الأركانة العالمية للشعر التي يمنحها سنويا بيت الشعر بالمغرب.
وانضم فولكلر براون بذلك إلى كوكبة من ألمع الشعراء العرب والعالميين الذين توجوا بهذه الجائزة العالمية، على غرار البرتغالي نونو جوديس العام الماضي، و الفرنسي إيف بونوا ،والفلسطيني محمود درويش ،والعراقي سعدي يوسف ،والمغربيين محمد السرغيني والطاهر بنجلون.
وقدم رئيس بيت الشعر، نجيب خداري، في الاحتفالية التي تتزامن مع فعاليات الدورة 22 للمعرض الدولي للنشر والكتاب، الشاعر المتوج برسم الدورة العاشرة، بوصفه " شاعر النحت العميق في المعنى واللغة"، تمثل في تجربته تراث البشرية وأهوال العالم. واعتبره سليل شجرة شعرية سامقة على رأسها هولدرلين وريلكه.
وخلال اللقاء الذي حضره وزير الثقافة الفلسطيني إيهاب بسيسو، نوه محمد أمين الصبيحي، وزير الثقافة المغربي ، بإسهام فولكر في تأصيل رؤية شعرية إنسانية لقضايا العالم، وبدوره الفاعل كمثقف يعلي قيم الاختلاف والتسامح.
من جهته ، قدم الشاعر براون شهادة عن تشبعه بالتراث الصوفي الشعري العربي من خلال استحضار مسار ابن عربي، وعرج على دور الشعر كملاذ روحي ضد الاضطهاد والعنف وفوضى العالم اليوم.&
وألقى الشاعر الألماني نخبة من قصائده، قدمها مترجمة الى العربية الشاعر المغربي محمد أهروبا.
وعن اختيار لجنة تحكيم الجائزة للشاعر فولكر براون، سجلت مؤسسة بيت الشعر أن هذا الأخير "ظل وفيا على مدى نصف قرن لجوهر الشعر، بكتابة قصيدة متفاعلة مع زمنها، منتصرة للأمل، تبث شعاعه، بحثا عن التوازن داخل عالم مهتز".
وتكونت لجنة تحكيم الجائزة التي تمنح بشراكة مع مؤسسة الرعاية لصندوق الإيداع والتدبير وبتعاون مع وزارة الثقافة، من الشاعر رشيد المومني (رئيسا)، الناقد عبد الرحمن طنكول، الشاعر حسن نجمي، الشاعر نجيب خداري، الشاعر محمد بودويك، الناقد خالد بلقاسم، والشاعر محمد أهروبا.
واعتبرت لجنة التحكيم أن براون "يكتب قصيدة تنعتق من أشكال التقليد من دون أن تتنكر لروح التراث الشعري أو تنجر وراء حداثة مبتورة"، ملاحظة أن فولكر "يتأمل قضايا الإنسان والمجتمع والعالم، انطلاقا من رؤية شعرية وفلسفية ثاقبة تتجدد باستمرار".
ولد براون &في 7 مايو( أيار) 1939 في دريسدن، مات والده في الأيام الأخيرة من الحرب العالمية الثانية، فعاش طفولة يتيمة إلى جانب إخوته الأربعة ووالدته في مدينة دمرتها قوات التحالف.
ودرس الفلسفة في جامعة كارل ماركس في لايبزيغ بين 1960 و1964، وانتقل بعد تخرجه في عام 1965 إلى برلين الشرقية، وفي نفس العام صدر له ديوانه الأول "استفزاز لي"، وعمل بدعوة من هيلينا فايغل، زوجة برتولد بريشت، في مسرح "برلينر أونسومبل"، أحد أكثر المسارح شهرة في برلين، ثم عمل لاحقا، بين 1972 و1977، في مسرح "دويتشس تياتر" قبل أن يعود إلى "برلينر أونسومبل" حيث عمل كاتبا مسرحيا بين 1977 و1990.
وصدرت لبراون أعمال شعرية ومسرحية ونثرية عديدة قبل إعلان الوحدة بين الألمانيتين، وحاز قبل سقوط جدار برلين عدة جوائز من ضمنها جائزة "هاينريش هاينه" سنة 1971، وجائزة "هاينريش مان" سنة 1980، و"الجائزة الوطنية" سنة 1988، وهي أعلى جائزة تمنحها ألمانيا الشرقية.